الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 6/4/2017

سوريا في الصحافة العالمية 6/4/2017

08.04.2017
Admin

إعداد مركز الشرق العربي

 
 
الصحافة الامريكية :
 
 
http://www.all4syria.info/Archive/400386
 
 
https://www.aleqtisady.com/egyptnews/tw-656764
 
 
http://altagreer.com/الجيش-الأمريكي-وضرورة-الخروج-من-الشرق/
 
 
http://altagreer.com/القتل-أولا-ترامب-يعمق-جراح-الشرق-الأوس/
 
 
http://www.syriansnews.com/2017/04/ترامب-الأعجز-من-أوباما/
 
 
http://www.al-madina.com/article/517679?rss=1
 
 
http://www.alhadassonline.com/DA.aspx?AID=72751
 
 
http://www.almesryoon.com/story/1060236/نيويورك-تايمز-الأسد-سيفلت-من-العقاب
 
 
http://www.tahrirnews.com/posts/716449/أخبار+العالم++نيويورك+تايمز++دونالد+ترامب++سوريا+
 
 
http://www.islamtoday.net/ein/artshow-15-237649.htm
 
 
http://klj.onl/Z2wVbCh
 
 
http://www.aflakmohammed.net/?p=22846
 
 
http://www.alghad.com/articles/1537142-ترامب-لديه-استراتيجية-لتدمير-داعش-وهي-تعمل
 
 
http://www.alghad.com/articles/1537182-ميدان-المعركة-السوري-الناشئ-لمرحلة-ما-بعد-الخلافة
 
الصحافة البريطانية :
 
 
https://www.elshabab.net/world/102160/التايمز-حكوماتنا-تكذب-وتدعم-المستبدين-لأجل-مصالحها
 
 
http://www.raialyoum.com/?p=651067
 
 
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-39511216
 
 
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-39511216
 
 
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-39511216
 
 
http://www.almadenahnews.com/article/567324
 
 
http://www.alarab.qa/story/1136754/بشار-يطلق-العنان-لحملة-الرعب#section_75
 
 
http://arabi21.com/story/996216/التايمز-التنازل-الأخلاقي-جزء-شرعي-من-السياسة-الغربية#tag_49219
الصحافة العبرية :
 
 
http://www.masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1398498-يديعوت--الأسد-أعد-سلاح--يوم-القيامة--لإسرائيل-فاستخدمه-ضد-شعبه
 
 
http://atls.ps/ar/post/14372/رواية-روسية-طائرات-سورية-هي-من-قصفت-خزانا-كيماويا-للمتمردين
 
 
http://okaz.com.sa/article/1538156/السياسة/هارتس-الهجوم-بمصادقة-بشار
 
 
http://www.yehemak.com/news-172121-مستشرق,إسرائيلي,,لن,نأسف,على,السوريين,فجميعهم,أعداؤنا
 
 
http://www.vetogate.com/2656511
 
 
http://www.elnashra.com/news/show/1092049/هاآرتس-الموساد-لديه-معلومات-حول-حيازة-الأسد-لغاز-ا
 
 
http://www.alghad.com/articles/1537232-حقبة-جديدة-في-الدبلوماسية
 
 
http://www.alghad.com/articles/1537242-في-الغرب-لا-جديد
 
 
http://www.alghad.com/articles/1537282-المذبحة-في-سورية-والعالم-سيواصل-الشعور-بالصدمة
 
 
الصحافة الفرنسية والتركية والالمانية :
 
 
http://www.mc-doualiya.com/chronicles/world-press-mcd/20170406-سوريا-هجوم-كيمياوي-سارين-خان-شيخون-مجلس-الأمن-قرار
 
 
http://www.turkpress.co/node/32849
 
 
http://www.raialyoum.com/?p=651047
 
الصحافة الروسية :
 
 
http://idraksy.net/iran-russia-relation/
 
 
http://idraksy.net/the-chemical-realities-of-russias-khan-sheikhoun-chemical-warehouse-attack-claims/
 
 
http://www.elnashra.com/news/show/1092054/صحيفة-روسية-موسكو-تشعربصعوبة-الوثوق-بأنقرة-شريكا-ب
 
 
 
 
الصحافة الامريكية :
 
بوليتكو: زهران علوش؛ الثائر السوري الذي حاول أن يبني الجنّة الإسلامية
 
http://www.all4syria.info/Archive/400386
 
  كلنا شركاء: آرون لوند- مجلة بوليتكو- ترجمة عبدالرزاق اسكيف-  السوري الجديد
كان لزهران علوش أحلام بدولة إسلامية في مدينته المحاصرة، ليس بشار الأسد فقط من منعه.
في البداية جاءت الدبابات، طابور من الدبابات السوفيتية الصنع من طراز T-72، تزينها رايات إسلامية سوداء. ثم تلتها رشاشات مضاد الطيران، ناقلات الجنود المدرّعة، وطابور من شاحنات مسطحة بمدافع أوتوماتيكية، وأخيراً، فصيلة بعد فصيلة، سارت في استعراض إلى مكان الحدث، مصطفةً بانتظام أمام شخصية صارمة، بلحية سوداء تراقب الاستعراض من منصة المراقبة – إنه قائدهم زهران علّوش.
كان هذا في 18/ 03/ 2015، في الغوطة الشرقية قرب دمشق حيث يسيطر المتمردون. قدم جيش الإسلام العرض، الموثق بالفيديو بهدف التجنيد وليبقى للأجيال القادمة. قدمه جيش الإسلام، الفصيل المتمرد الذي كان قائده أقرب من حبل الوريد مما يمكّن الحاكم من قصفه. كان علوش البالغ من العمر 45 عاماً واعظاً نشطاً، وبسجل عنفٍ سياسيٍّ رآه البعض ضرورياً لتحرير منطقته من الحصار الذي فرضه عليه الرئيس السوري بشار الأسد، ولكن يراه البعض الآخر سمةً مميزة لأمير حرب تواق للطائفية والسلطة.
وتستمر القصة
اليوم، يتآمر العالم علينا،” زمجر علوش من على المنصة، بصوت مليء بالعاطفة والغضب. “اعلموا أن الجنة وُجدت تحت السيوف،” صرخ علوش، “اعلموا أن الجنة بانتظارنا!”
كان الأمر شجاعة بالغة، ولكن علوش وجنوده لم يكونوا فاقدي الأمل. على الرغم من أن الحرب التي دامت أربع سنوات في الغوطة الشرقية أصبحت الآن طريقاً مسدودة، ومذبحة يومية لا معنى لها من القصف والضربات الجوية، إلا أن المتمردين كانوا يعرفون أن الأسد أصبح تعوزه القوات المخلصة له وكذلك يعوزه المال أكثر. وقد تعرض جيشه لخسائر مؤلمة ضد متمردين إسلاميين آخرين في شمال سوريا وضد ما يسمى بالدولة الإسلامية في الشرق. لم تكن هناك أي إشارة حتى الآن إلى ضعف في منطقتهم بالقرب من دمشق، لكن المتمردين قالوا لأنفسهم إن الوقت كان في جانبهم. عندما يأتي اليوم الذي يخسر الأسد قبضته الحديدية على العاصمة، لن يكون هناك أحد أفضل لوضع الفراغ من زهران علوش.
لكن في هذه اللحظة بالتحديد، بينما كان يقف على المنصة، كان علوش في ذروة سلطته السياسية. في الغوطة الشرقية، حيث أعرب عن أمله في بناء دولة مصغرة إسلامية يحكمها بالشريعة، كتصوّرٍ لسوريا ما بعد الأسد. لكنه كان يواجه بالفعل ضغوطاً سياسية واقتصادية على حد سواء، مما سيؤدي إلى التراجع عن تمرد الغوطة الشرقية. فبالرغم من كل ما لديه من قوة عسكرية، فقد فشل علوش في توحيد التمرد المتصدع. وهذا جعل موقفه هزيلاً أكثر مما عرف عنه الكثيرون. وبحلول نهاية العام سيكون ميتاً، مما سيسرّعُ من تراجع جيش الإسلام ويوجه ضربة إلى تمرد الغوطة الشرقية، ضربةً لن يتعافى منها هذا التمرد أبداً.
كان فشل زهران علوش في توطيد السلطة في الغوطة الشرقية وإقامة جبهة موحدة ضد الأسد فشلاً في الحكم أكثر منه في الاستراتيجية العسكرية. ويعتمد علوش، شأنه شأن غيره من قادة المتمردين المحليين، على الإمدادات من خلال شبكة متطورة من الأنفاق التي تربط الغوطة الشرقية بالعالم الخارجي. في نهاية المطاف، مهاراته كخطيب، أمره من الكتاب المقدس، وحتى قوته العسكرية ليست بذلك القدر من الأهمية في حال لم يتمكن من السيطرة على تعقيدات اقتصاد الحصار. وهذا بالضبط ما فشل فيه. فقد كان علوش فاقداً للموارد التي كان يتحكم بها نظام الأسد وكان غير قادر أبداً على التحكم بشبكة التهريب. لقد تعثرت طموحاته في نزاعات صغيرة على العقيدة الدينية والمكانة والمال، مسبباً الشلل لقيادته قبل أشهر من وفاته في ضربة صاروخية.
تُظهرُ قصة صعود وسقوط زهران علوش قدرة الزعيم الدهماوي ذي الشخصية الكارزمية والممول تمويلاً جيدا لحشد مجتمع متحرك ضد ديكتاتور مُحقّر، ولكنه يظهر أيضا مدى سرعة الإسلاميين في اعتماد نفس الانتهاكات العنيفة والاستبدادية للسلطة التي ألهمت تمردهم في المقام الأول. واستناداً إلى مقابلات مع قادة متمردين، زعماء متدينين وناشطين مدنيين في الغوطة الشرقية، يُفسِّر هذا الحساب كيف استسلم وببطء معقلُ المعارضةِ السّوريةِ الذي لا يمكن اختراقه لقبضة نظامٍ وحشيٍّ -وكيف توقف مصيره على حياة رجل واحد.
أجمل مكان على وجه الأرض
تحدث المؤرخ العربي ابن الوردي الذي عاش في القرن الرابع عشر عن الغوطة كواحة رائعة من الزهور والأشجار والماء والطيور– “أجمل مكان على وجه الأرض، والأفضل على الإطلاق”. هذا الحزام الزراعي الخصب حول دمشق كان فخر المدينة القديمة منذ آلاف السنين. لكن سوريا الحديثة كانت أقل لطفاً تجاه الغوطة. ففي تسعينات القرن العشرين والعقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، ابتلعت الأحياء الفقيرة الخرسانية جمالها الرعوي وكذلك فعلت الطرق الإسفلتية والتوسع الصناعي، مما حول الغوطة وببطء إلى مجرد تجمعاتٍ غير سعيدة من الضواحي التي تسكنها الطبقة العاملة وإلى مدنٍ تابعةٍ وقرىً زراعية.
لقد كان العديد من سكان الغوطة والضواحي التي تزداد توسّعاً شرق دمشق من الوافدين الجدد، الذين هربوا من المناطق المتضررة من الجفاف في سوريا للتنافس على وظائف منخفضة الأجر. لقد خُدِعَ هؤلاء بثراء التألق، والانقسامات الطبقية، وفساد العاصمة. أما الآخرون فقد كانوا جزءاً من السكان الأصليين للغوطة، ولكن، من بينهم أيضاَ، نمت المشاعر المناهضة للنظام جنباً إلى جنب مع الأزمة الاجتماعية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. في المدن السنية المحافظة مثل دوما، المعروفة بتقواها على أنها “مدينة المآذن”، كانت التعاليم الأصولية السلفية تكتسب الأرض. وقد شجب السلفيون هناك علمانية حزب البعث الحاكم وفساده الغاشم كجانبين لعملة واحدة.
كانت هذه هي بيئة الغضب الشديد التي نشأ فيها زهران علوش. ولد علوش عام 1971 لعالِم سوري سلفي تدرب في السعودية وعمل واعظاً في جامع التوحيد في دوما، وقد أمضى التسعينيات في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وتعلم على يد علماء وهابيين مشهورين مثل ابن باز وابن عثيمين، اللذين شكلت آراؤهما المحافظة إلى درجة التعصب سياسة المملكة العربية السعودية.
فيما بعد، في فترة التسعينيات، عاد علوش إلى دوما لمواصلة دراسته في كلية الشريعة بجامعة دمشق. ثم انهمك في الأعمال التجارية. ثم تزوج وبدأ يحيا كما يبدو ظاهرياً حياةً هادئةً لرجل الأسرة المسلم المتدين. لكن وراء الكواليس، كان يدير شبكة سلفية تحت الأرض، وينظم مجموعاتٍ دراسيةٍ غير قانونية، ويطبع ويوزع أوراق الدعوة الدينية من قبل أيديولوجيين سعوديين، يمول بعضهم أعماله سراً.
في فهم علوش للإسلام، إن السلطة الدينية السنية المبنية على الشريعة الإسلامية هي النظام الشرعي الوحيد للحكومة، والنظام البعثي يجب أن ينجرف بعيداً يوما ماً. لقد رفض علوش الحكم الديكتاتوري لأسرة الأسد وفسادها، وكره تحالفها مع الزعماء الشيعة في إيران. ومثل معظم السلفيين، كان ينظر إلى الإيمان العلوي للرئيس باعتباره بدعة معادية للإسلام.
مع ذلك، لم يكن علوش جزءاً من الحركة السلفية الجهادية المسلحة التي بدأت التسلل إلى سوريا نتيجةً للغزو الأمريكي للعراق عام 2003. ويبدو أنه اعتبر تنظيم القاعدة جماعة مضللة على الرغم من حسن نواياها، وكان دائماً يعارض سياساتها المغامرة وهجماتها على دول مثل المملكة العربية السعودية. ولكن مثل الغالبية العظمى من السوريين، فقد تعاطف مع المقاومة السنية في العراق، التي كانت القاعدة جزءاً بارزاً فيها، وعلى الرغم من أنه يبدو لم يعبر الحدود للانضمام إلى المتمردين العراقيين، فقد يكون قد قدم لهم الدعم من خلال طرقٍ أُخرى.
دخان يتصاعد بعد إضراب من قبل القوات الحكومية الموالية لسوريا في الشيفونية، بالقرب من دوما، المدينة التي يسيطر عليها المتمردون شرق العاصمة دمشق، في 13 يوليو / تموز 2016. | جيتي
حوالي العام 2008، شنت شرطة الأسد السرية حملة واسعة ضد الأصوليين السنة، وذلك استجابةً بشكل أو بآخر للضغوط الأمريكية وأيضاً لأن النظام أصبح قلقاً تجاه تصاعد الراديكالية السلفية. اعتُقلَ علوش عام 2009 واتُهم بحيازة مسدس، رغم أن السبب الرئيس لاعتقاله كان نشاطه السّلفي. أُرسل إلى سجن صيدنايا، شمال دمشق، وسيظل هناك لمدة سنتين، يدلك كتفيه مع قدامى المحاربين في حرب العراق ويتعلم منهم تكتيكات المتمردين التي استخدموها ليهزموا بها الأمريكان منذ عام 2003.
الانتفاضة السورية
يعود الفضل في تحريره من السجن للربيع العربي. ففي مارس/ آذار عام 2011، انفجرت المظاهرات في مناطق عدة من سوريا، بما فيها دوما. اعتقل النظام المتظاهرين وأطلق عليهم النار، واتجهت البلاد نحو حربٍ أهليّةٍ. سواء كتمويل للمعارضة أو بغاية تسميمها بالتطرّف الطّائفي، فقد بدأ الأسد بإطلاق سراح السجناء السيّاسيين ضمن سلسلةٍ من قرارات العفو، بمن فيهم مئات من الجهاديين القساة. وبعفوٍ من هذا القبيل، تم إطلاق سراح زهران علوش في 22 يونيو/ حزيران، حيث وصل إلى منزله في الوقت المناسب للانضمام إلى التمرّد الناشئ في دوما.
لقد انضم في البداية إلى مجموعة من المقاتلين الذين كانوا يدّعون أنهم جزء من الجيش السّوري الحرّ – اسم تجاري من نوع ما، استخدمته عدة مجموعات مختلفة – لكنه لم يكن متديّناً ما يكفي ليتماشى مع أهوائه. بعد فترة قصيرة، أنشأ علوش مجموعته الخاصّةِ، المعروفة باسم “سرية الإسلام،” التي استفادت من شبكة ما قبل الحرب بدوما والخاصة بالنشطاء السلفيين، والسّجناء الإسلاميين السّابقين، وأصدقاء وتلاميذ والده في جامع التوحيد.
سرعان ما أسست “سرية الإسلام،” نفسها كقوة لا يُستهان بها. وقد شكلت صورتها وسمعتها الفاضلة للخلل الديني جزءاً من النداء. كان لانضباط السلفيين دور كبير في التمرد الفوضوي في سوريا، بينما استقطبت حماسة علوش وكارزميته الجنود وشحذت همم القوات.
لقد لعبت جيوب علوش العميقة دوراً ما. فالواعظون السلفيون في الخليج مثل عدنان العرعور، واحدٌ من الواعظين التلفزيونيين في المنفى وهو من معارف عائلة علوش في السعودية، الذي جمع مبالغ ضخمة على شكل تبرعاتٍ من المؤمنين. بتقديم قيادة قوية، شرعية دينية ومرتّب منتظم، استطاع علوش أن يتصيد أعضاءً من فصائل أصغر من الجيش السوري الحر في دوما، التي كانت غالباً مجرد مجموعات ضعيفة التنظيم. وبحلول عام 2013، تمددت المجموعة من دوما إلى منطقة الغوطة الشرقية على نطاق أكثر اتساعاً، حتى أنه أنشأ فروعاً لجيشه في الشمال السّوري. وليميّزَ قوته المتنامية، أطلق علوش على جيشه اسم لواء الإسلام.
في أواخر العام 2012، قرر النظام السوري الحدّ من خسائره بتطويق الغوطة الشرقية بدلاً من محاولة استرجاعها. ففي نيسان/ أبريل، أرسل الأسد طابوراً من المدرّعات إلى العتيبة وهي قرية صحراوية في الأطراف الشرقية للمنطقة التي كانت عبارة عن محطة لتزويد الإمدادات من تركيّا. “كانت معركة العتيبة نقطة تحول بين النجاح والكارثة،” قال عضوٌ من فصيلٍ محليٍّ متمرّد في وقتٍ لاحقٍ، مشيراً إلى دورها الحاسم في توريد التمرّد: “لم يكن هذا هو المكان الوحيد”، أضاف قائلاً، “لكنّه كان الأخير”.
وحوصر المتمردون. رغم شهورٍ من القتال، لم يستطيعوا فك الحصار. وسرعان ما تعثروا في قتال عنيف في ضواحي شرق دمشق حيث عانوا من ضربات جوية لا هوادة فيها وأيضاً من هجمات كيماوية بلغت ذروتها في مذبحة وقعت في 21 آب / أغسطس باستخدام صواريخ برؤوس ملقمة بغاز الأعصاب، التي قتلت المئات ووجهت الولايات المتحدة تقريباً إلى الحرب. نجحت خطة الأسد. على الرغم من أن مدافع الهاون المتمردة ما زالت تجعل الحياة غير آمنة في دمشق، وأن القتال اندلع على طول الخط الأمامي، فقد تم احتواء تمرد الغوطة الشرقية بالكامل في أواخر الصيف 2013. لكن من المفارقات أن الحصار ساعد أيضاً على جلب المتمردين معاً من خلال تحديد حدود التمرد المحلي.
في خريف عام 2013، تدفقت النقود إلى الغوطة الشرقية من الوعاظ السلفيين في الكويت، الذين كرسوا برامج تلفزيونية منتظمة وطويلة المدة لجمع التبرعات بملايين الدولارات للمعارضة السورية. ويبدو أن الكثير من هذه الأموال وصلت لعلوش، الذي انسجمت آراؤه الدينية مع وجهات نظر الممولين الكويتيين، الذين وجدوا في هذا الفصيل الكبير، بإدارته الجيدة خياراً طبيعيّاً لقيادة المنطقة المحاصرة. ويبدو أن الأسرة المالكة السعودية، أو على الأقل بعضاً منها، قد ألقت بثقلها الكبير خلف علوش في هذا الوقت. وقيل إن الأمير بندر بن سلطان الذي كان آنذاك رئيس المخابرات العامة في السعودية قد تصرّف بردة فعلٍ غاضبةٍ تجاه رفض الولايات المتحدة توجيه ضربات جوية بعد مجزرة 21 آب / أغسطس. وقيل إن السعوديين قرروا التغاضي عن علاقات علوش مع رجال الدين السلفيين المعارضين بشروط سيئة مع الحكومة في الرياض، وبدأوا يُسرّعون دعم مجموعته والعديد من المتمردين السوريين الآخرين كوسيلة لرفع الضغط على الأسد.
بتدفق النقد والأسلحة، ذهب علوش مباشرةً لإتمام عمليات الشراء المكثفة. أثناء فصلي الخريف والشتاء، استطاع ضم عشرات الفصائل الصغيرة في منظمته، التي سميت نفسها جيش الإسلام في حفل كبير في أكتوبر تشرين الأول عام 2013. الآن، وبشكل مؤكد، وقد تمكن علوش من التحكم بالمتمردين “ألفا” في الغوطة الشرقية، فسوف يكتشف قريباً أنه مع تزايد قوته، سيتزايد نمو المقاومة.
قاعدة الرجل القوي
وفي الساعة 10:40 مساء يوم 9 ديسمبر / كانون الأول 2013 ،اقتحم رجال مسلحون مكتب دوما الذي يضم العديد من منظمات المجتمع المدني واختطفوا رزان زيتونة ووائل حمادة وسميرة الخليل وناظم حمادي. كان دوما الأربعة، وقد أصبحوا معروفين بهذا الاسم، ناشطين بارزين في مجال حقوق الإنسان على هامش العلمانية لسياسات المعارضة السورية. في عام 2011، هربوا من دمشق ووجدوا مأوىً في دوما التي يسيطر عليها المتمردون، حيث أسست جماعتهم، مركز توثيق الانتهاكات، بإنشاء قاعدة بيانات تضم عشرات الآلاف من السوريين الميتين والمختفين، ومعظمهم من ضحايا جيش الأسد والشرطة السرية.
لقد كان الظن أن هذا العدو المشترك سيجعلهم حلفاء طبيعيين مع علوش، لكن الأمر كان عكس ذلك تماماً. فقد رفض علوش دعواتهم إلى الديمقراطية العلمانية، واتصالاتهم مع الحكومات الغربية، وعلاقاتهم الودية مع جماعة متمردة منافسة عارضت جيش الإسلام ودعاة السلفيين. نفى علوش تورطه في عمليات الاختطاف، لكن دوما الأربعة سيصبحون رمزاً قوياً لطرقه الاستبدادية، وبعيداً عن الحادث الوحيد من نوعه.
منذ العام 2012، عندما أحكم المتمردون سيطرتهم على الغوطة الشرقية وطردوا نظام الأسد، فقد كافحوا كي يؤسسوا حكومة مناسبة لملء الفراغ السياسي. وقد أقام القادة المتنافسون محاكمهم الشرعية ومحاكمهم الثورية، إلا أن ذلك لم يؤدِ إلا إلى نشوب صراعات جديدة. وقد أدى فرض الحصار في نيسان / أبريل 2013 إلى زيادة الأمور سوءاً عن طريق تمكين المهربين والجريمة المنظمة، وعن طريق تغذية خوف المعارضة الشديد من التسلل. وسرعان ما بدأ المتمردون يتجسسون على بعضهم البعض ودفعوا بالمخبرين ليعطوا معلومات عن جيرانهم. وذلك صاروا ينسخون على نحو فعال تكتيكات الدولة البوليسية للنظام الذي يسعون إلى الإطاحة به.
على الرغم من أن الفصائل الأخرى ارتكبت انتهاكات فظيعة، أيضاً، فقد اكتسب جيش الإسلام بشكلٍ خاص سمعةً تقشَعِرُّ لها الأبدان. وبحلول عام 2014، بدأت التقارير المرعبة تخرج من سجن التوبة في دوما، وهو سجن سري تعرض فيه معارضو جيش الإسلام للتعذيب والقتل بناء على أوامر من المحاكم الدينية للمجموعة.
على الرغم من هذه الوحشية، يبدو أن زهران علوش قد حافظ على قاعدة صلبة من الدًعم. لقد صدمت وجهات نظره الأصولية المراقبين الغربيين والسوريين العلمانيين، لكنها لا تبدو أنها تسيء إلى المسلمين السنة المحافظين في الغوطة الشرقية. لقد رفض أنصاره قمعه للمعارضة والأدلة المتزايدة على الفساد المالي داخل صفوف جيش الإسلام.
لم تكن الفصائل الأخرى أفضل حالاً، بل حالفها فقط نجاحٌ أقل، كما قالوا، وقد تولدت هناك حاجة إلى تكتيكات قاسية لإنهاء الجريمة والفوضى. ويبدو أن الكثيرين قد تبنوا فكرة أنه لا يمكن إلا لرجل قوي مثل علوش أن يوحِّدَ المنطقة ويسخر الإمكانات الكاملة للتمرد المقسم بشكل دائم ضد الأسد. بالفعل، وللمرة الأولى منذ سنوات، يبدو أن الوحدة في متناول اليد. وفي أواخر حزيران / يونيو 2014، اندمجت معظم محاكم الشريعة الشرقية في هيكل واحد، بقيادة لجنة من العلماء المسلمين عينتهم الفصائل المتمردة الرئيسية.
وقد أعقب ذلك في أواخر آب/ أغسطس إنشاء القيادة العسكرية الموحدة، وهي هيئة سياسية وعسكرية يرأسها زهران علوش قائدا أعلى، يحيط به قادة الفصيلين الثاني والثالث في الغوطة الشرقية: أجناد الشام، وهي شبكة صداقة من الصوفيين والإخوان المسلمين، وفيلق الرحمن الذي يحمل العلم السوري الحر. ولأول مرة منذ طرد نظام البعث، بدأت الغوطة الشرقية في خلق نظام قانوني وسياسي متماسك. لم تكن المسألة صغيرة. وفي جميع أنحاء سوريا، حاول المتمردون إنشاء مجالس قضائية وعسكرية مماثلة، ولكن تقريباً كل هذه التجارب في الحكم المحلي قد فشلت لأن المشاركين كانوا ببساطة يختارون الابتعاد عن حكم لم يعجبهم.
في الغوطة الشرقية، لم يكن ذلك ممكناً. فلقد خلق الحصار كائناً سياسياً قائماً بذاته. كان هذا الكائن كبيراً بما يكفي ليكوّن تهديداً للحكومة السورية، ولكنه كان أيضاً صغيراً بما فيه الكفاية ليهيمن عليه رجلٌ قويٌ واحد: زهران علوش. على الرغم من أنه لم يولِ اهتماما كبيرا للقيادة العسكرية الموحدة عندما حاول الأعضاء الآخرون كبح جماحه، فقد كان مولعاً باستخدام النظام لتحريف المسؤولية عن الإجراءات التي لا تحظى بشعبية، وقام بحراسة أولياته بحذر. لم تنضم جميع الفصائل في الغوطة الشرقية إلى المؤسسات الجديدة. رفضت جبهة النصرة الموالية للقاعدة حل المحاكم الشرعية الخاصة بها، مستشهدة بالاختلافات العقائدية، لكن التحدي الرئيس جاء من مجموعة من قادة الجيش السوري الحر، أعداء علوش من دوما، الذين تجمعوا معاً في تحالف انتهازي لمعارضة النظام الجديد وحماية استقلاليتهم. وهكذا، أعلن علوش أنه “لا يمكن أن يكون هناك “رئيسان على نفس الجثة” فشن حملة كبيرة. لقد اعترف علوش في وقت لاحق بتطويق حوالي 1300 من خصومه. وتم الإفراج عن معظمهم في نهاية المطاف، ولكن لم يكن هذا كل شيء. وأدين أبو علي خبية، وهو زعيم بارز مناهض للإسلام، وكان يقاتل من أجل إبعاد علوش عن أرضه وعن أعمال تهريبه، في محكمة سرية بتداول المخدرات والتعاون مع تنظيم الدولة الإسلامية ونظام الأسد، وبأنه مثلي الجنس. وقد زعمت مصادر المعارضة في وقت لاحق أن جثة خبية قد عرضت في شوارع دوما على شاحنة صغيرة، تحذيرا للمتظاهرين المحتملين.
أثناء فصلي الشتاء والربيع 2014-2015، سعى علوش إلى استئصال جناح الغوطة الشرقية للدولة الإسلامية، في حين كانت الصحافة تطلق سلسلة من الجماعات المتمردة الصغيرة في صفوف جيش الإسلام الذي أصبح أقوى بآلاف المرات. في فبراير/ شباط 2015، أصدرت القيادة العسكرية الموحدة مرسوماً بحظر إنشاء جماعاتٍ متمردةٍ جديدةٍ في الغوطة الشّرقية، مما وضع غطاءً لتفتيت المتمردين وساعد التمرد على الالتفاف حول الفصائل الأربعة الرئيسية: جيش الإسلام، أجناد الشام، وفيلق الرحمن، وجهاديي جبهة النصرة المارقين. وجاء توطيد قوات المعارضة في الوقت المناسب. كانت قوات الأسد قد استنفذت سنوات من القتال والمشاكل الاقتصادية، فمنذ أواخر عام 2014 كانت تفقد المزيد من أراضيها في أجزاء أخرى من البلاد. لكن المتمردين في الغوطة الشرقية وجدوا أنفسهم غير قادرين على الاستفادة من مأزق النظام: سجناء في منطقتهم، كانوا يكافحون لمواجهة التكاليف المتزايدة للحصار.
اقتصاد الحصار
لقد فرض الحصار على الغوطة الشرقية للمرة الأولى من خلال استعادة الجيش السوري للعتيبة في نيسان/ أبريل 2013. بعد ذلك بعام، توسع الحصار ليشمل الأغذية والأدوية وغيرها من الواردات. وارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل حاد خلال عام 2014. وفي آذار/ مارس 2015، كان يمكن شراء كيس من الخبز المسطح، وهو غذاء أساسي في سوريا، بسعر 35 ليرة سورية في دمشق (حوالي 12 سنتا)، ولكن تم بيعه بحوالي 700 ليرة سورية في الغوطة الشرقية. وانتشر الجوع. وفي وقت محدد كانت المجاعة قريبة جدّاً، لكن نقص الدواء والمعدات الطبية في المشافي كان أكبر تهديدٍ فتاك.
قامت الجمعية الطبية السورية المؤيدة للمعارضة بحصر نحو 200 حالة وفاة بسبب نقص الرعاية الطبية أو الغذاء في أول سنتين من الحصار. وقد وصفت منظمة العفو الدولية سياسات الحكومة السورية تجاه الغوطة الشرقية بأنها جريمة ضد الإنسانية. وعلى الرغم من أنّ الحصار كان ينفذ بشدة في بعض الأحيان، فإن الحصار على الغوطة الشرقية لم يكن محكماً أبداً. ففي بعض الأحيان، كانت هناك بعض الثغرات المقصودة بهدف التسريب. فبينما كان دائماً صارماً بما فيه الكفاية للتسبب في النقص، كان أيضا مساميّ السمة بما فيه الكفاية لخلق الأسواق حيث يمكن أن ينتشر دواهي الوسطاء.
وكما هو الحال في قطاع غزة، فقد أدى الحصار إلى تمكين فئة جديدة من المهربين المحاصرين الذين وجدوا طرقاً لنقل البضائع عبر الخطوط الأمامية، وغالباً عن طريق العمل مع قادة النظام. دخل المتمردون والمهربون في علاقة تكافلية، وحفزوا الفساد والمنافسة بين المتمردين –إن ما يشكل تهديدا لأرباحكم من التهريب هو أيضاً تهديدٌ لموقفكم العسكري. استغل النظام السوري بشغف نفوذه الجديد. فهذا من شانه أن يخنق أحياناً المنطقة المحاصرة تماماً، مما يسبب في ارتفاع الأسعار. بعد ذلك، سيسمح بتسليم البضاعة من خلال نقاط تفتيش معينة، إما بهدف مكافأة السلوك أو ببساطة بهدف جمع الرشاوى.
عند نقاط التفتيش وعلى جانبهم، جاهد المتمردون لإحكام السيطرة فانقادوا إلى عقد صفقات غامضة مع نظرائهم من جانب النظام السوري، مما صهر التمرد واقتصاد الحصار في جزءٍ لا يتجزأ. لقد كان الأمر معنوياً لكنه فعل الكثير لتغذية التوتر في المنطقة المحاصرة. فالمدنيون الذين يعانون من الحرب والجوع يعانون من مشاعر الخوف على مرأى من الزعماء الإسلاميين المتدينين الذين يملكون الغذاء والمال والوقود لاستخدامهم الخاص، وفي بعض الحالات، من أجل الربح. وكانت أهم الطرق التجارية الجديدة للغوطة الشرقية هي المنطقة الشمالية الشرقية من دوما، بالقرب من مخيم الوافدين للاجئين الفلسطينيين الذي يسيطر عليه النظام.
في وقت ما من العام 2014، فتحت الحكومة السورية أحد نقاط التفتيش هناك للسماح لرجال الأعمال المولودين في الغوطة ولأصدقائهم في القصر الرئاسي لجلب الطعام والقيام بتجارة صغيرة في السلع الأخرى. بإدارة من الجيش السوري من ناحية ومن المتمردين من ناحية أخرى، أصبح معبر الوافدين معروفاً في دمشق بأنه معبر المليون جنيه إشارةً إلى الرشاوى التي يتم جمعها من قبل الجانبين. وعلى الرغم من تشديد جيش الإسلام لحراسته على معبر مخيم الوافدين في دوما، إلا أنه نفى الحصول على أية أموال من تجارة الوافدين في دوما.
لقد كان دور جيش الإسلام في كل هذا وببساطة هو تأمين الأمن، بحيث لا يتسلل عملاء النظام من خلال المعبر،” قال محمد بيرقدار، أحد أعضاء المكتب السياسي لجيش الإسلام. لكن القادة المتنافسين أصروا على أن رجال علوش استفادوا بشكل جيد، حيث قال أحد الناشطين في ربيع عام 2015 إن جيش الإسلام كان يأخذ عمولة بنسبة 30 في المائة على كل شحنة. مع ذلك، فقد جلب معبر الوافدين، بكل ما له من أهمية اقتصادية وسياسية، المواد الغذائية وغيرها من الأصناف المدنية، مثل السجائر. وللحصول على الأسلحة والذخائر والوقود والأدوية وغيرها من السلع المحظورة أو التي تعاني من نقص في المعروض، ولتهريب الناس داخل المنطقة المحاصرة أو خارجها، اضطر المتمردون إلى إيجاد طرق أخرى.
نزلوا تحت الأرض
مقاتلون متمردون ينتمون إلى لواء فيلق الرحمن ينتظرون في أنبوب اسمنتي أثناء عملية في مطار مرج السلطان العسكري بعد ثلاثة أيام من استعادتها من قبل القوات السورية في 17 ديسمبر / كانون الأول 2015 في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقية، على مشارف العاصمة السورية دمشق. | جيتي
في أوائل عام 2014، أجبر الجيش السوري ضواحي دمشق الشرقية برزة والقابون على توقيع اتفاق هدنة منفصل. ولا زال المقاتلون المحليون مسؤولين عن أحيائهم، ولا زال كل من المنطقتين تحت الحصار، إلا أن حركة المرور والتجارة المدنية استؤنفتا من خلال متاهة بين نقاط تفتيش النظام والمتمردين. في الحال، تقريباً، تحولت برزة والقابون إلى مستودعات عبور للغوطة الشرقية عن طريق الأنفاق التي وصلت إلى الضواحي التي يسيطر عليها المتمردون. وقام رجال الأعمال المرتبطون بالمتمردين بتحويل الأنفاق -التي حفرت أصلا لأغراض عسكرية ولوجستية -إلى عمل تجاري، واستئجار عمال محليين عاطلين عن العمل للقيام بأعمالٍ خطيرةٍ تحت الأرض.
كانت معظم الأنفاق ممرات قذرة منحوتة بشكل رخو بالكاد تتسع لرجل واحد، إلا أن بعضها كان يشيّد بالطرق الجوفية المحترفة، وهو ما يكفي لدفع سيارة تحت خط المواجهة. وأهم هذه الأنفاق تصل بين برزة وحرستا، وهي ضاحية تقطنها الطبقة العاملة على الحافة الغربية للغوطة الشرقية. على ما يبدو أن الجيش لم يمسها، يعمل النفق على مدار الساعة في نوبات ثلاثية، تنقل كل شيء من الغذاء والناس إلى الطب والماشية، وأيضاً، من المؤكد تقريباً، الأسلحة والذخائر. كان الرجل المسؤول عن النفق هو “أبو خالد الزحطة”، شخص من أهالي حرستا شق طريقه بين صفوف المتمردين ليصبح حاكم حيّه. لم يكن أبو خالد رجلاً ذا أيديولوجية محددة، لكنه كان صاحب طموح واضح. ففي مرحلة ما كان منتمياً للجيش السّوري الحرّ الذي يموله الأخوان المسلمون، ولكن في العام 2014 دخل علاقة متداخلة مع أجناد الشام، مجموعة أكبر بكثير، تابعة للمليشيات الصوفية المحافظة. لقد استولى على حرستا في شتاء 2014-15، في البداية من خلال مواءمة نفسه مع علوش للاستيلاء على النفق من أحد منافسيه، ومن ثم باستخدام سلطته الاقتصادية الجديدة لشراء منافسيه. حالما أصبح مسؤولاً عن طريق حرستا-برزة، بدأ أبو خالد بابتزاز القادة الآخرين الّذين كانوا يعتمدون على التجارة لتأمين مؤنهم؛ فحاولوا التعويض بفتح أنفاق تهريبٍ منافسةٍ في الأحياء المجاورة.
وفي صيف عام 2015، أصبحت الغوطة محاصرة ضمن دائرةٍ مفرغةٍ من التهريب التنافسي، التربح وتحديد الأسعار. رغم أن جيش الإسلام كان يُديرُ أنفاقه الخاصة، فقد تُرِكَ مع شريحةٍ رقيقةٍ جدّاً من التجارة لدعم آماله بالهيمنة، فبدأ علوش المحبط يستعرض عضلاته العسكرية.
عندما نفذ المال
بينما كان جالساً على سطح المنصة في آذار/ مارس 2015 وهو يراقب جنود ودبابات جيش الإسلام تسير أمامه، لم يكن زهران علوش يشبه شيئاً بقدر ما كان يشبه رئيساً عربيّاً تقليديّاً. لقد قيل إن سعيه للتسليح يمثّلُ أكثر من نصف القوة العسكرية للمنطقة المحاصرة قاطبةً، وبهذا كان قد أصبح واحداً من أقوى الرّجال في المعارضة السّوريَّة.
لكن علوش كان  يعرف أنه من أجل إخضاع المقاومة الداخلية بشكلٍ نهائي ولتوحيد المنطقة المحاصرة، فقد كان عليه أولاً أن يسيطر على اقتصاد النفق الذي دعم خصومه. وآخرون كانوا يعرفون ذلك أيضاً.
ومع بدايات العام 2015، ضرب الجيش السّوري أنفاق علوش، الأمر الذي أدّى إلى تعطيل التّجارة وزيادة اعتماد جيش الإسلام على “أبو خالد الزحطة.” يبدو أن الدعم الأجنبي قد تراجع أيضاَ، ويرجع ذلك جزئياً إلى الضغط الأمريكي على دول الخليج العربية لكبح جماح حملة التبرعات الإسلامية، حيث كان بعضهم يرعى تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية. ووفقا للتقارير الواردة في الصحافة العربية، اضطر علوش في النهاية إلى اقتراض أموال من التجار المحليين لتغطية نفقاتهم.
في مايو/ أيار 2015، هرب قائد جيش الإسلام نفسه خارج المنطقة المحاصرة للذهاب في رحلة استجداء في تركيا والأردن، حيث قابل المتبرعين الإسلاميين ومسؤولين من تركيا والمملكة العربية السعودية. ولتلميع صورته، وفي أول مقابلةٍ له مع صحفي غربي، أكد علوش أن دعواته لتطهير سوريا من العلويين والشّيعة كانت نتيجة “ضغوطٍ نفسيّةٍ.”
ربما كان علوش قد التقى مسؤولين من الولايات المتحدة الأمريكية، أيضاً، ولكن، لو كان الأمر كذلك، فقد فشل في ترك أثرٍ إيجابيٍّ.
وفي وقتٍ لاحقٍ، زعم بعض أعضاء جيش الإسلام أن الأمريكيين قد بثوا قائمة غسيل لما اعتبروه سلوكاً غير مقبول، بما في ذلك قصف وسط دمشق، وخطاب علوش الطائفي ودوره المزعوم في اختفاء دوما الأربعة.
رغم أن رحلته تكللت بالنجاح في الحصول على تبرعات من الخليج أو من مصادر أخرى، فإن هذا لم يُمَكِّنَهُ من تعويض استقلاليته عن أعمال أبي خالد التهريبية. وبعودته سالماً إلى منطقته المحاصرة، قرر علوش التحرّك إلى الأنفاق. “لقد بدأ جيش الإسلام بنصب ساتر ترابي حول مدينة حرستا ومنع الناس من الدخول والخروج،” قال أحد أنصار أبي خالد الزحطة. في نفس فصل الصيف، أمر علوش دباباته بالتوجه نحو ضواحي حرستا، ولكن، بتوقيت دقيق جداً، اكتشف أبو خالد مرةً أُخرى اهتمامه بالدّين وتم قبول عودته إلى صفوف أجناد الشّام، الذين طلبوا من علوش التّراجع. أثار هذا الأمر غضب قائد جيش الإسلام، لكن لم يكن بإمكانه القيام بأي شيء إلا إذا كان يريد أن يشنّ حرباً كبرى ضد عدّةِ فصائل في آنٍ واحدٍ. فما كان منه إلا أن سحب دباباته. لكن، ومع احتياجات جيش الإسلام اللوجستية التي لم تُؤمَّنْ بعد ومع تزايد شهوته للسلطة، فلا يمكن تحمّل الوضع الرّاهن أكثر.
ففي منطقة محاصرة أصبحت الآن تعاني من انعدام الثقة والإرادة المتراكمة، بدأت جميع الأطراف في التحضير للمواجهة المقبلة. بالنسبة لسكان الغوطة الشرقية، لقد بدأ قادة المتمردين المشاحنات مثل النسور التي تتغذى من الذبيحة. كانوا غير قادرين على كسر الحصار، ولكن في نظر الناشطين المحليين يبدو أنهم لم يحاولوا حتى، بدلاً من تبديد مواردها على الخلافات المالية عبر تجارة النفق. لقد وجدت دراسة أجريت عام 2015 من قبل كلية لندن للاقتصاد “استياءً واسع النطاق” تجاه قادة المتمردين، حتى بين المناهضين للأسد. طوال الوقت، حافظ الأسد على وابلٍ لا يهدأ من الضربات الجوية ضد الغوطة الشرقية، مما أسفر عن مقتل المئات من المدنيين وخلق حالة لا تطاق من الذعر والإرهاب. وفي ذلك الصيف، هزت المنطقة المحاصرة احتجاجات في الشوارع للمدنيين الجوعى، الذين اتهموا المتمردين بالاستغلال والاستيلاء على الغذاء لصالحهم. وظهرت كتابات على جدران حرستا تطلق على أبي خالد “قاتل للأطفال بالتجويع”. وبصفته القائد الأعلى للقيادة العسكرية الموحدة وأقوى شخصية في الغوطة الشرقية، تلقى زهران علوش العبء الأكبر من الانتقادات، بما في ذلك الجشع والكسب غير المشروع من تجارة النفق، والذي كانت له حصة أصغر بكثير من بعض منافسيه.
وفي أواخر الصيف، قرر أجناد الشام وفيلق الرحمن مقاطعة اجتماعات القيادة العسكرية الموحدة، بحجة أن جيش الإسلام كان يستخدمها فقط كغطاء لمواصلة مصالحه السياسية والمالية. وتصرّف علّوش كما لو أن أحدهم خانه. فبعد بضعة أيام، وفي تجمع لوجهاء الغوطة في مكانٍ يبدو كطابق سفلي مثل القبو، أظهر تسجيل فيديو مسرّب قائد جيش الإسلام يلقي الاتهامات على منافسيه. كان من الواضح أن لمحةً من اليأس غير الواضحة تزحف في صوته. “إن قادة أجناد الشام وفيلق الرحمن يستفيدون من المجاعة،” صرخ علوش، “والمجرم أبو خالد، يخزّن آلاف الأطنان من الطّعام في مستودعات حرستا.” كانت نفس الاتهامات التي انهال بها عليه منافسوه. وصارت الأمور تسير من سيّء إلى أسوأ في أيلول/ سبتمبر 2015، عندما بدأت روسيا فجأةً تقف بجانب الأسد مستخدمة كل قواها العسكرية، ومرسلةً قواها الجوية الخاصة وتجهيزات عسكرية بكميات كبيرة لمساعدة النظام المحاصر. وهكذا، عاودت الحكومة الهجوم على كل أنحاء سوريا، بما فيها الغوطة الشّرقيّة. ومع إمطار المنطقة المحاصرة بالقنابل، حاصدةً حياة مئات المتمردين والمدنيين، فقد بدأ النشطاء المحليون بالنداء للتوحد وبدء الهجوم المضاد. بدلا من ذلك، انجرفوا إلى قتالٍ آخر من أجل عائدات الأنفاق – بتدخل جبهة النصرة هذه المرّة، والتي قررت أن تبيع الطعام مقابل أسعارٍ منخفضة، فتهدد بذلك القاعدة المالية لمنافسيها.
وهنا، توقفت الدعامة المركزية للنظام السياسي للمنطقة المحاصرة فجأة.
في يوم عيد الميلاد، 2015، اصطدم وابلٌ من الصواريخ بمبنى مزرعة غير معروف بالقرب من حمورية في الغوطة الشرقية. وفي وقتٍ لاحق من ذلك اليوم، أعلن جيش الإسلام استشهاد زهران علوش. لقد رحل أقوى رجل في الغوطة الشرقية.
فراغ السلطة
قبيل موت علوش، كانت نافذة فرصة الوحدة في الغوطة الشرقية في طريقها للإغلاق. أما الآن فقد أغلقت بقوة. لقد كان التمرد في سوريا دائماً منقسماً بسبب الطموحات الشخصية، والعقيدة السياسية والدينية والاتصالات الخارجية. لم تكن الغوطة الشرقية مختلفة. لكن بداية الحصار عام 2013 والظهور المتعاقب لزهران علوش بدّلَ اللعبة. فشخصيته الكارزمية، مهاراته القيادية وداعموه الأقوياء مع تفانٍ لا يتزعزع في الحرب ضد الأسد وعطشٍ لا حدود له للسلطة، عملت، كما كان يبدو، على وضع الغوطة على طريق السيطرة المركزية.
لكن علوش، أيضاً، وجد نفسه متعثّراً في اقتصاد الحصار، غير قادر على قمع منافسيه وإنهاء الميول المركزية للتمرد. وبمجرد فقدان هذه الشخصية المركزية المثيرة للجدل والمتنازع عليها ولكن بلا منازع، سرعان ما انفصلت جماعات الغوطة الشرقية في اتجاهاتها الخاصة.
رغم أن جيش الإسلام سلّمَ السلطة بسرعة لقائدٍ جديدٍ – مخضرم، ممتلئ الجسم بعضلاتٍ بارزة، سلفي اسمه عصام البويضاني، إلا أن هذا القائد الجديد وجد صعوبةً بملء الفراغ الذي تركه علوش. لقد بدأ المتشددون المتدينون بالخروج عن السيطرة، موجهين الاتهامات للمجموعات الأخرى.
كان لدينا بعض المشاكل الصغيرة مع زهران علوش عندما كان حيّاً، لكن الفضل يعود لشخصيته الكارزمية. لقد كان دائماً قادراً على المحافظة على التهذيب في جيش الإسلام،” قال وائل علوان الذي أصبح قائداً وناطقاً باسم أجناد الشام. “لقد تغير هذا الوضع الآن. لم نكن نرى هذه الخطابة العدائية من مسؤولين متدينين عندما كان على قيد الحياة، أما الآن فإننا نسمع هذا.”
لم تكن مجموعة علوان بريئة عمّا كان يحدث. وكان كل قادة الغوطة الشرقية يتطلعون جميعاً إلى عباءة علوش، وفي فبراير/ شباط 2016، اندمج أجناد الشام في فيلق الرحمن، مما جعل الجماعة منافساً رئيسيّاً لجيش الإسلام.
بعد بضعة أسابيع، قرر أبو خالد الزحطة المعتدل أن يكون جهاديّاً، فقاد لواءه في حرستا للتحالف مع جبهة النصرة. بغضون أسابيع، تم تسوية المشهد الفصائلي للغوطة الشرقية إلى ثلاث مجموعات كبيرة، اثنتان منها رسمتا خطتهما انتقاماً من الثالث. تحرّك جيش الإسلام لحماية موقعه. وفي مارس/ آذار 2016 اتهمه فيلق الرحمن بمحاولة اغتيال قادتها. وقد أدى ذلك إلى نشوء دوامة من العنف تصاعدت لتصبح حرباً أهلية في قلب حرب أهلية أخرى. وفي هجوم مباغت في 25 نيسان أبريل، استولى فيلق الرّحمن وحلفاؤه على اثنين من أنفاق تهريبه الرئيسة في ضواحي دمشق وعلى كمية كبيرة من الأسلحة؛ لن تتعافى المجموعة أبداً من الهجوم. واستمر العنف الداخلي لأسابيع، استعاد الأسد خلال هذه الفترة الجزء الجنوبي من المنطقة المحاصرة وهدد بمسيرة في عمق الغوطة الشرقية.
ووقعت قطر اتفاقاً لوقف إطلاق النار بين المتمردين في 24 أيار/ مايو. لكن، مع اقتراب المعارك الرئيسية، فقد رفض المعسكران التوفيق بينهما. اشتكى أحد النشطاء المحليين قائلاً: “لدينا الآن مجلسان عسكريان، أحدهما ينتمي إلى فيلق الرحمن والآخر ينتمي إلى جيش الإسلام. لدينا بعض المؤسسات التعليمية التي تنتمي إلى فيلق الرحمن وغيرهم ممن ينتمون إلى جيش الإسلام، وقد انقسمت السلطات الإقليمية أيضاً إلى قسمين”.
في الواقع، أصبحت المنطقة المحاصرة الآن منطقتين محاصرتين. وقد استغل النظام السّوري الوضع الجديد بتركيز نيرانه على الطرف الشرقي من الغوطة الذي يسيطر عليه جيش الإسلام، بينما يسمح لمساعدات الأمم المتحدة بالوصول إلى ضواحي دمشق التي يسيطر عليها فيلق الرّحمن لأول مرة منذ سنوات. وكما تم حسابه، لم تجد أي تعزيزات طريقها للمتمردين عبر المنطقة المحاصرة المقسمة قبل فوات الأوان. بدأت المعارضة في الغوطة الشرقية بالانزلاق، بلدةً تلو الأخرى، وميداناً تلو الآخر.
مضت سنة بعد وفاة زهران، ولازال المتمردون يتقاتلون، وقد خسرت المنطقة المحاصرة نصفها. ففي حرستا، تفاوض أبو خالد حول شروط الاستسلام مع الحكومة، وحدث نفس الشيء في دوما، وذلك بتجاهل تام من قبل جيش الإسلام.
وفي شباط/ فبراير 2017، شن الأسد هجوماً على القابون وبرزة، في محاولةٍ منه لسدّ الأنفاق فيُنهي التمرد في النهاية.
وارتدى المتمردون وجهاً شجاعاً في المقابلات التي أجريت في وقتٍ سابقٍ من هذا العام. وقال سعيد درويش أحد قادة جيش الإسلام رفيعي المستوى: “إن شاء الله إذا قام النظام بمثل هذه الخطوة الغبية فإنه سيأسف كثيراً”. وأضاف “لن ينجحوا في هذه الخطة”. وقال آخر: “سوف نثابر على أرضنا، ولن نتركها إلا إذا كان الغزاة يذهبون إلى دمشق”.
في الواقع، لقد لاقت الهجمات على القابون وبرزة مقاومةً عنيفةً من قبل المتمردين ضد شرق دمشق، ولا يزال القتال مستمراً في أواخر آذار / مارس. ولكنه من غير المرجح أن ينقذ التمرد.
لقد فات الأوان منذ فترة طويلة عندما كان يمكن للمتمردين في الغوطة الشرقية أن يتحدوا في مواجهة قوة النيران المتفوقة للأسد، ويحاولوا أن يقلبوا الحرب عليه ليهددوا قبضته على السلطة. بعد عامين من اليوم الذي شاهد فيه زهران علوش قواته تسير في استعراض أمام منصة المشاهدة، يسعى جيش الإسلام الذي كان مخيفاً من قبل للبقاء على قيد الحياة، والغوطة الشرقية تفتح فمها للهواء، والمعارضة السورية محاصرة في دوامة من التفكك والهزيمة.
========================
 
يو اس ايه توداي: 5 أسباب لبقاء الأسد في السلطة حتى الآن
 
https://www.aleqtisady.com/egyptnews/tw-656764
 
قالت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية ادعاءات استخدام الرئيس السوري الاسد للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في إدلب، الثلاثاء، ردت عليها روسيا بأن الغازات السامة تسربت من معمل تابع للمعارضة المسلحة بعدما قصفته الطائرات الحربية.
وقصفت طائرات حربية، الثلاثاء، بلدة خان شيخون في إدلب؛ وتلى القصف حدوث اختناقات من غاز سام أدى إلى مقتل 72 شخصًا – بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان - بينهم أطفال ونساء.
ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم تجدد المطالب الدولية لإزالة الأسد من السلطة بعد حدوث هجمات كيميائية أثارة غضب العالم، إلا أن النظام السوري مازال قادرًا على البقاء في السلطة بعد حرب أهلية عمرها أكثر من 6 سنوات تسببت في تدمير سوريا وخلفت نصف مليون قتيل وأجبرت نصف سكان سوريا على النزوح من منازلهم.
وأوردت الصحيفة 5 أسباب تبرر قدرة الأسد على البقاء في السلطة:
1- راعٍ قوي
قبل أن تتدخل روسيا في الحرب السورية عسكريًا عام 2015 كان الأسد على مشارف الهزيمة، حيث ساعدته القوة العسكرية الروسية في استعادة المناطق التي سيطرت عليها المعارضة المسلحة إضافة إلى الدعم الإيراني، وفقًا للصحيفة.
وتابعت: "تحالف روسيا مع الأسد أعاد بوتين كلاعب قوي في الشرق الأوسط بصورة مكنته من مواجهة النفوذ الأمريكي المتزايد في المنطقة.
2 - انقسام المعارضة
تنقسم المعارضة المسلحة إلى مئات المجموعات التي تقاتل جميعها ضد النظام القمعي الذي يقوده، وتتنوع تلك المجموعات بين المعتدلين والأصوليين والإرهابيين، وفي بعض الأحيان يقاتل بعضها الآخر، وفقًا للصحيفة التي أوضحت أن الانقسام حال دون وجود قيادة واحدة تستطيع توحيد الجهود لإزالة النظام.
وأضافت: "يستخدم النظام السوري تكتيكات قاسية لمحو كل من يمكن أن يلعب دور المنافس له، وهو ما حال دون انضمام العديد من المعارضين له لحركات المقاومة".
3- الحذر الأمريكي
استغل الأسد الحذر الأمريكي من التدخل عسكريًا في حرب أهلية، وتكوينها تحالف ضد "داعش" التي تعد إحدى المجموعات المعادية للأسد، وفقًا للصحيفة التي أوضحت أن القوات الأمريكية كان لديها أوامر بتجنب الهجوم على القوات السورية أو القوات الروسية المتحالفة معها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما طالب الأسد بالتنحي بسبب القمع الذي يستخدمه ضد السوريين، لكنه رفض إرسال قوات برية إلى سوريا لإزالته، وهو ما فعلته أيضًا إدراة الرئيس الحالي ترامب التي أدانت الهجوم الكيميائي، لكنها أكدت عدم تدخلها في حرب أهلية تبعدها عن قتال "داعش".
4- ضعف الموقف العالمي
رغم إعراب الأمم المتحدة عن أسفها لما يحدث في سوريا ورفضها لنظام الأسد الذي يؤيدها فيه مواقف دولية منفردة، إلا أنه لا يوجد أي طرف لديه الإرادة لإرسال قوات برية لإنهاء حمام الدماء في سوريا، وفقًا للصحيفة التي أشارت إلى أن جميعهم يبحثون عن حلول سلمية.
5- نفوذ ضعيف
قالت الصحيفة إن ضعف النفوذ العالمي في التعامل مع النظام السوري يجعل كل العقوبات التي تفرض عليه غير مؤثرة خاصة بعدما أصبحت روسيا وإيران أكبر داعميه وبإمكانهم تعويضه بالمساعدات التي يحتاج إليها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأسد يخوض حربًا وجودية، مشيرة إلى أنه لن يرتدع عندما يتم تهديده بعقوبات اقتصادية أو بارتكاب جرائم حرب ضد شعبه.
========================
 
كومون دريمز :الجيش الأمريكي وضرورة الخروج من الشرق الأوسط
 
http://altagreer.com/الجيش-الأمريكي-وضرورة-الخروج-من-الشرق/
كومون دريمز – التقرير
لقد حان الوقت لإنهاء الارتباطات العسكرية الأمريكية بالشرق الأوسط. وتتمثل تلك الارتباطات في الطائرات بدون طيار والعمليات الخاصة وإمدادات الأسلحة الخاصة بوكالة الاستخبارات المركزية والمستشارين العسكريين والقصف الجوي.
وقد يبدو ذلك مستحيلا في مواجهة تنظيم الدولة والإرهاب والصواريخ الباليستية الإيرانية وغيرها من المصالح الأمنية الأمريكية، ولكن الانسحاب من الشرق الأوسط يعد الطريق الأكثر أمنا إلى حدٍ بعيد بالنسبة للولايات المتحدة والمنطقة. وهذا النهج له سوابق تاريخية مثيرة للاهتمام.
يُذكر أن أمريكا لم تكن مختلفة عن القوى الإمبراطورية الأخرى في إيجاد نفسها مرارا وتكرارا واقعة في شرك حروب خارجية مكلفة ودموية وغير مجدية. وبداية من الإمبراطورية الرومانية وحتى اليوم، والقضية لا تتعلق بما إذا كان الجيش الإمبراطوري يمكنه هزيمة آخر محلي. إنه عادة ما يمكنه ذلك، كما فعلت الولايات المتحدة بشكل سريع في أفغانسان في عام 2011 والعراق في عام 2003. إن المسألة تتعلق بما إذا كان سيجني أي شيء من القيام بذلك أم لا. وفي أعقاب هذا “الانتصار”، تواجه السلطة الإمبراطورية تكاليف باهظة لا تنتهي تتعلق بالشرطة وعدم الاستقرار السياسي وحرب العصابات وارتداد الإرهابيين.
الإرهاب ما هو إلا نتيجة متكررة للحروب الإمبريالية والحكم الاستبدادي. والسكان المحليون غير قادرون على هزيمة القوى الإمبراطورية، ولذلك يفرضون تكاليف عالية من خلال الإرهاب عوضا عن ذلك. تأملوا الإرهاب الذي استخدمه المستوطنون اليهود ضد الإمبراطورية البريطانية والفلسطينيين المحليين في الكفاح من أجل استقلال إسرائيل، أو الإرهاب الصربي المنتشر ضد إمبراطورية هابسبورغ، أو الإرهاب الفيتنامي المستخدم ضد فرنسا والولايات المتحدة في حرب فيتنام الطويلة من أجل الاستقلال، أو الإرهاب الأمريكي في هذا الصدد، والذي استخدمه مقاتلي الاستقلال ضد البريطانيين في حرب الاستقلال الأمريكية.
وهذا بالطبع ليس من أجل التغاضي عن الإرهابي. في الواقع، إن وجهة النظر هي إدانة الحكم الإمبريالي والنزاع على الحلول السياسية بدلا من القمع الاستبدادي والحرب والإرهاب الذي يأتي في أعقابه.
إن الحكام الاستبداديين سواء البريطانيين في أمريكا قبل الاستقلال والأمريكيين في كوبا والفلبين بعد عام 1898 والفرنسيين والأمريكيين في فيتنام والولايات المتحدة في الشرق الأوسط في العقود الأخيرة، أثاروا ردود فعل عنيفة تؤدي إلى تدمير السلام والازدهار والحكم الرشيد والأمل. إن الحلول الحقيقية لتلك الصراعات تكمن في الدبلوماسية والعدالة السياسية، وليس في الحكم الاستبدادي والقمع والإرهاب.
يذكر أن “إمبراطورية” هنا تعني دولة تستخدم القوة لرفض نفسها على حكام دولة أخرى. وتكون الإمبراطوريات ظاهرة أكثر عندما تحكم مباشرة من خلال احتلال وضم الأراضي، كما هو الحال في الفتوحات الأمريكية في هاواي والفلبين وبورتوريكو في نهاية القرن التاسع عشر.
ورغم ذلك، فهناك إمبراطوريات تحكم أيضا بشكل غير مباشر، وذلك عندما تقوم باستخدام القوة سرا أو علنا، لعزل حكومة تعتبرها معادية وتقوم باستبدالها بحكومة من تشكيلها، والتي تنوي أن تجعلها تحت سيطرتها.
جدير بالذكر أن الحكم الغير مباشر كان هو النهج الأمريكي الأكثر شيوعا، فعلى سبيل المثال، عندما أطاحت أمريكا بالحكومة المنتخبة لإيران في عام 1953 من أجل فرض شاه إيران الاستبدادي. وبالمثل، أطاحت أمريكا بحكومة أفغانستان بقيادة طالبان في عام 2001، وصدام حسين في عام 2003، وذلك من أجل تعيين أنظمة صديقة للولايات المتحدة. أن القول أسهل من الفعل. وفي تلك الحالات جميعا، أثبتت الرؤية الإمبريالية الأمريكية أنها تتمتع بالخيال الجامح، ولم يكن العنف الذي تقوده الولايات المتحدة مجدي للمصالح الأمريكية.
في الواقع، هناك عشرات الحالات التي أطاحت فيها وكالة الاستخبارات المركزية أو الجيش الأمريكي بحكومات في أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، وذلك بهدف الحكم الغير مباشر. وهناك كذلك حالات دموية لا حصر لها، مثل سوريا واليمن حاليا، حيث حاولت الولايات المتحدة وحلفائها المحليين وفشلوا في الإطاحة بحكومة وبدلا من ذلك تسببت في حربا مطولة. وسواء نجحت عمليات الإطاحة أو فشلت، فالعواقب طويلة الأجل دائما ما تتمثل في العنف وعدم الاستقرار.
ولعل السمة الأكثر تمييزا للإمبراطورية الأمريكية هي أنها كانت متأخرة في الحكم الإمبريالي. وفي حين كانت القوى الأوروبية، خاصة بريطانيا وفرنسا، تقوم ببناء إمبراطورياتها في الخارج بالقرن التاسع عشر، كانت الولايات المتحدة لا تزال تشارك في حروب الإبادة الجماعية ضد الأمريكيين الأصليين وحربها الأهلية.
وبدأ بناء الإمبراطورية الأمريكية في الخارج بشكل منتظم تقريبا في عام 1890، وهي المرة التي امتدت فيها الولايات المتحدة أخيرا من الساحل إلى الساحل، وبالتالي “إغلاق الحدود” في أمريكا الشمالية. وكانت الخطوة التالية لأمريكا هي إنشاء إمبراطورية بالخارج.
وباعتبارها إمبراطورية متأخرة، وجدت الولايات المتحدة نفسها مرارا وتكرارا في مواجهة ذريعة من القوة الإمبراطورية الأوروبية السابقة. وهكذا، احتلت الولايات المتحدة بورتوريكو وكوبا والفلبين من إسبانيا في عام 1898. وقامت بذلك بزعم دعم مقاتلي الحرية المحليين ضد الإمبراطورية الإسبانية، وذلك فقط لخيانة هؤلاء المقاتلين من أجل الحرية على الفور من خلال تعيين أنظمة مدعومة من الولايات المتحدة (في كوبا) أو حكم مباشر (في بورتوريكو والفلبين).
ومنذ عام 1898 وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية، كان لدة أمريكا آفاق قليلة تهدف إلى توسيف نطاقها الإمبراطوري، حيث كانت الإمبراطوريتان البريطانية والفرنسية مازالتا في توسع. وكان أكبر توسع لها قد حدث بعد الحرب العالمية الأولى، عندما مزقت بريطانيا وفرنسا الأراضي العربية للإمبراطورية العثمانية المهزومة.
إن مناطق الحرب في الشرق الأوسط اليوم، بما في ذلك إسرائيل وفلسطين ولبنان وسوريا والعراق، ماهي إلا إبداعات ما بعد الحرب العالمية الأولى للإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية، والتي تم إعدادها ليس من أجل الحكم المحلي ولكن لحكم الإمبراطوريات الخارجية.
 جدير بالذكر أن الحرب العالمية الثانية استنزفت أوروبا. من  وعلى الرغم من أن بريطانيا كانت المنتصر بالحرب، وفرنسا كانت المحررة، لم يكن لدى أي من البلدين الإمكانيات الاقتصادية والمالية والعسكرية والسياسية لمواصلة إمبراطوريتها بالخارج، خاصة وأن الحركات المطالبة بالحرية في مستعمراتها كانت منخرطة في الإرهاب وحرب العصابات لنيل الاستقلال.
وقد منحت بريطانيا وفرنسا الاستقلال لبعض مستعمراتها بسلمية ولكن في حالات أخرى خاضت حروبا دموية ضد حركات الاستقلال (كما فعل الفرنسيون في الجزائر وفيتنام)، وتقريبا تخسر دائما في النهاية.
يذكر أنه بعد الحرب العالمية الثانية، أكدت الولايات المتحدة على قيادتها العالمية، بما في ذلك من خلال الحكم غير المباشر. وكانت الولايات المتحدة قد قامت بإقراض الأسلحة العسكرية، بدل من إعطاءها، لمحاربة هتلر. ونتيجة لذلك، كانت بريطانيا مديونة للولايات المتحدة، وكانت الولايات المتحدة في وضع جيد يجعلها تحل محل بريطانيا كقوة عالمية.
وتزامن بناء إمبراطورية أمريكا ما بعد الحرب مع الحرب الباردة. وفي كثير من الأحيان، قامت أمريكا بتبرير حروبها في الخارج والانقلابات التي تقودها وكالة الاستخبارات المركزية على أنها ضرورية للدفاع عن نفسها وحلفائها ضد الاتحاد السوفيتي. واجتنب القادة الأمريكيون لغة الإمبراطورية والحكم المباشر. ولكن الحقيقة المبسطة تتمثل في أن الولايات المتحدة كثيرا ما تكون لها مصالح محددة، كالثروة النفطية في الشرق الأوسط، والأراضي الزراعية القيمة والصناعة في أمريكا اللاتينية، وإنشاء القواعد العسكرية الأمريكية في جميع أنحاء العالم.
وكثيرا ما وجدت الولايات المتحدة نفسها تقاتل استمرار الحروب الإمبريالية السابقة. وفيتنام مثال واضح على ذلك. وبعد الحرب العالمية الثانية، دخل محاربو الحرية الفيتنامية في قتال تحت حكم تشي مينه ضد الحكم الإمبراطوري الفرنسي وذلك لإنشاء فيتنام المستقلة. وعندما هزم الفيتناميون الفرنسيين في معركة جوهرية في عام 1954،  وقررت فرنسا الانسحاب، تدخلت الولايات المتحدة في القتال ضد محاربي الاستقلال الفيتناميين، وذلك في حرب مكلفة ودموية استمرت حتى الانسحاب الأمريكي في عام 1975.
وعند الوصول لهذه المرحلة، قتل أكثر من مليون فيتنامي على أيدي الولايات المتحدة وفقد أكثر من 50 ألف جندي أمريكي حياتهم دون سبب يستحق. وانتشرت الحرب الأمريكية بشكل كارثي أيضا حتى وصلت إلى لاوس وكمبوديا المجاورتين.
أما في الشرق الأوسط، قامت الولايات المتحدة أيضا باستئناف الحروب السابقة للإمبراطورية البريطانية والفرنسية. وكانت دوافع أمريكا  بشكل أساسي هي نفسها، كتأمين النفط في الشرق الأوسط وإقامة قوة عسكرية في غرب آسيا وشرق البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي. وفي عام 1953، تعاونت وكالة الاستخبارات المركزية مع الاستخبارات العسكرية البريطانية للإطاحة بالحكومة المنتخبة في إيران، وذلك من أجل الحصول على النفط الإيراني من أجل المملكة المتحدة والولايات المتحدة. ولكن هذه كانت الإمبراطورية البريطانية الأخيرة في المنطقة، وذلك منذ أن تولت الولايات المتحدة زمام المبادرة من تلك المرحلة وما بعدها.
ولدراسة التاريخ السياسي للبنان والعراق وأفغانستان وسوريا وليبيا واليمن وإسرائيل وفلسطين بعد عام 1950، فذلك يعني مراقبة مشاركة الولايات المتحدة في الدسائس والحروب والانقلابات التي تقودها وكالة الاستخبارات المركزية والانقلابات العسكرية التي كانت من صنع بريطانيا وفرنسا خلال العقود السابقة. وقامت وكالة الاستخبارات المركزية بالإطاحة بحكومات في الشرق الأوسط في حوادث لا حصر لها. وتميل وسائل الإعلام إلى تجاهل دور الولايات المتحدة في هذه الحالة من عدم الاستقرار.
يذكر أن الولايات المتحدة تخوض الآن حربا دائمة متواصلة في الشرق الأوسط، حيث استبدلت الطائرات بدون طيار والغارات الجوية القوات البرية بشكل متزايد. وفي الماضي، ارتكبت القوات البرية الأمريكية أعمالا وحشية، مثل مجزرة ماي لاي في فيتنام، والتي أحرقت الضمير الوطني. والآن هناك ضربات جوية يسفر عنها مقتل مئات المدنيين، والتي يتم تغطيتها في الأخبار بشكل ضئيل. وتستمر الفظائع، ولكن رد الفعل عليه يرتبط بمدى كفاءة عصر المعلومات.
ونصبت الولايات المتحدة شركها بالشرق الأوسط من خلال منشآتها الفكرية الزائفة. وأثناء حرب فيتنام، زعمت “نظرية الدومينو” أنه إذا انسحبت أمريكا من فيتنام، فالشيوعية ستجتاح آسيا. وتتمثل نظرية الدومينو الجديدة في أنه إذا توقفت الولايات المتحدة عن مكافحة تنظيم الدولة، فقريبا سيرون الإرهابيين الإسلاميين على عتبة بابهم.
والحقيقة هي العكس تماما. إن داعش عبارة عن جيش من الغوغاء يتألف من حوالي 30 ألف مجند في منطقة تواجد الدول الكبرى، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وإيران والعراق وتركيا، والذين يمتلكون جيوشا أكبر بكثير وتجهيزات أفضل. ويمكن لهذه القوى الإقليمية أن تنهي داعش بسهولة من الوجود إذا قرروا القيام بذلك. والوجود العسكري الأمريكي هو في الواقع بمثابة أداة تجنيد رئيسية لداعش، حيث يتدفق الشباب إلي سوريا والعراق لمحاربة العدو الإمبراطوري.
كما يمكن للإمبراطوريات المحاصرة في الحروب الإقليمية أن تقرر القتال بحكمة أكثر للاعتراف بأن المغامرة الإمبريالية غير مجدية ومدمرة ذاتيا على حد سواء. وكان الملك جورج الثالث حكيما باستسلامه في عام 1975، حيث كان القتال ضد الأمريكيين لم يكن ليستحق الجهد، حتى وإن كان ذلك محتمل عسكريا. وكانت الولايات المتحدة حكيمة بتخليها عن الحرب في كمبوديا ولاوس وفيتنام في عام 1975. وكان قرار أمريكا بخفض خسائرها لم يكن لإنقاذ جنوب شرق آسيا فحسب بل الولايات المتحدة أيضا. وكان من الحكمة كذلك أن تقلل الولايات المتحدة من الانقلابات التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية، تمهيدا لتحقيق السلام بالمنطقة.
جدير بالذكر أنه يحب على الولايات المتحدة أن تنهي على الفور قتالها في الشرق الأوسط وأن تنتقل إلى الدبلوماسية التي تقوم عليها على الأمم المتحدة من أجل إيجاد حلول فعلية وآمنة. لقد عاش الأتراك والعرب والفرس معا كدول منظمة لمدة تصل إلى حوالي 2500 عام. وقد تدخلت الولايات المتحدة دون جدوى في المنطقة منذ 65 عاما. وقد آن الأوان للسماح للسكان المحليين لإدراك مشاكلهم، وذلك بدعم من المساعي الحميدة للأمم المتحدة، فيما في ذلك جهود حفظ وبناء السلام. وفي الآونة الأخيرة فقك، أكد العرب مرة أخرى بحكمة وبشكل صحيح على تأييدهم لحل الدولتين بين الإسرائيليين والفلسطينيين إذا انسحبت إسرائيل من الأراضي المحتلة. وهذا يعطي سببا إضافيا لدعم الدبلوماسية وليس الحرب.
إننا الآن في الذكرى المئوية للحكم الإمبراطوري البريطاني والفرنسي بالشرق الأوسط. وقد أطالت الولايات المتحدة برعونة  حالة البؤس والتخبط. لذا فمائة عام تكفي.
========================
 
بوليتيكو  :القتل أولا.. ترامب يعمق جراح الشرق الأوسط
 
http://altagreer.com/القتل-أولا-ترامب-يعمق-جراح-الشرق-الأوس/
 
بوليتيكو – التقرير
خلال الأشهر القليلة التي تلت رئاسته، أوضح دونالد ترامب أن أولى أولوياته في السياسة الخارجية هي “هدم وتدمير” الإرهاب الإسلامي. بعد أسبوع واحد من توليه منصبه، زار ترامب البنتاجون؛ لوضع خطة شاملة لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا “داعش”، قائلًا: “أعتقد أنه سيكون ناجحًا جدًا”.
في رسم مسار جديد لمكافحة الإرهاب في جميع أنحاء الشرق الأوسط، تبنى ترامب ورفض عناصر من نهج كل من جورج بوش وباراك أوباما، لكنه فعل ذلك بطريقة غير كاملة تمامًا. فأمر بزيادة الأعمال العسكرية الأمريكية، في حين أبقى الدبلوماسية بعيدة عن الصراعات المتقلبة وتخلى عن الصكوك غير العسكرية للسلطة الأمريكية. النتيجة، حتى الآن، نوع من النهج ليس ساخنًا بما يكفي، وليس باردا في نفس الوقت، وهذا خطأ. لكن بغض النظر عن التصحيح، فعقيدة ترامب الناشئة ستؤدي إلى مزيد من الحرب، مع القليل من المكاسب المُستدامة ضد الإرهاب المنبثق عن أخطر منطقة في العالم.
في محاولة لوضع إطار لتحدي الإرهاب، أخذ ترامب صفحة من مسرحية بوش. وعلى غرار سلفه الجمهوري، تبنى ترامب الخطاب الذي يشير إلى وجود صراع حضاري وجودي بين الولايات المتحدة والمتطرفين الإسلاميين. فبعد أحداث 11 سبتمبر أعلن بوش “حربًا عالمية على الإرهاب” ستواجه فيها الولايات المتحدة بقوة التحالف بين دول “الراديكالية الإسلامية” و”الشر” مثل العراق وإيران.
بالمثل، في خطابه الافتتاحي، أعلن ترامب أن إدارته سوف “توحد العالم المتحضر ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف، الذي سنقضي عليه تمامًا من على وجه الأرض”. كما حدد ترامب “الإسلام الراديكالي” بطريقة مُوسعة بشكل لا يصدق، ليس فقط الجهاديين السُنة مثل داعش والقاعدة، ولكن أيضا جمهورية إيران الإسلامية الشيعية. لكن ترامب فعل ذلك دون أن يأخذ في اعتباره تحذير بوش من أن المتطرفين يحرفون “التعاليم السلمية للإسلام”. في العام الماضي، قال ترامب صراحة: “الإسلام يكرهنا”، مضيفًا أنه من الصعب جدًا فصل الإسلام عن الإسلام الراديكالي “لأنك لا تعرف ما هو”.
مثل بوش، يبدو ترامب أيضًا معزولًا بمظاهرات ضخمة من القوة العسكرية الأمريكية. رغم تاريخ ترامب المعقد مع حرب العراق، فإنه ينجذب بشكل واضح إلى نهج “الصدمة والرعب” لغزو عام 2003 والتصعيد العسكري الذي تجسده “الطفرة” عام 2007. ربما لا توجد عبارة أفضل من تلك من حملته “فجروا داعش”. ينعكس ذلك في السهولة التي احتضن بها التصعيد العسكري خلال الأشهر القليلة الأولى له في منصبه، مع عدم وجود أي نقاش عام تقريبا.
في الوقت نفسه، يبدو أن ترامب يرفض إيمان بوش بقدرة القوة العسكرية التحويلية. فترامب يريد قتل الإرهابيين -وربما أُسرهم- وحذر الدول الراعية للإرهاب مثل إيران أنهم “يلعبون بالنار”. إلا أنه يدّعي رفضه فكرة تغيير النظام. رغم أن تصريحات ترامب السابقة تشير إلى أنه كان متعاطفا في البداية مع التدخلين في العراق وليبيا، إلا أنه قال حين كان مرشحا بأن الولايات المتحدة “مزّقت المؤسسات التي كانت لديها ثم فوجئت بما أنتجته، كالحرب الأهلية والتعصب الديني، وآلاف القتلى من الأميركيين. بجانب فقدان تريليونات الدولارات. هذا أنشأ الفراغ الذي يملأه داعش. كما أن إيران سوف تُسرع وتملأ الفراغ”.
وبينما أعلن ترامب دائما رغبته في سحق أعداء أمريكا الإرهابيين، وصف الشرق الأوسط بأنه “مستنقع كبير”، ويعتقد أن مسؤولية إعادة بناء الدول المُدمَّرة يجب أن تقع على الجهات الفاعلة الإقليمية والمحلية، فيما يجب على الولايات المتحدة “الخروج من أعمال بناء الأمة”. في عالم حيث تأتي “أمريكا أولا”، ببساطة لن تكون هذه أعباء تتحملها الولايات المتحدة.
تشير المقارنة إلى وجود الكثير من التشابه مع أوباما. فالأخير نفذ حملة لا هوادة فيها ضد الشبكات الإرهابية، مثلما يتضح من غارة العمليات الخاصة التي قتلت أسامة بن لادن، وتدمير القاعدة الأساسية في باكستان، وحملة الطائرات الأمريكية بدون طيار ضد الإرهابيين الآخرين الأكثر خطورة، بجانب أكثر من 16 ألف غارة جوية ضد داعش. كان أوباما متحفظًا أيضًا حول تغيير النظام باستثناء واحد، وهو ليبيا. حيث تحولت مهمة الحماية المدنية إلى إسقاط نظام معمر القذافي، والذي اعتبره أوباما في النهاية أكبر أخطاءه. كما شدد أوباما بانتظام على الحاجة إلى بذل المزيد من الجهد “لبناء الأمة بالداخل” وأقل في الخارج. كما انتهج طرقًا “غير مباشرة” من خلال شركاء التحالف وحلفاء محليين، بدلًا من وجود أعداد كبيرة من القوات الأمريكية المُتورطة في صراعات غامضة.
ومع ذلك، فاختلافات ترامب عن أوباما أصبحت واضحة بشكل متزايد. خلال الحملة، استنكر ترامب أوباما لكونه حذرًا جدًا، شديد الحساسية، وشفاف جدًا حول نشر القوات. في أبريل الماضي، على سبيل المثال، قال ترامب لحشد ولاية “كونيتيكت”:
سوف نتغلب على داعش قريبًا جدًا، سيكون الأمر سريعًا، فأنا لديّ خطة كبيرة. تسألون ما هي؟ حسنًا، أفضل ألا أقول، أود أن أكون غير متوقع. لا أريد أن أكون مثل أوباما الذي أعلن قبل بضعة أشهر أننا سنرسل 50 جنديًا، من أفضل جنودنا، إلى العراق وسوريا. لماذا تعلن ذلك؟ لماذا تقول للعدو أنك سترسل أُناس هناك وتجعلهم أهدافًا؟”.
كما تعهد ترامب باستمرار بتعجيل خطى العمليات العسكرية ضد الشبكات الإرهابية، حتى إن زاد الخطر على المدنيين، واعدًا بالحفاظ على خططه “سرية”.
حتى الآن، يبدو أن ترامب يفي بوعوده.
يقول البنتاجون أنه منذ ذلك الحين قدم ترامب مشروعًا أوّليًا في يناير، ونوقش داخليًا في البيت الأبيض. حتى الآن لم يتم إقرار أو إعلان أي تغيير استراتيجي رسميًا، ولا تزال أجزاء مهمة من الحملة في العراق وسوريا متسقة مع ما ورثه ترامب، يبدو أن هناك عدة تحولات جارية بالفعل.
يبدو أن ترامب ينشر المزيد من القوات، وينقل تلك الموجودة بالفعل في الميدان إلى أماكن أكثر قربًا من المعركة. خلال الشهر الماضي تضاعف عدد القوات الأمريكية في شمال سوريا، حيث انضم 400 جندي من المارينز والجيش إلى جانب 500 من قوات العمليات الخاصة الأمريكية التي نشرها أوباما، فيما تشير التقارير أن البنتاجون قد يطلب المزيد من القوات قريبًا لدعم الهجوم على الرقة عاصمة داعش الرقة. في الوقت نفسه في العراق، تم إرسال مئات الجنود الأمريكيين لتعزيز الهجوم على داعش في الموصل، فيما ينتظر كثيرون آخرون في الكويت. كما تشير التقارير أن المستشارين العسكريين الأمريكيين في العراق يقتربون كثيرًا من الخطوط الأمامية.
بالإضافة إلى تعميق مشاركة الولايات المتحدة في مناطق الحرب القائمة، قرر ترامب أيضًا إجراء عمليات عسكرية خارج هذه المناطق، مما يُخفف من قواعد عهد أوباما التي تهدف إلى حماية المدنيين الأبرياء. في عهد أوباما، قُيّدت الضربات ضد الإرهابيين خارج “مناطق الأعمال القتالية النشطة” في العراق وسوريا وأفغانستان بشكل كبير. من أجل اتخاذ إجراء، كان على البنتاجون أن يُثبت أن الفرد -أو شبكة من الأفراد- يُمثل “تهديدًا مستمرًا ووشيكًا” للولايات المتحدة، وكان على المخابرات تأكيد الهدف، ويجب أن يكون هناك “شبه يقين” بأنه لا يوجد مدنيون سيقتلون بسبب الغارة.
بينما اتخذ ترامب بالفعل إجراءات لعدم إلزام الجيش من هذه القواعد. خلال يوم 25 يناير، وفي نفس العشاء الذي منح فيه ترامب الضوء الأخضر لعمليات 29 يناير العسكرية الكارثية في اليمن، وافق الرئيس أيضًا على اقتراح وزير الدفاع جيمس ماتيس بإعلان مناطق واسعة من اليمن كمناطق نشطة في الأعمال القتالية. مما يمنح الجيش الأمريكي حرية أكبر بكثير للقيام بعمليات ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية، دون الرجوع إلى البيت الأبيض قبل كل ضربة.
كما ستظل العمليات في اليمن خاضعة لقوانين الحرب، كما هو الحال في العراق وسوريا، إلا أن الجيش الأمريكي سيكون قادرًا على استهداف مجموعة أكبر بكثير من الأفراد. وكنتيجة، نفذت إدارة ترامب بالفعل 70 ضربة جوية في اليمن، أي ما يقرب من ضعف عدد ما نفذته إدارة أوباما عام 2016 بالكامل. كما منح ترامب توسع مماثل للسلطات في الصومال، ويمكن أيضًا أن يطلب نفس الشيء في ليبيا.
أخيرا، اتخذت إدارة ترامب خطوات لتقليص الشفافية. قال البنتاجون الأسبوع الماضي إنه لم يعد “يعلن بشكل روتيني أو يؤكد معلومات حول قدرات القوات أو مواقعها أو تحركاتها داخل العراق أو سوريا أو خارجها”.
على المدى القريب، قد يقتل نهج ترامب المزيد من الإرهابيين ويحقق مكاسبًا تكتيكية. إلا أن تركيزه المفرد على التصعيد العسكري يحمل معه مخاطر حقيقية يمكن أن تؤدي إلى هزيمة استراتيجية.
أولًا، إن نهج ترامب يزيد بالفعل من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون الأبرياء المحاصرون في الحملة العسكرية الأميركية الآخذة في التوسع. ذكرت منظمة “إيروارز” غير الحكومية أن عدد وفيات المدنيين نتيجة الضربات الجوية الأمريكية في العراق وسوريا ازداد بشكل كبير منذ تولي ترامب مهام منصبه. في ضربة واحدة فقط في الموصل الشهر الماضي، قد يكون ما لا يقل عن 100 (وربما ما يصل إلى 200) من المدنيين العراقيين قد لقوا حتفهم.
فيما يصر الجنرال جوزيف فوتيل، قائد جميع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، أن هذا ليس ناتجًا عن التغييرات في قواعد الاشتباك الأمريكية، وإنما نتيجة للحملات العسكرية المكثفة التي تدعمها الولايات المتحدة على الموصل والرقة. غير أن مسؤولي الدفاع أكدوا أن القوات الأمريكية في المستويات الأدنى من القيادة قد فوضت سلطة الدعوة إلى الضربات الجوية ومع اقتراب المزيد من القوات الأمريكية من القتال، فإن ذلك يعني المزيد من الضربات. رغم العناية الكبيرة التي يمارسها الجيش الأمريكي لتجنب الأضرار الجانبية، فسقوط المزيد من القنابل في بيئات حضرية كثيفة مثل الموصل والرقة يعني حتمًا أن المزيد من المدنيين سيسقطون.
علاوة على ذلك، فمع تزايد قائمة البلدان التي تُعتبر مناطق قتالية نشطة خارج العراق وسوريا، يمكننا أن نتوقع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في أماكن مثل اليمن والصومال أيضًا، مثلما أودت غارة اليمن في 29 يناير بحياة أكثر من 12 مدنيًا بينهم أطفال.
بخلاف الآثار الأخلاقية، يمكن أن تؤدي زيادة عدد الضحايا المدنيين إلى التقليل من فعالية الحملة الأمريكية لمكافحة الإرهاب. فالولايات المتحدة استفادت من فكرة مُفادها أنها لا تقتل الأبرياء على عكس داعش والقاعدة. بالتالي يمكن الآن أن يتعرض هذا التصور للخطر.
قال حسام عيسى، مؤسس منظمة ترصد العنف في الرقة، لصحيفة “واشنطن بوست”: “كان الناس يشعرون بالأمان عندما كانت الطائرات الأمريكية في السماء، لأنهم كانوا يعلمون أنهم لن يصيبوا المدنيين. كانوا يخافون فقط من الطائرات الروسية والتابعة للنظام. لكنهم الآن خائفون جدًا من الضربات الجوية الأمريكية”. بالاستمرار بهذا الشكل، فيمكن أن يتحول تعاطف السكان المحليين مرة أخرى إلى اتجاه الجهاديين، مما سيُعقد تحركات معاقل داعش المتبقية ويزيد من احتمالات عودة ظهور التطرف في أعقاب ذلك.
ثانيًا، يبدو أن نهج ترامب “إطلاق النار أولًا” ليس له عناصر مدنية مصاحبة. كما يوضح اقتراح ترامب بخفض ميزانيات وزارة الخارجية ووكالة التنمية الدولية بنسبة الثُلث تقريبًا أنه لا يعطي قيمة كبيرة للدبلوماسية والمساعدات الخارجية. ليس مستغربًا أن إدارة ترامب لم تذكر شيئًا عن الكيفية التي تنوي بها تكملة الحملة العسكرية المتصاعدة في الشرق الأوسط بعمل غير عسكري.
حرب العراق عام 2003 والتدخلات في ليبيا عام 2011 كشفتا حماقة التغيير الذي فرضته الولايات المتحدة على النظام، لكنها أظهرت أيضًا مخاطر عدم وجود خطة دبلوماسية مستقرة ومتماسكة للحفاظ على المكاسب الناجمة عن الحملات العسكرية الناجحة.
كان أوباما يدرك تمامًا هذه المشكلة. في الواقع، فالفشل في ليبيا جعله أكثر وعيًا. نتيجة لذلك، سعى في سوريا واليمن إلى الحذر في الإجراءات العسكرية الأمريكية؛ لتجنب الغرق في مستنقع، في حين تسعى المستوطنات الدبلوماسية وحشد العالم لتقديم المساعدة الإنسانية لتخفيف المعاناة. أما في العراق، توقف أوباما عن التدخل ضد داعش حتى كان هناك اتفاق سياسي لإزالة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. في الوقت الذي تقدمت فيه الحملة المنهجية التي تقودها الولايات المتحدة لتفكيك داعش، قامت إدارة أوباما بتخطيط واسع النطاق وجمع الأموال من أجل تحقيق الاستقرار، وإعادة الإعمار في المدن العراقية المُحررة.
رغم هذه الدروس الصعبة، فليس من الواضح ما إذا كان لدى ترامب استراتيجية تتضمن أي أبعاد “غير حركية”، وهذا خطأ كبير. ففي العراق مثلًا، يُرجح أن يعود داعش مثل طائر “الفينيق” من الرماد، ما لم يكن لدى الإدارة خطة للعمل مع المجتمع الدولي للمساعدة في إعادة بناء المدن المحررة، والمساعدة في تسريح وإعادة دمج الميليشيات الشيعية، والعمل مع العراقيين على إدارة التوترات الطائفية والعربية-الكردية التي ستعود حتمًا إلى الظهور بعد طرد داعش.
لا تختلف سوريا، فهناك أمل ضئيل في التغلب على داعش أو القاعدة بشكل مُستدام ما لم يتم التوصل إلى صيغة سياسية لإنهاء الحرب السورية. أشارت إدارة ترامب أنها لن تصر على رحيل الرئيس بشار الأسد. كما يقول ترامب إنه يريد التعاون مع مؤيدي الأسد في موسكو لمكافحة داعش والقاعدة. إلا أن الإدارة لم تتوقف عند السبل التي يمكن أن تسعى بها للاستفادة دبلوماسيًا من هذه التنازلات، وتعبئة المساعدة الممكنة لإعادة بناء البلاد؛ للمساعدة في التوصل إلى وقف فعلي لإطلاق النار وإيجاد تسوية سياسية في نهاية المطاف.
بينما تفكر إدارة ترامب في تصعيد مزدوج في اليمن، من خلال حملة أوسع ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية ومزيد من المساعدات العسكرية للتحالف السعودي الإماراتي لشن حرب ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. لكن تفتقر الإدارة -هنا أيضًا- إلى أي خطة دبلوماسية أو مساعدة داعمة. فتقديم المزيد من المساعدة إلى حلفاء الولايات المتحدة، وممارسة المزيد من الضغط على الخصوم المدعومين من إيران، قد يولدا نفوذًا مفيدًا. لكن الإدارة ليس لديها استراتيجية واضحة للاستفادة من هذه الفرصة لإجبار جانبي الحرب الأهلية اليمنية على التوصل لاتفاق لتقاسم السلطة. كما لا يبدو أن لديها خطة إنسانية للتخفيف من احتمال أن يؤدي التصعيد المدعوم من الولايات المتحدة إلى تعريض تدفق الأغذية -الضعيف أصلًا- إلى البلاد للخطر، مما قد يؤدي مجاعة تقتل الملايين من اليمنيين.
أخيرًا وليس آخرًا، فتسريع الحملة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط قد يتفوق على جهود وقدرات الجهات الفاعلة المحلية لتولي المسؤولية؛ مما قد يؤدي إلى تعميق مشاركة الولايات المتحدة بدون استراتيجية للخروج، وهذا هو العكس تمامًا لما يدّعي ترامب أنه يريده. الولايات المتحدة لديها أفضل قوات القتال في العالم، وبالتالي فهناك دائمًا إغراء لاستبدال القوات الأمريكية بشركاء أقل قوة على الأرض. قد يؤدي ذلك إلى تسريع الانتصارات التكتيكية ضد داعش أو غيرهم من الجهاديين، ولكنه سيترك الأمريكيين يحملون العبء.
من ناحية أخرى، فانعدام الشفافية يشجع المُساءلة العامة في الوقت الذي تتعرض فيه المزيد من القوات الأمريكية للخطر، ويخاطرون بتوسيع الالتزامات باستمرار دون أي نقاش عام حقيقي.
النتائج الوحيدة المستدامة في العراق وسوريا واليمن وأماكن أخرى هي تلك التي تثبت فيها القوى المحلية استعدادها وقادرتها على السيطرة على المناطق التي تساعد القوات الأمريكية على تحريرها من سيطرة الجهاديين. لهذا السبب، يجب تعديل نطاق العمليات العسكرية الأمريكية باستمرار حتى لا تتخطى كثيرا.
بعد شهرين ونصف تقريبًا من الإدارة الجديدة، يبدو أن نهج ترامب لمكافحة الإرهاب الجهادي في الشرق الأوسط يمثل أسوأ ما في العالم كله. فالرئيس الذي وعد بعدد أقل من التشابكات قد يجد نفسه يغرق أعمق وأعمق في الرمال المتحركة في الشرق الأوسط، ويهدر الدم ويحرض على النكبات الإقليمية دون نهاية. ليس هذا ما وقع عليه الشعب الأمريكي. كما أنها ليست طريقة لهزيمة أعداء أمريكا بشكل مستدام.
عام 2014، خلال رحلة إلى آسيا، سأل الصحفيون أوباما إن كان سلاح الجو يُغلف عقيدة السياسة الخارجية، ليرد الرئيس قائلًا: “لا نفعل”. انتُقد أوباما بشدة من قِبل كل من مؤسسة واشنطن للسياسة الخارجية ومؤسسة ترامب لكونه حذر جدًا في استخدام القوة. إلا أن الإفراط في التصحيح بالتخلي عن الحذر العسكري مع إلغاء الدبلوماسية وغيرها من الأدوات غير العسكرية، مثلما يفعل ترامب، ليس حلًا، مثلما كانت سياسة أوباما غير مجدية.
========================
 
النيويورك تايمز :ترامب الأعجز من أوباما      
 
http://www.syriansnews.com/2017/04/ترامب-الأعجز-من-أوباما/
 
من الفظائع.. أناس يحاولون التنفس دون جدوى.. يتحولون إلى اللون الأزرق.. ويتساقطون في الشوارع والأزقة. ثم يلحقه بهجوم ثان على العيادة التي تعالج الضحايا.
هكذا وصفت النيويورك تايمز في افتتاحية عددها الصادر يوم أمس الثلاثاء مشهد المجزرة الكيميائية الجديدة التي ارتكبها طيران الأسد في خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، واعتبرت الصحيفة الهجوم “الأكثر دموية في سوريا منذ سنوات”، وأنه نقطة جديدة في سجل زعيم له سجل من الوحشية يرجع تاريخه إلى 2011، عندما حول ترسانته العسكرية ضد المتظاهرين السلميين.
ونوّهت الصحيفة بأن هجمات غاز الكلور أصبحت روتينية تقريبا شمال سوريا، لكن العاملين في المجال الطبي وشهودا آخرين، مستشهدين بالأعراض التي ظهرت على الضحايا هذه المرة وارتفاع عدد الإصابات، قالوا إن غاز الأعصاب المميت وغيره من السموم المحظورة ربما استخدم خلال الهجوم الأخير.
وتساءلت الصحيفة: على الرغم من أن الأسد لا يسيطر على كل البلد، إلا أنه يحقق انتصارات خلال الحرب ضد المعارضة، حتى أنه المستفيد الأكبر من الحرب المنفصلة التي تشنها الولايات المتحدة ودول التحالف الدولي ضد تنظيم داعش. فلماذا هذا الهجوم؟ لماذا الآن؟. والجواب هو: إن الأسد يريد أن يخبر العالم، ولا سيما روسيا وإيران، عن المدى الذي انحطّ إليه في الإجرام وأنه لايزال يحظى بأسباب قوة وعوامل تمكين.
وتؤكد الصحيفة أن الأسد يعتقد أنه يمكنه ارتكاب ما بدا له من جرائم مع الإفلات من العقاب. وعلى الرغم من ذلك فإن روسيا، التي تدخلت عسكريا في 2015 لإنقاذه من الثوار، استخدمت حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في شباط/فبراير الذي كان سيعاقب النظام السوري على استخدام البراميل المتفجرة المملوءة بالكلور في عامي 2014 و2015.
يضاف إلى ذلك ما أوضحته إدارة الرئيس الأمريكي الجديد “دونالد ترامب” أن الإطاحة بالأسد ليست أولوية وأن محاربة تنظيم داعش لها الأسبقية. الرئيس باراك أوباما نفسه، بعد أن دعا إلى إطاحة بالأسد في 2011، تحول عن هذا، مكتفيا بالتعاون مع روسيا على إنجاز حل سياسي مبهم، دون إغفال إدانة الفظائع التي ارتكبها الأسد والحث على مقاضاته هو وحلفائه على جرائم الحرب التي ارتكبوها ضد الشعب السوري.
ترامب وصف الهجوم على خان شيخون، خلال بيان له يوم أمس، بأنه عمل “يستحق الشجب” ولا يمكن تجاهله من قبل “العالم المتحضر”. وكان وزير الخارجية ريكس تيلرسون أفضل حالا وأدان الأسد بالاسم، وقال إنه يجب أن يكون مسؤولا، كما أشار إلى أن روسيا وإيران “تتحملان مسؤولية أخلاقية كبيرة عن الوفيات التي وقعت”.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن بيانات ترامب ورجال إدارته وتعليقاتهم على تويتر وفيسبوك لا تملك الحد الأدنى من القوة لردع الأسد عن ارتكاب مزيد من جرائمه، كما أنها تأتي بعد أسابيع من إعراب ترامب عن استيائه للدور التقليدي لأمريكا كمحفز لحقوق الإنسان وثنائه على فلاديمير بوتين الذي تلاحقه اتهامات مجلس حقوق الإنسان الدولي. فيما كان ترامب يلقي باللوم على أوباما متهما إياه بـ”الضعف والتردد” حين وضع خطا أحمر في 2012 ضد استخدام الأسلحة الكيميائية ثم القيام بـ “لاشيء”، ولكن هل نسي تغريده في أيلول/سبتمبر 2013 لأوباما “لاتهاجم سوريا”؟.
وتجاهل ترامب في بيانه اقتراح رد أو التهديد بإجراء كما فعل سلفه أوباما عندما هدد بعمل عسكري عارضه الكونغرس، لينتهي المطاف بصفقة بين أوباما وبوتين وافق فيها الأسد على تفكيك ترسانته الكيميائية. ولكن، وعلى الرغم من تدمير المخزونات السورية من الأسلحة الكيميائية، وجد المفتشون الدوليون لاحقا أن الأسد احتفظ ببعض القدرات.
والأهم من ذلك أن ترامب لم يقل كيف سيستجيب الآن. ويمكنه أن يبدأ بدعم قرار قوي يفرض عقوبات في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ونظرا للتنسيق الوثيق بين الأسد وروسيا فإنه يصعب تصديق إصرار موسكو على أنه ليس لها دور عسكري في الغارة. وبغض النظر عن ذلك، فإن روسيا وإيران متورطتان في كل ما يجري في سوريا من أعمال وحشية.
نيويورك تايمز
ترجمة: عبدالرحمن ربوع
========================
 
النيويورك تايمز: أكثر من 14 ألف سوري تعرضوا لكيماوي بشار
 
http://www.al-madina.com/article/517679?rss=1
 
إبراهيم عباس، الترجمة
ذكرت افتتاحية الرأي في صحيفة «النيويورك تايمز» أمس، تعقيبًا على مجزرة خان شيخون، أنه منذ بدء الحرب السورية عام 2011، تعرض أكثر من 14 ألف مواطن سوري لهجمات بالسلاح الكيماوي، لقي أكثر من 1500 منهم مصرعه كنتيجة لتلك الهجمات ، وأنه خلال الفترة من 16 مارس إلى 9 يونيو 2015 أمكن للجمعية توثيق 43 هجمة كيماوية بغاز الكلور استهدفت إدلب وأسفرت عن تأثر أكثر من 717 شخصا بهذه الهجمات. أما الهجوم الأكثر ترويعًا فحدث في 21/‏8/‏2013 في الغوطة الشرقية عندما تسبب في في سقوط أكثر من 1300 ضحية، أصدر مجلس الأمن على إثره القرار 2118 الذي حمل خططا لتدمير أسلحة النظام الكيماوية. وفي 6/‏3/‏2015 صدر قرار مجلس الأمن الدولي 2209 الذي أدان استخدام النظام لغاز الكلور كسلاح في المعارك. وبعد 10 أيام أسقطت طائرات النظام البراميل المملوءة بغاز الكلور على موقعين في إدلب.
وأضافت الافتتاحية أن هجوم إدلب الثلاثاء بغاز السارين، جاء بعد 10 أيام من هجوم بغاز الكلور شنته طائرات النظام على مستشفى في حماة .
========================
 
نيويورك تايمز: الأسد إلى مستوى جديد من الوحشية...كيف سيرد ترامب؟
 
http://www.alhadassonline.com/DA.aspx?AID=72751
 
بالنسبة إلى عالم يبدو محصناً ضد فظاعات الحرب السورية، تشكل الصور والأفلام عن الهجوم الكيماوي على خان شيخون في سوريا والذي أودى بعشرات المدنيين، مستوى جديداً من الوحشية، حيث ظهر أفراد ازرقت وجوههم يلهثون للتنفس وتمددوا في الشارع، وجميعهم ضحايا الغارة الجوية للرئيس السوري بشار الأسد.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن الهجمات بغاز الكلور صارت أمراً روتينياً تقريباً في سوريا، ولكن عمالاً طبيين وشهوداً آخرين ذكروا العوارض والرقم المرتفع للضحايا هذه المرة، قالوا إن غازات للأعصاب ومواد سامة أخرى أكثر فتكاً استخدمت على الأرجح.
ما سبب الهجوم؟
ومع أن الأسد لا يسيطر على سوريا كلها، فقد ربح عملياً الحرب ضد خصومه، في الوقت الذي تستمر حرب أخرى تشنها الولايات المتحدة ودول أخرى ضد داعش. وتتساءل الصحيفة "إذا، ما سبب هذا الهجوم؟ ولماذا الآن؟ إنه يكشف وحشية (الأسد) وحشية داعميه، روسيا وإيران".
وتضيف الصحيفة أن الأسد قد يفكر أنه قادر على التحرك من دون محاسبة. ففي النهاية، صوتت روسيا التي تدخلت عسكرياً عام 2015 لإنقاذه من الهزيمة، ضد مشروع قرار في مجلس الأمن كان يمكن أن يعاقب سوريا لاستخدامها براميل متفجرة مليئة بغاز الكلور عامي 2014 و2015.
وتلفت الصحيفة إلى أن إدارة ترامب قالت بوضوح إن خلع الأسد ليس أولوية، وأن مقاتلة داعش هي همها الأول. وكان الرئيس باراك أوباما الذي دعا إلى خلع الأسد عام 2011، عاد وغير موقفه، بعد محاولات عدة للعمل مع روسيا على حل سياسي. ويسجل لأوباما أيضاً تنديده بفظاعات الأسد، ودعواته إلى محاسبته مع حلفائه بجرائم حرب.
ومن جهته، وصف ترامب الهجوم بأنه عمل "يستحق الشجب" ولا يمكن تجاهله من المجتمع المتحضر. وذهب وزير الخارجية ريك تيلرسون الخفي عادة أبعد، مندداً بالأسد بالاسم، قائلاً إنه تجب محاسبته، ومشيراً إلى أن روسيا وإيران أيضاً "تتحملان مسؤولية أخلاقية عن هذه الضحايا".

هل نسي تغريداته؟
ولكن الصحيفة الأمريكية ترى أن هذه التصريحات لا تكتسب قوة كبيرة، كونها تأتي بعد أسابيع من إبداء ترامب استياءه من الدور التقليدي لأمريكا كمحفز لحقوق الإنسان وإشادته بزعماء مستبدين كالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كذلك، حمل ترامب أوباما مسؤولية الهجمات الجديدة، مشيراً إلى ضعفه في وضع خط أحمر عام 2012 ضد الهجمات الكيميائية وعدم التحرك للدفاع عنه. وتتساءل الصحيفة: "هل نسي ترامب تغريداته في سبتمبر (أيلول) 2013 التي طالب فيها أوباما بعدم مهاجمة سوريا؟".
كيف سيرد ترامب؟
وفي بيانه، نسي ترامب أن أوباما، بدل قيامه بعمل عسكري عارضه الكونغرس، عمل مع الروس على اتفاق وافق بموجبه الأسد على تفكيك ترسانته الكيميائية. وعلى رغم أن الجزء الأكبر من المخزون قد دمر، اكتشف خبراء دوليون لاحقاً، أن الأسد يحتفظ ببعض القدرات.
والأهم بحسب الصحيفة أن ترامب لم يقل كيف سيرد. يمكنه أن يبدأ بدعم قرار قوي يتضمن عقوبات في مجلس الأمن. ونظراً إلى التعاون الوثيق بين الأسد وروسيا، من الصعب تصديق موسكو بأن لا دور عسكرياً لها في الغارة. وأياً يكن الأمر، فإن إيران وروسيا متواطئتان في الوحشية.
========================
 
نيويورك تايمز: «الأسد» سيفلت من العقاب
 
http://www.almesryoon.com/story/1060236/نيويورك-تايمز-الأسد-سيفلت-من-العقاب
 
أبرزت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في افتتاحيتها في 5 إبريل, المجزرة التي وقعت في مدينة "خان شيخون" بريف إدلب في شمال غربي سوريا, وقالت إنها تعكس بوضوح "نذالة" نظام بشار الأسد, ومن يدعمونه, حسب تعبيرها.
وأضافت الصحيفة أن هذه المجزرة تمثل أيضا دلالة جديدة على وحشية نظام الأسد, الذي استخدم أبشع الأسلحة ووسائل التعذيب ضد المدنيين السوريين منذ عام 2011 .
وتابعت " الهجمات التي يشنها نظام الأسد بغاز الكلور باتت نمطا معتادا تقريبا في شمالي سوريا، لكن أطباء قالوا إن قصف خان شيخون, وما أسفر عنه من سقوط عدد كبير من الضحايا، استُخدمت فيه على الأرجح غازات أعصاب وغازات سامة محرمة وأكثر فتكا".
واستطردت الصحيفة " الأسد يعتقد أنه سيفلت من العقاب هذه المرة أيضا بفضل روسيا التي تدخلت عسكريا لإنقاذه من هزيمة على يد المعارضة المسلحة عام 2015 ونقضت مشروع قرار مجلس الأمن الدولي في فبراير الماضي بفرض عقوبات على سوريا جراء استخدامها براميل متفجرة مملوءة بغاز الكلور عامي 2014 و2015 ".
وشنت "نيويورك تايمز" أيضا هجوما حادا على سياسة دونالد ترامب المعمول بها تجاه سوريا, وقالت إنها تبدو أقل تشددا من تلك التي انتهجها سلفه باراك أوباما، وهي تقوم على إبقاء الأسد في السلطة بذريعة الحاجة لمحاربة تنظيم الدولة.
وكان فراس الجندي وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة قال في مؤتمر صحفي بمدينة إدلب، إن أكثر من مائة مدني قتلوا وأصيب أكثر من خمسمائة, غالبيتهم أطفال,  في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات نظام الأسد الثلاثاء الموافق 4 إبريل على مدينة "خان شيخون" في ريف إدلب, فيما نفت وزارة الدفاع الروسية أن تكون الطائرات الروسية قد شنت أي غارات على ريف إدلب صباح الثلاثاء.
ونقلت "الجزيرة" عن أطباء في ريف إدلب, قولهم إن أعراض المصابين تدلل على استخدام غاز السارين السام، وإن عدد القتلى مرشح للزيادة.
كما أكد ناشطون سوريون وفاة عائلات بأكملها اختناقا جراء استهداف خان شيخون بغازات سامة, في 15 غارة شنها نظام الأسد منذ صباح الثلاثاء.
وتداول نشطاء سوريون أيضا صورا على وسائل التواصل الاجتماعي توضح ضحية تخرج من فمه رغوة، بالإضافة إلى صور لرجال إنقاذ يرشون أطفالا شبه عرايا بالمياه وهم يتلوون على الأرض، كما شوهدت صور لجثث أطفال من عائلة واحدة, ونقلت كوادر طبية أيضا قصصا مأساوية، منها أن طفلا بقي وحيدا بعد أن قتلت عائلته بالكامل، وهو ما حدث كذلك مع رجل فقد جميع أسرته أيضا.
وفي تعليقه على المجزرة, قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن طائرات نظام الأسد استهدفت خان شيخون بغارات جوية مستخدمة صواريخ محملة بغازات كيميائية سامة تشبه أعراضها أعراض غاز السارين.
ووصف الائتلاف في بيان له ما جرى في خان شيخون بجريمة مشابهة لجريمة الغوطة الشرقية في ريف دمشق التي وقعت صيف 2013 وأودت حينها بحياة المئات.
وطالب الائتلاف مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة طارئة وفتح تحقيق فوري، واتخاذ ما يلزم من تدابير تضمن محاسبة المسئولين والمنفذين والداعمين والمتورطين وفق الفصل السابع.
وقال رئيس الدائرة الإعلامية للائتلاف أحمد رمضان أيضا في اتصال مع "الجزيرة" إنه لا بد من تفعيل المادة الـ21 من القرار الدولي رقم 2118 التي تنص على أنه في حال استخدام النظام السلاح الكيميائي فعلى مجلس الأمن أن ينعقد، وأن يتخذ القرار وفقا للفصل السابع الذي يجيز التدخل في الدول".
وقد ناشد مدير الصحة في إدلب منذر خليل المجتمع الدولي بالالتفات إلى الوضع الصحي والطبي الكارثي في خان شيخون، ومحاسبة مرتكبي الجرائم ضد المدنيين.
ورجح خليل أن يكون الغاز المستخدم في قصف المدينة مزيجا من غازيْ الكلور والسارين، مؤكدا أن المستشفيات لا تملك المعدات الكافية لاستقبال كل هذا العدد من المصابين دفعة واحدة.
ومن جهته, حذر الدفاع المدني في ريف إدلب من كارثة إنسانية، مؤكدا أن الطيران يستهدف مراكز الدفاع والنقاط الطبية في خان شيخون.
وقال وزير الصحة بالحكومة السورية المؤقتة فراس الجندي إن المستشفيات لم تتمكن من إسعاف المصابين بالغازات بسبب الاكتظاظ, وأضاف أن أعراض التسمم بالغازات الكيميائية كانت واضحة.
وفي تفاصيل المجزرة، قالت "الجزيرة", إنها بدأت بعدد من الصواريخ التي سقطت من طائرات نظام الأسد بين السادسة والسابعة صباحا على حي وادي النبع, الذي سقط عدد كبير من سكانه قتلى وجرحى, فتم نقلهم إلى المشافي القريبة، ولكن طائرات النظام عاودت ودمرت مشفى الرحمة الذي كان يقدم الإسعافات الأولية.
وفي إطار ردود الفعل على المجزرة, دعت كل من فرنسا وبريطانيا رسميا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بشأن هذا الهجوم الكيميائي الجديد في سوريا، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت في بيان له :"وقع هجوم كيميائي جديد وخطير هذا الصباح في محافظة إدلب.. المعلومات الأولية تشير إلى أن هناك عددا كبيرا من الضحايا بينهم أطفال.. أدين هذا التصرف الشائن".
وأضاف أيرولت "في ظل هذه التصرفات الخطيرة التي تهدد الأمن الدولي أدعو الجميع إلى عدم التملص من مسؤولياتهم، ومع وضع هذا الأمر في الاعتبار أطلب اجتماعا طارئا لمجلس الأمن".
من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده تندد بالهجوم الكيميائي على مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في سوريا، ووصفه بأنه جريمة ضد الإنسانية.
وأضاف أوغلو في تصريحات للصحفيين بمحافظة إسبرطة غرب تركيا أن استخدام أسلحة كيمائية يعرقل محادثات السلام السورية التي تجرى في أستانا في كازاخستان.
وتابع "يتشدقون ويقولون اتركوا الشعب السوري يقرر مصير الأسد، هل يمكن أن يبقى شعب على قيد الحياة مع مثل هذه الهجمات؟ هذه جريمة ضد الإنسانية، ويجب أن يعاقب مرتكبوها، لكن الغرب سيتجاهل الأمر كعادته، مثل هذا الهجوم يمكن أن يعرض مفاوضات أستانا للذهاب أدراج الرياح".
ومن جانبها, قالت مصادر بالرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان تطرق خلال الاتصال الهاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى الهجوم بالأسلحة الكيميائية الذي وقع في إدلب السورية مستهدفا مدنيين، وقال :"إن هذا الأمر غير الإنساني لا يمكن القبول به".
أما مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني فقد قالت إن بشار الأسد يتحمل "المسئولية الرئيسة" بعد مقتل عدد كبير من الأشخاص في هجوم يشتبه في أنه بالغاز.
وقالت موغيريني للصحفيين "الأخبار مروعة الثلاثاء، هذا تذكير مأساوي بأن الوضع على الأرض لا يزال مأساويا في عدة أنحاء بسوريا." وأضافت "من الواضح أن هناك مسئولية رئيسة من النظام السوري لأنه يتحمل المسئولية الرئيسة لحماية شعبه".
وبدورها، أدانت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا قصف مدينة خان شيخون بما يشتبه فيه بأنه سلاح كيميائي. وقالت إن "كل الأدلة تؤكد أن النظام السوري وحلفاءه والداعمين له هم المسئولون عن هذه الجريمة".
وأكدت المنظمة أن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها أسلحة محرمة دوليا في الصراع الدائر في سوريا، ودعت المجتمع الدولي إلى تفعيل الآليات المعتبرة في الأمم المتحدة من أجل حماية المدنيين ووقف المذابح بسوريا.
وغاز السارين السام هو أحد غازات الأعصاب الصناعية، وقد استعمل منذ العام 1938 في ألمانيا لقتل الحشرات، وهو مشابه لمجموعة من مضادات الحشرات المعروفة بالعضوية الفوسفاتية.
وسبق لقوات الأسد أن استخدمت غاز السارين أو غاز الأعصاب في حق سكان الغوطة الشرقية ومعضمية الشام في الغوطة الغربية يوم 21 أغسطس 2013، مما تسبب في مقتل أكثر من ألف شخص، أغلبهم من النساء والأطفال.
واعترفت سوريا لأول مرة بامتلاكها أسلحة كيميائية وبيولوجية في يوليو 2012، عندما قالت إنها يمكن أن تلجأ إلى استخدامها عندما تواجه هجوما خارجيا، لكنها تراجعت في وقت لاحق من نفس العام لتؤكد أنها لن تستخدم هذه الأسلحة ضد شعبها ولا حتى ضد إسرائيل.
وبعدما حصل في خان شيخون في 4 إبريل, نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر في جيش الأسد نفيه استخدام قوات الحكومة لمثل هذه الأسلحة، وقال إن الجيش "ليس لديه أي نوع من أنواع الأسلحة الكيميائية ولا يستخدمها، ولم يستخدمها سابقا", حسب زعمه.
ورغم بشاعة المجزرة التي وقعت في مدينة "خان شيخون" بريف إدلب في شمال غربي سوريا, إلا أن الحقيقة المخزية أنها ليست الأولى من نوعها, ولن تكون الأخيرة أيضا, في ظل صمت المجتمع الدولي على الجرائم الوحشية, التي يرتكبها نظام بشار الأسد يوميا في سوريا لأكثر من ست سنوات, والتي لم يشهد لها التاريخ مثيلا.
ويبدو أن الفيتو الروسي سيكون جاهزا أيضا هذه المرة في مجلس الأمن الدولي لمنع إدانة نظام الأسد, كما حدث مرارا في السابق, وهو ما يؤكد أن مخطط إبادة الأغلبية السنية في سوريا وتغيير تركيبتها الديموغرافية, لن يتوقف حتى يحقق النظام السوري وحلفائه الإيرانيون والروس مرادهم.
ولعل الأنباء المتواترة حول السر وراء قصف "خان شيخون" بالأسلحة الكيميائية في هذا التوقيت, يؤكد أيضا صحة ما سبق, حيث عزا مراقبون هذه المجزرة الجديدة إلى فشل نظام الأسد وحلفائه في دخول مدينتي معردس وحلفايا بريف حلب الشمالي القريبتين من خان شيخون، رغم الغارات التي تشنها يوميا الطائرات الروسية وطائرات نظام الأسد في المنطقة.
ونفذت قوات الأسد هجمات بالأسلحة الكيميائية والسامة المحرمة دوليا في مختلف مناطق سيطرة المعارضة، بلغت أكثر من 140 هجوما، وخلفت مئات القتلى والجرحى. وكان آخرها في مدينة خان شيخون التي استخدم فيها غاز السارين.
وهذه أبرز الهجمات التي استخدم فيها السلاح الكيميائي في سوريا:
مارس 2013: استخدم غاز السارين في خان العسل بحلب، وراح ضحيته 20 قتيلاً و80 مصاباً، بينهم مدنيون وجنود من قوات النظام. ويعتقد أن قوات النظام قامت وقتها للمرة الأولى بتجربة غاز الأعصاب على نطاق ضيق في منطقة موالية للنظام، حتى تلصق التهمة بالمعارضة باستخدام الغازات السامة.
21أغسطس 2013: استخدمت قوات النظام غاز السارين في قصفها للغوطة الشرقية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1500 شخص، وإصابة أكثر من خمسة آلاف آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، في أشهر هجوم بالسلاح الكيميائي، وتسبب في إدانة عالمية لنظام الأسد، جاءت من قبل أكثر من 12 منظمة مستقلة، وست حكومات لدول كبرى.
23 ديسمبر 2013: هجوم بغاز "بـ ز" (BZ ) على حمص، وهو مصمم ليسبب الارتباك والذهول والهلوسة، ويوصف بالسام من طرف وكالة حظر السلاح الكيميائي، ومحظور استخدامه للأغراض العسكرية، مع العلم أن الجيش الأميركي هو من طوّر هذا السلاح.
فبراير 2014: أصدرت لجنة "تقصي الحقائق" التابعة لمجلس حقوق الإنسان، بياناً يقول إن غاز السارين استخدم في مناسبات متعددة في سوريا، وإن الهجوم على خان العسل يحمل بصمات مشابهة لما حدث في الغوطة، والأمم المتحدة لم تحدد مرتكبي الهجمات.
29 إبريل 2014: استخدم غاز السارين مرة أخرى في سراقب بريف إدلب، وبعد فترة قصيرة اعتبرت الأمم المتحدة سراقب واحدا من خمسة مواقع اختبرت هجمات بغاز الأعصاب، بما فيها خان العسل والغوطة الشرقية وجوبر وأشرفية صحنايا.
إبريل 2014: هجمات بأسطوانات ألقتها مروحيات النظام على بلدة كفرزيتا بريف حماة.
أكتوبر 2014: مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أكد استخدام غاز الكلورين عبر البراميل المتفجرة في كفرزيتا.
16 و31 مارس 2015: وجدت آثار من غاز الكلورين في هجمات متعددة بالبراميل المتفجرة على ريف إدلب.
مطلع إبريل 2015:الأمم المتحدة أصدرت البيان رقم 2209 يدين استخدام غاز الكلورين في سوريا، وهددت باستخدام إجراءات تحت البند السابع إذا استمر استخدام الكلورين.
14 إبريل 2015: نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريراً اتهمت فيه قوات النظام باستخدام عناصر كميائية -بما فيها الكلورين- في موجة من ست هجمات على إدلب.
29 فبراير 2016: النظام السوري استهدف مواقع للمعارضة بقنابل محملة بغاز يعتقد أنه سام تسببت في حالات اختناق لعناصر بالمعارضة في عربين بريف دمشق.
أغسطس 2016: مروحيات النظام السوري تلقي براميل متفجرة تحوي أسطوانات تحمل غازا ساما علي حي سكني في سراقب بريف إدلب. وأدى القصف إلى إصابة نحو 30 شخصا بأعراض منها صعوبة في التنفس.
10 أغسطس 2016: الطيران المروحي يلقي براميل متفجرة تحوي غازا ساما على حي الزبدية في حلب، مما أدى إلى مقتل طفل وإصابة آخرين بصعوبة في التنفس وسعال.
4 إبريل 2017: قوات الأسد ترتكب مجزرة جديدة في مدينة خان شيخون بريف إدلب، حيث استخدمت غاز السارين السام، ما خلف مقتل أكثر من مائة مدني، بينهم 25 طفلا على الأقل , وأكثر من خمسمائة مصاب معظمهم من الأطفال، حسب ما أكدت مديرية صحة إدلب.
========================
 
«لا تصدُّقوه».. نيويورك تايمز تكشف: هذه أكاذيب ترامب بشأن سوريا
 
http://www.tahrirnews.com/posts/716449/أخبار+العالم++نيويورك+تايمز++دونالد+ترامب++سوريا+
 
أدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الهجوم الكيماوي الذي وقع أمس الثلاثاء على قرية خان شيخون بإدلب السورية، وألقى باللوم في ذلك على إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لعدم التدخُّل بشكل أكبر في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، مُعارضًا بذلك تصريحاته ونصيحته السابقة. وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، عن كذب وتناقض في تصريحات ترامب بشأن الأزمة السورية، وذكرت قول ترامب في بيان نشره البيت الأبيض: "الهجوم الكيماوي اليوم في سوريا ضد الأبرياء، بمن فيهم النساء والأطفال، أمر يستحق الشجب ولا يمكن تجاهله من قبل العالم المتحضر". وتابع، أن هذه الأعمال الشنيعة التي يقوم بها نظام بشار الأسد هي نتيجة لضعف الإدارة السابقة وتقلبها. وأضاف بيان البيت الأبيض: "قال الرئيس أوباما في 2012، إنّه سيُنشئ خطًا أحمر ضد استخدام الأسلحة الكيماوية ولكنه لم يفعل شيئًا، وتقف الولايات المتحدة إلى جانب حلفائها حول العالم في إدانة هذا الهجوم الذي لا يُطاق".
ولكن من المثير للدهشة، أنّ ترامب دعا كثيرًا إلى عدم فعل شيء تجاه الأزمة في سوريا، مُصرًا أنّها ليست مشكلة أمريكا. قبل ترشُّحه في 2013، استنتجت إدارة أوباما أنّ حكومة الرئيس السوري بشّار الأسد، استخدمت أسلحة كيماوية في الهجوم الذي قتل مئات الأشخاص في ضواحي دمشق، وفي ذلك الوقت اعتقد الخبراء أنّ أوباما كان يتخلّى عن فكرة الخطأ الأحمر التي هدّد بها لمعاقبة الأسد على نشر أسلحة كيماوية. وذكر ترامب موضوع الخط الأحمر في تغريدة له على موقع تويتر حيث كتب: "السبب الوحيد وراء محاولة أوباما للهجوم على سوريا، هو حفظ ماء وجهه بخصوص تصريح "الخط الأحمر" الغبي الذي صرّح به، لا تهاجم سوريا، ولكن أصلحوا الولايات المتحدة الأمريكية". وفي أكثر من عشرة تغريدات على مدار عامي 2013 و2014، كرّر ترامب نصيحته، مُشددًا على أنّ سوريا ليست مشكلتنا، ناصحًا أوباما بعدم مهاجمة سوريا، والبقاء خارج المشكلة. شاهد أيضا فرنسا: هجوم سوريا كان اختبارًا لإدارة ترامب روسيا تدافع عن الأسد في هجوم إدلب وتدخل في صدام مع ترامب مجلس الشيوخ يصوت لتثبيت مرشح ترامب في المحكمة العليا ومنذ بداية حملته الانتخابية، رفض ترامب، النداءات المتكررة باستخدام القوة ضد حكومة بشّار الأسد، وأيّد دعم روسيا للرئيس السوري. أثناء الحملة الانتخابية وقال ترامب في مقابلة مع CNN في سبتمبر 2015: "لديكم الآن روسيا في جانب الأسد، والتي تريد التخلُّص من داعش مثلما نريد نحن، إذا لم يكن أكثر؛ لأنّهم لا يريدونهم القدوم إلى روسيا، دعوا سوريا وداعش يحاربون، لماذا قد نهتم بهم؟". وفي مقابلة مع MSNBC في مايو 2016، قال ترامب: "الولايات المتحدة لديها مشاكل أكبر من الأسد، لو كان الأمر بيدي لبقيت خارج سوريا، ولن أحارب بمثل هذا القدر لصالح الأسد أو ضد الأسد". ورفض ترامب بشدة أي هجمات على سوريا، حتى أنّه اختلف مع زميله ونائبه الذي اختاره في حملته الانتخابية، مايك بنس، الذي قال بعد مناظرة نائبي الرئيس في أكتوبر، إنّه يدعم الهجمات على الأسد، قال ترامب وقتها: "أنا أختلف معه". وانتقد ترامب، خلال الانتخابات العامة، موقف هيلاري كلينتون وباراك أوباما، حينما صرّحا بأنّهما يريدان تغيير فوري للنظام في سوريا. وأدان ترامب أيضًا مواقف حملة كلينتون من سوريا - كانت قد أدانت تدخل روسيا فى الحرب ودعت إلى إقامة منطقة حظر جوي- وقال ترامب -عدّة مرات- إنّ سياساتها سوف تؤدي إلى قيام الحرب العالمية الثالثة. بعد انتخابه رئيسًا في مقابلة مع نيويورك تايمز، قال ترامب: "أعتقد أنّ التدخُّل كان غلطة كبرى، ويجب علينا حلّ مشكلة سوريا؛ لأننا سوف نستمر فقط في القتال، ولديّ وجهة نظر مختلفة عن الجميع بشأن سوريا".
========================
واشنطن بوست: لماذا يمتلك الأسد الجرأة في استخدام الغازات السامة؟
 
http://www.islamtoday.net/ein/artshow-15-237649.htmمن جديد، يشاهد العالم صوراً مروِّعة تخرج من
 
أثارت هذه المشاهد المؤلمة غضبَ العالم، فانهالت التنديدات من مختلف الدول، بعضها تطالب بتحقيق، وأخرى تتهم النظام وتدعو لمعاقبته، على الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي تُستخدم فيها مثل هذه الأسلحة في سوريا.
الجرأة على تكرار استخدام أسلحة محرمة ضد مدنيين في سوريا تطرح تساؤلات حول ضعف موقف القوة الأكبر في العالم، تجاه تصرفات كهذه، ما دفع صحيفة واشنطن بوست الأميركية لتسليط الضوء على صعوبة الموقف داخل المكتب البيضاوي، بغضِّ النظر عن شخص الرئيس.
 
تكتيك النظام
الصحيفة ترى أن مثل هذه الغارات تكتيكاً من النظام لإضعاف الروح المعنوية للمعارضة الواهنة بصورةٍ أكبر. وقال إميل الحكيم، مُحلِّل شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، لصحيفة واشنطن بوست: "يعتقد الأسد، وهو اعتقادٌ معقول، أنَّ السلوكيات العسكرية تصب في صالحه. وباستخدامه للأسلحة الكيماوية وغيرها من الأسلحة، فإنَّه يُظهِر عجز الفاعلين الدوليين".
لكن في واشنطن، اختارت إدارة ترامب في البداية أن تُلقي باللائمة على سابقتها، إدارة أوباما، في إشارةٍ أخرى إلى أنَّ البيت الأبيض يتعامل براحةٍ كبيرة للغاية، كما لو كان لا يزال يُدير حملةً انتخابية، وليس القوة العُظمى الوحيدة في العالم.
وقال المُتحدِّث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر: "إنَّ الهجوم الكيماوي اليوم في سوريا ضد الأبرياء، بما في ذلك النساء والأطفال، أمرٌ يستحق الشجب، ولا يمكن للعالم المُتحضِّر أن يتجاهله. إنَّ هذه الأعمال الشنيعة التي يقوم بها نظام بشار الأسد هي نتاج ضعف الإدارة السابقة وتردُّدها".
وأضاف سبايسر، مُتحدِّثاً في مؤتمرٍ صحفي: "قال الرئيس أوباما في 2012 إنَّه سيضع خطاً أحمر ضد استخدام الأسلحة الكيماوية، ولم يفعل شيئاً بعد ذلك. إنَّ الولايات المتحدة تقف مع حلفائنا في جميع أنحاء العالم لإدانة هذا العمل غير المُحتمل".
ويُعَد ذلك موضوعاً غريباً كي تختار إدارة ترامب توجيه الانتقاد لإدارة أوباما فيه. ففي 2013، فكَّرت إدارة أوباما في ردٍّ عسكري، بعدما قتل هجومٌ كيماوي مزعوم للنظام على أحياء خاضعة للمعارضة في ضواحي دمشق أكثرَ من ألف شخص. ودفعت الضغوط الدولية المتزايدة في ذلك الوقت الأسد إلى الموافقة على التخلُّص من برنامجه للأسلحة الكيماوية.
وستطارد حقيقة أنَّ أوباما اختار التراجع عن مواجهة نظام الأسد، الذي يُزعَم أنَّه استخدم أسلحةً كيماوية عدة مرَّات في السنوات التالية، إرث الرئيس السابق إلى الأبد. وقد انتقده الجزء الأكبر من مؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن بسبب ذلك. لكنَّ ترامب في 2013، وكان آنذاك مواطناً عادياً لديه نفس الأصابع التوَّاقة إلى التغريد على تويتر، كان معارِضاً للتدخُّل الأميركي في سوريا.
وغرَّد ترامب آنذاك قائلاً: "علام سنحصل من قصف سوريا، بخلاف المزيد من الدَّين والصراع الذي ربما يطول؟ أوباما يحتاج إلى موافقة الكونغرس".
 
وقال في تغريدةٍ أخرى: "من جديد، إلى رئيسنا الأحمق للغاية، لا تهاجم سوريا، وإذا فعلت، ستحدث الكثير من الأمور السيئة للغاية، ولن تحصل الولايات المتحدة على شيءٍ من هذه المعركة!".
 
وفي تغريدةٍ ثالثة: "الرئيس أوباما، لا تهاجم سوريا. ليس ثمة جانب إيجابي في ذلك، بل جوانب سلبية هائلة. احتفظ بـ"ذخيرتك" ليومٍ آخر (أكثر أهمية)".
 
والمفارقة هي أنَّ موقف ترامب من الصراع السوري ليس بعيداً كثيراً عن أوباما، على الرغم من أنَّه أكثر وضوحاً في عدم اكتراثه بمحنة اللاجئين السوريين. فقد طالبت الإدارة السابقة برحيل الأسد، لكنَّها لم تقم بشيءٍ يُذكَر من أجل الدفع فعلياً لتغيير النظام، خوفاً من أن يؤدي أي انخراطٍ أعمق في الصراع السوري إلى حدوث نفس الانتكاسة والفوضى التي ضربت العراق بعد الغزو الأميركي في 2003. وفي الوقت نفسه، أكَّد ترامب في عدّة مناسباتٍ على أنَّه ليس مهتماً بعمليات بناء الأمة، أو فرض تغيير النظام في الشرق الأوسط. وأشار مساعدوه الأسبوع الماضي فقط، إلى أنَّ البيت الأبيض لا يعطي الأولوية لإزاحة الأسد عن السلطة.
وكتب أندرو إكسوم، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) خلال حكم أوباما، في مجلة ذا أتلانتيك الأميركية، أنَّه "لا أحد -ولا حتى الرئيس أوباما بقدر ما يمكنني أن أقول- كان راضياً عن نهج إدارة أوباما إزاء الصراع في سوريا. لكنَّكم إذا جمعتم كافة منتقدي أوباما في غرفةٍ واحدة، لن يتَّفقوا على بديلٍ واضح. إنَّ المشكلة هائلة بما فيه الكفاية لتخلط الحلول السهلة، وكل سياسة بديلة كانت لها نقاط خللٍ استراتيجية وأخلاقية".
وبدلاً من أن يتحمَّل ترامب الصداع الاستراتيجي لسوريا، وهو ما يصفه سبايسر بـ"الضعف والتردُّد" على جانب إدارة ترامب، يصلك الانطباع بأنَّه قد قرَّر أن يضعه جانباً لصالح موقفٍ عدائي، وتصعيدٍ مُطرَد للحملة العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وهذا نوعٌ من الحماقة التي قد تكون لها تكاليف عميقة، كما يتَّضح من عشرات المدنيين العراقيين الذين قُتِلوا بغارةٍ أميركية حديثة في مدينة الموصل.
وكتب إكسوم: "سيكون هذا الرئيس حكيماً ليتذكَّر ما كان سلفه يعرفه: الحرب هي أداةٌ سياسية معيبة للغاية".
وفي وقتٍ لاحق من يوم الثلاثاء، 4 أبريل/نيسان، أصدر وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، بياناً أكثر اتّزاناً أبرَزَ "الوحشية والبربرية السافرة" لنظام الأسد. ووبَّخ داعمي الأسد، روسيا وإيران، لعدم ضمان "امتثال" النظام بوقف إطلاق النار الذي كان من المفترض أن تضمناه، وقال إنَّهما "تتحمَّلان مسؤوليةً أخلاقية عظيمة" عن القتلى المدنيين السوريين.
هذا، وكما لاحظ مُحلِّلون، كان عدم تسجيل أي نقاطٍ سياسية في الداخل (أي عدم توجيه أي انتقادات داخلية والتركيز على الجوانب الخارجية) رسالةً أكثر ذكاءً من تيلرسون في مواجهة التحدّي المُعقَّد. لكن إلى الآن، يبدو رئيسه راغباً في تجاهل هذا التعقيد تماماً.
(هافينغتون بوست عربي )
========================
 
واشنطن بوست: هل يتحول غضب ترامب إلى فعل جوهري في سوريا؟
 
http://klj.onl/Z2wVbCh
 
تساءلت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية هل سيتحول غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على نظام بشار الأسد، إلى فعل جوهري، عقب الهجوم الكيمياوي على خان شيخون في إدلب.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما جرى في سوريا يمثل أول اختبار وتحد حقيقي لإدارة ترامب وسياسته الخارجية، خاصةً أن سيد البيت الأبيض الجديد كان قد رفع شعار "أمريكا أولاً"؛ غير أن التصريحات الصادرة منه عقب الهجوم، كانت ذات نبرة عالية ومختلفة كثيراً عما سبقها من تصريحات تجاه نظام الأسد والوضع في سوريا بشكل عام.
وكان ترامب قد أصدر بياناً، الأربعاء، حول المجزرة التي وقعت في خان شيخون، واصفاً إياه بـ"الهجوم الوحشي والمروع من قبل نظام بشار الأسد ضد الأبرياء، الذين كان من بينهم نساء وأطفال صغار".
ورداً على سؤال بأنه يعتبر ما جرى تجاوزاً للخط الأحمر، قال ترامب: إن "النظام السوري تجاوز الكثير من الخطوط الحمر".
ورغم الحديث الصريح الذي أدلى به ترامب، وموقفه من هجوم خان شيخون، فإن الهجوم يمثل مشكلة خاصة لفلسفة ترامب وسياسته الخارجية، صحيح أن الهجوم من وجهة نظر ترامب يسيء إلى قيم أمريكا، وينتهك قواعد السلوك الدولية، بحسب الصحيفة، إلا أنه لا يشكل تهديداً مباشراً لأمن أمريكا ومصالحها الاقتصادية.
ترامب ذكر خلال لقائه بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في البيت الأبيض، أن الصور التي شاهدها في التلفاز، تجبره على إعادة النظر في بعض الأفكار الأساسية التي كان يراها حول دور الولايات المتحدة في العالم.
وتقول الصحيفة إن السؤال الأكبر الآن: "إلى متى يستمر شعور ترامب بالغضب؟ وهل سيؤدي هذا الغضب إلى عمل جوهري؟".
يقول كوري شيك، الباحث في جامعة استانفورد، ومسؤول سابق في إدارة جورج بوش، إن الرئيس أدلى ببيان حول الأسد مغاير بنسبة 180 درجة لسياسته الفعلية، وربما يكون هذا البيان سقطة من قبل الرئيس الذي يستجيب بسرعة للاستفزاز؛ ومن ثم فإنه قد لا يكون موقفاً لسياسته على المدى البعيد.
قبل أقل من أسبوع من الهجوم بالأسلحة الكيمياوية، قال وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، وأيضاً سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هالي، إن إدارة بلادهم ستولي أهمية أكبر لمحاربة تنظيم الدولة، ولم تعد مسألة إزاحة الأسد تتصدر اهتمامات واشنطن.
وفي أعقاب الهجوم الكيمياوي مباشرة، ألقى الرئيس ترامب باللوم على سلفه باراك أوباما، "الذي وضع خطوطاً حمراء للنظام السوري، إلا أنه لم ينفذها عندما تجاوز النظام تلك الخطوط"، واعتبر بيان ترامب عقب الهجوم مباشرة أنه "يمثل نتيجة مباشرة لضعف أوباما".
وكانت الإدارة الأمريكية عقب مجيء ترامب إلى البيت الأبيض قد وعدت بإجراء مراجعة شاملة لسياساتها في كل من العراق وسوريا، وقد أوكلت المهمة إلى وزير الدفاع جيم ماتيس، كما يجري حالياً استعراض مماثل لسياسة أمريكا تجاه كوريا الشمالية التي أعلنت إطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى.
وبخصوص ما ورثه ترامب من حقبة سلفه أوباما وأنه قد يجعله يغير نظريته "أمريكا أولاً" نحو سياسة خارجية تقليدية، فالأمر على ما يبدو بحاجة إلى عدة أشهر، فترامب أظهر ميلاً واضحاً نحو تغيير معايير السياسة الخارجية الأمريكية، فهو- على سبيل المثال- أبدى تأييداً واضحاً للأنظمة الشمولية المستقرة على حساب نشر الديمقراطية، كما كان ذلك واضحاً خلال استقباله للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، "رغم ملف الانتهاكات الصارخ في مصر، وقيادة السيسي لحملة قمع وحشية ضد معارضيه"، بحسب الصحيفة.
وفي السياق، تقول الواشنطن بوست، إن الهجوم الذي وقع في سوريا سيلقي بمزيد من المسؤولية الأخلاقية على كاهل ترامب، باعتباره زعيم القوة العظمى الوحيدة في العالم.
تقول دانيال بليتكا، نائبة رئيس معهد المشاريع الأمريكية: "ما زلت أحاول أن أفهم تصريحات البيت الأبيض حيال ما جرى في سوريا، هل هي مجرد تصريحات وخطابات أم أن هناك تغييراً فعلياً في موقف ترامب؟".
ويرى محللون أن هذا الارتباك الذي بدأ به البيت الأبيض عقب الهجوم الكيمياوي في سوريا، يدل على أن إدارة ترامب لم تقرر إلى الآن ما عليها فعله، كما أن هناك رغبة داخل أجنحة في البيت الأبيض بضرورة مراجعة معايير السياسة الخارجية.
وتشير الصحيفة إلى أن ترامب ترك الباب مفتوحاً حيال ما يمكن أن يفعله، سواء في سوريا، أو حتى في كوريا الشمالية، حيث قال: "لن أفصح عما سأقوم بفعله، ولكني أقول إن العالم فوضى، ورثت الفوضى".
========================
 
وول ستريت جورنال : الحرب السورية أنتجت رابح وحيد..”حزب الله
 
http://www.aflakmohammed.net/?p=22846
 
🔹تحت عنوان “الحرب السورية انتجت رابح واضح: حزب الله” نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تقريراً أكدت فيه على قوة واستقلالية حزب الله.
🔹وعرضت الصحيفة تاريخ حزب الله وظروف تأسيسه لقتال الإحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان ثم انخراطه في الحرب السورية وقالت: “بعد سنوات من الإنخراط المتصاعد في الحرب، بما في ذلك تدريبه لآلاف العناصر، “حزب الله” الآن أقوى، وأكثر استقلالية كما يقود مجموعة سورية جديدة جاهزة للتدخّل في صراعات أخرى في المنطقة”.
🔹وتحدثت الصحيفة عن التأثير الإجتماعي السياسي الدائمين للحزب في سوريا، حيث يقومون بتثبيت مناطق تأثيرهم ويدربون عناصر جدد كما أنهم أنشؤوا فرعًا سوريًا من “كشافة الإمام المهدي”.
🔹واعترفت الصحيفة بأن قوة “حزب الله” العسكرية زادت بشكل ملفت خلال دعمه للنظام والجيش السوري، بالإضافة إلى الخبرة التي اكتسبها من خلال قتاله إلى جانب القوات الروسية، و بحسب الصحيفة قال مسؤولون عرب وأميركيون، يراقبون تحرّكات الحزب إنّه هو من وضع خطّة معركة حلب، التي نفذتها قوات روسية وسورية في ما بعد.
🔹ونقلت الصحيفة عن أندرو إكسوم، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق لشؤون الأمن الدولي أشتون كارتر قوله أنه “من الصعب أن ترى تقدمًا في صفوف الإستخبارات أو الجيش السوري، من دون لمسات “حزب الله” أو إيران”.”
🔹والتفتت الصحيفة إلى أن الحزب بدأ يحظى باعترافات دولية، “بالرغم من معاداته لإسرائيل، وتصنيف الذراع العسكرية لحزب الله منظمة “إرهابية”، فقد شارك في مفاوضات رعتها روسيا، لدى خروج المسلحين من حلب، وعندما أرسلت الصين مبعوثًا خاصًا الى سوريا، زار لبنان في كانون الأول الماضي، وخصّص وقتًا للقاء مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله”. بالإضافة إلى أن “الحزب حصل على أسلحة روسية وسورية، مثل صواريخ ياخونت الروسية الصنع، بحسب مسؤول سابق في الخارجية الأميركية. ”
🔹وذكرت الصحيفة قوة الحزب في الداخل اللبناني أيضاً إذ أصبح لديه وزراء في الحكومة اللبنانية قبل الحرب السورية حتى.
🔹بالإضافة إلى ذلك، قالت الصحيفة أن حزب الله سيكون أقوى بعد الحرب في سوريا، إذ أصبح لديه خبرة واسعة في مجال إعادة الأعمار بعد ما مر به في حرب تموز 2006، ونقلت عن خبراء الشرق الأوسط توقعاتهم بأن الحرب السورية شارفت على نهايتها مع بقاء بشار الأسد في الرئاسة كما نقلت تقديرات البنك الدولي بأن سوريا ستحتاج إلى 180 مليار دولار لإعادة إعمارها.
🔹كما نقلت الصحيفة قلق مسؤولون أميركيون وإسرائيليون من تزايد قوّة “حزب الله” الذين يخشون من فتح جبهة جديدة في الجولان خاصة بعد إعلان الحزب عن تشكيل “جبهة تحرير الجولان” في سوريا.
وبحسب الصحيفة يراقب مسؤولون أميركيون وإسرائيليون تزايد قوّة “حزب الله” بقلق، إذ يخشى الجانبان أن يستفيد الحزب من تجنيد السوريين من أجل الضغط على إسرائيل من جبهة جديدة في الجولان، التي تحتلها إسرائيل منذ 50 عامًا. خاصة أن الحزب، أعلن في شهر آذار الماضي عن تشكيل “جبهة تحرير الجولان” ومقرّها سوريا
========================
 
كوري تشيك - (فورين بوليسي) 29/3/2017 :ترامب لديه استراتيجية لتدمير "داعش" -وهي تعمل
 
http://www.alghad.com/articles/1537142-ترامب-لديه-استراتيجية-لتدمير-داعش-وهي-تعمل
كوري تشيك - (فورين بوليسي) 29/3/2017
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
كان إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يشكل أولى أولويات المرشح الرئاسي الأميركي ترامب في مجال الأمن القومي، وظل يشكل واحدة من القليل من القضايا السياسة التي ظل ثابتاً إزاءها. وبينما كان ادعاؤه بأن لديه خطة سرية -وأن الإبقاء عليها قيد السرية هو استراتيجية جيدة- شيئاً مضحكاً بالنسبة لخبراء الأمن القومي، فإن أهداف سياسته كانت وما تزال ثابتة. يجب أن يتركز الجهد الأميركي على محاربة "داعش". ولم يكن هدف تغيير النظام للإطاحة ببشار الأسد من سدة السلطة أقل موضوعية فقط، وإنما له أثر عكسي على إقامة دولة سورية مستقرة تمنع الإرهاب، كما أنه مكلف جداً على ضوء دعم روسيا وإيران للنظام. ويجب أن يُمنح الاستقرار الأولوية على المساعدات الإنسانية أو تعزيز الديمقراطية. ويجب تهدئة روسيا، وتحتاج مصالحها إلى الدعم.
ادعى الرئيس: "إننا سنقوم بإرسال كبار جنرالاتي وإعطائهم توجيهاً بسيطاً. سوف تكون لديهم فترة ثلاثين يوماً حتى يسلموا للبيت الأبيض خطة لإلحاق هزيمة ماحقة وسريعة بداعش". وبينما مر ذلك الموعد النهائي، إذا توخينا الدقة، من دون موافقة رسمية واضحة، فقد كانت وزارتا الخارجية والدفاع الأميركيتان تمنحان الأولوية حقاً لهزيمة تنظيم "داعش". وقد جعل وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، أول حدث دولي كبير له جمع أعضاء التحالف الدولي الذي يحارب "داعش"، معززاً بذلك رسالتي الرئيس بأن هذا الشأن هو أعلى أولويات الإدارة في مجال الأمن القومي؛ وأن "الولايات المتحدة ستزيد من ضغطها على داعش وعلى تنظيم القاعدة وستعمل على تأسيس مناطق استقرار مؤقتة، من خلال عقد اتفاقيات لوقف إطلاق النار، من أجل السماح للاجئين بالعودة للوطن".
وكان وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، قد اجتمع في وقت سابق مع شركاء من الشرق الأوسطيين، وتم اتخاذ عدد من القرارات التي ترمي إلى تقوية القوات المشاركة في القتال: زيادة عديد الجنود والمجندات الأميركيين المتواجدين في العراق وسورية، وإعادة تعريف مهمة تقديم المشورة العسكرية، والمساعدة لوضع القوات الأميركية قريباً من خطوط المواجهة، وإنزال قوات أميركية بالمظلات لقطع الطرق المحيطة بالموصل، والحصول على موافقة رئاسية لمنح تخويل أكبر لإدارة العمليات، وتحويل مزيد من السلطة للقادة في الميدان.
بالنسبة للعديد من المراقبين، يشبه هذا النهج الناشئ استراتيجية الرئيس أوباما، سوى أنها حصلت على موارد أفضل. وهذا صحيح بشكل خاص بالنسبة الديمقراطيين، وإنما ليس الديمقراطيين فقط -حيث يوجه المحافظان كمبرلي وفريد كاغان الانتقاد نفسه في تقريرهما الصادر عن معهد المؤسسة الأميركية الخاص بسورية.
يخالطني الإحساس بأن الإدارة تبتعد في الحقيقة عن نهج أوباما، وترى لعبة أكبر قادمة على الطريق. وقد لا يكون البيت الأبيض قد وافق رسمياً على استراتيجية مناهضة لتنظيم "داعش" بعد، لكن خيارات فريق البيت الأبيض التدريجية تضيف إلى نهج متماسك يفترق عن نهج أوباما بأربع طرق مهمة.
 
أولاً، أنهم يمنحون الأولوية للسرعة
استشرفت استراتيجية أوباما حملة لمدة عام لهزيمة "داعش". وبينما تمتعت تلك الطريقة بميزة تحميل المسؤولية عن النتائج لبلدان المنطقة، وحفزتها على تطوير قدرة الحكم الضرورية لإضفاء الاستقرار على المناطق عندما تتم استعادتها، فقد دفعت الثمن الكبير جداً، الذي تمثل في حدوث الكارثة الإنسانية التي لحقت بالعراقيين والسوريين في المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش"، وتصعيد الضغط على الحكومات المجاورة التي تضطر إلى استقبال اللاجئين والتي يتهددها العنف، وتقسيم المعارضة المعتدلة في داخل سورية، ونشر المزيد من التطرف في داخل المجتمعات الغربية، وعدم رضا الجماهير في المنطقة عن جهودنا. وكما قال تيلرسون: "إن هدفنا النهائي في هذه المرحلة هو القضاء على داعش إقليمياً من خلال استخدام القوة العسكرية". وتقوم الخيارات التي اتخذها الرئيس ترامب بزيادة دراماتيكية في إيقاع العمليات، لدرجة أن البعض بدأوا في الإعراب عن القلق من أننا سنكون ضحايا نجاحنا في ميدان المعركة، حيث نكسب قبل أن يكون لدينا حلفاء وقوى لتثبيت الاستقرار.
ثانياً، أنهم يلزمون الولايات المتحدة بانخراط طويل الأمد
كان الرئيس أوباما قد أعطى الأولوية لعمل الحد الأدنى -تاركاً المسؤولية عن تحقيق النصر وإضفاء الاستقرار اللاحق للحلفاء المحليين. وقال بلهجة الراعي: "لا يمكن أن نريد ذلك أكثر منهم"، وكأن الرغبة والقدرة هما الشيء نفسه، وأدار ظهره لكل من الأراضي والحكم اللذين يفلتان من يد بغداد. وعلى النقيض من ذلك، قال ماتيس ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دنفورد صراحة في شهادتيهما أمام الكونغرس أنه على العكس من الانسحاب المتسارع لإدارة أوباما من المنطقة بعد انتهاء القتال ضد "داعش"، فإن الولايات المتحدة سوف تترك قوات لها في العراق لفترة طويلة من الوقت. وتعتبر الإشارة إلى التزامنا بالنتائج بدلاً من فرض مواعيد نهائية تعسفية تغيراً كبيراً في المنهج، والذي يقدم تطميناً تمس الحاجة إليه لأولئك الذين يشاركوننا أهدافنا.
ثالثاً، أنهم واضحون بخصوص أن الأولوية تكمن في تقديم المساعدة للبلدان التي نريدها أن تكسب الحروب الجارية
يبدو البيت الأبيض أقل تضارباً من إدارة أوباما فيما يتعلق بالميول السلطوية والخسائر المدنية، وسجلات حقوق الإنسان المحلية في مصر والسعودية والبحرين والبلدان الأخرى التي تقاتل فوضى التمرد، وزعزعة الاستقرار التي تثيرها إيران في الشرق الأوسط. وقد اختاروا على نحو يخلو من الغموض جانباً في القتال. وبينما سيثير ذلك مخاوف العديدين حول الخيارات المحلية وخيارات الحرب عند تلك البلدان، فإن وضع استراتيجية يكون مستحيلاً من دون تحديد الأولويات. وتشكل الدول المستقرة التي تعمل معنا من أجل اجتثاث الإرهاب أولوية الإدارة في الشرق الأوسط. وكما قال تيلرسون في اجتماع الائتلاف: "عندما يكون كل شيء أولوية، فإن أي شيء لن يكون أولوية. يجب أن نستمر في تركيز اهتمامنا على المسألة الأكثر إلحاحاً أمامنا".
رابعاً، أنهم يرسون الأرضية لائتلاف مناهض لإيران بمجرد حل مشكلة "داعش"
بينما كانت تقدم التنازلات في العديد من الأشياء، لم تكن إدارة أوباما مرنة أو واضحة فيما يتعلق بأسس التسوية مع الحلفاء الإقليميين الذين كانوا يعترضون سبيل حملتنا لإلحاق الهزيمة بـ"داعش". وبينما لا تبدو إدارة ترامب قد وجدت صيغة بعد للاتفاق مع تركيا حول دور القوات الكردية المشاركة في استعادة الرقة، فقد توصلت على ما يبدو إلى تحقيق إجماع على معظم القضايا الأخرى مع الحلفاء الإقليميين. وقد تأتي إعادة التمحور للدفع ضد إيران كمفاجأة غير مرحب بها لدى حلفاء الناتو وآخرين من الذين اجتمعوا حول تيلرسون في واشنطن في الأسبوع قبل الماضي، لكن ذلك كان تموضعا ذكياً. وثمة طريقة أخرى لوصف التموضع الذكي، هي وصفه بأنه استراتيجية جيدة.
 
========================
إيريك شوليغر – (جيوبوليتيكال فيوتشرز) :ميدان المعركة السوري الناشئ لمرحلة ما بعد "الخلافة"
 
http://www.alghad.com/articles/1537182-ميدان-المعركة-السوري-الناشئ-لمرحلة-ما-بعد-الخلافة
 
إيريك شوليغر – (جيوبوليتيكال فيوتشرز) 22/3/2017
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
القوى الإقليمية والدولية المتعارضة تتصارع من أجل السيطرة "الدولة الإسلامية" تضعف، وهو ما يعني أن علينا تأمل المستقبل الذي سيؤول إليه مجال نفوذ "الخلافة" المتراجع.  وسوف يخلق ضعف "داعش" فرصة للفصائل الأخرى المدعومة من قوى أقليمية لملء الفراغ الناجم. وتحاول الولايات المتحدة وروسيا الحد من تعرضهما وتأمين نفوذهما في الشرق الأوسط، لكن الفاعلين النهائيين في سورية سوف يمارسون نفوذهم داخل حدودها. وقد شخص فريقنا أربع قوى رئيسية في الشرق الأوسط: تركيا، وإسرائيل، وإيران والسعودية. ولدى الثلاث الأوائل مصالح عميقة في الكيفية التي تحتل بها الفصائل المختلفة مواقعها في ساحة معركة ما بعد الخلافة. وتقوم تركيا وإيران وإسرائيل بالاستعداد سلفاً لهذا، ويجب أن ندرس كيف ستؤثر هذه الديناميات على منطقة بلاد الشام.
منذ يوم الجمعة، 21 آذار (مارس) الماضي، تكشفت مجموعة من الأحداث التي توفر نافذة واضحة للنظر إلى دوافع القوى الإقليمية الرئيسية في سورية. فقد استخدمت إسرائيل القوة الجوية لشن هجوم على شحنة أسلحة لحزب الله خارج تدمر، وظهرت تقارير متضاربة حول الانخراط الروسي مع القوات الكردية في منطقة عفرين. وتستوجب هذه التقارير إلقاء نظرة أقر إلى أهداف اللاعبين الإقليميين في داخل مناطق نفوذ "داعش" المتقلصة.
سوف نبدأ بالدوافع والضرورات الإقليمية الخاصة بتركيا. ويترك تقاسم حدود طويلة مع سورية تركيا مكشوفة أمام تدفق الحروب المختلفة التي تحدث في حلبة المعركة السورية. ويشعر الأتراك بالقلق من أن يكون الأكراد السوريون مستفيدين رئيسيين من خسران "داعش" للأراضي. وتختلف أنقرة مع واشنطن مسبقاً حول اعتماد الولايات المتحدة على قوات سورية الديمقراطية التي يقودها الأكراد. وفي الفترة الأخيرة، أوصل متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية قصة إلى الإعلام الغربي، والتي تقول إن روسيا كانت تقدم الدعم للأكراد السوريين من خلال قاعدة في شمال غرب سورية. وقد أنكرت روسيا هذه المزاعم، بينما التزمت الولايات المتحدة الصمت. ويخبرنا ذلك عن روسيا والولايات المتحدة أقل مما يفعل عن السرد الذي يحاول الأكراد بناءه. إنهم يحاولون إظهار أنهم قوة مقاتلة مدعومة دولياً ولاعب دولة مشروع. وتحاول وحدات حماية الشعب الكردية أن تبدو أكثر صلة وأهمية في وجه أهميتها المتراجعة.
تجاوز الأكراد فائدتهم بالنسبة للولايات المتحدة، ولم يكونوا مفيدين أبداً بالنسبة لروسيا. وفي نظر كل من أميركا والولايات المتحدة، سيكون على روسيا أن تتحمل مسؤولية أكبر في سورية من أجل تأمين حدودها. وكان الأكراد أداة حيوية لتحقيق مكاسب في الأراضي ضد "داعش"، لكنهم ليسوا شريكاً حيوياً على المدى الطويل لأي من الولايات المتحدة أو روسيا. لكنهم يظلون مع ذلك وسيلة ضغط قوية في تحفيز تركيا.
كما هو الحال دائماً في الجغرافيا السياسية، تتوفر الفرصة إلى جانب الأزمة. وهدف تركيا هو قمع الطموح الكردي، ولتحقيق ذلك، أدخلت أنقرة قوات برية إلى شمال سورية. وتبقى أعداد القوات التركية أقل كثيراً من العمل بشكل حاسم، وهي تحاول أن تحقق أهدافها بأقل قدر من التعرض. وفي حين تفهم تركيا أنها لن تتخلص من الأكراد السوريين، فإن قواتها البرية تعمل على منع النفوذ الكردي من النمو. وتملي الدوافع التركية ضرورة تحقيق وإدامة مستوى من السيطرة الإقليمية في سورية. ونظراً إلى أن القوات التركيا موجودة مسبقاً على الأرض في سورية، فإنه يرجح أن تعمل تركيا على ملء قسم من فراغ السلطة لما بعد خلافة "داعش". ومع ذلك، ليست تركيا هي القوة الإقليمية الوحيدة الصاعدة في الشرق الأوسط، والتي لها طموحات في منطقة شرق المتوسط. فهناك إيران التي تدرس أيضاً كيفية المضي قدماً بينما يفقد "داعش" حيازاته من الأراضي.
نظرت حركة حزب الله الإسلامية الشيعية المدعومة من إيران إلى الانتفاضة المسلحة في سورية كتهديد وجودي. ويشكل نظام الرئيس السوري بشار الأسد فاعلاً حاسماً في تمكين الدعم الإيراني لحزب الله. ويسمح النظام لطهران بتقديم المواد والدعم المالي لوكليها في لبنان. ولو تمت الإطاحة بالنظام السوري، فإن الدولة الشيعية الموالية إيران في العراق ستصبح مكشوفة أيضاً بالمقدار نفسه أمام حركة سنية عابرة للحدود. وهذا هو السبب الذي جعل إيران تواصل دعمها لنظام الأسد والجيش العربي السوري خلال كامل الأزمة من أجل الحفاظ على مجال نفوذها في الجبهة الغربية.
بين انتصار النظام الأخير على الثوار في حلب والانهيار الوشيك لعاصمة "داعش" في الرقة، تأمل إيران في أن تركيا في أن ترى عودة لاستثماراتها العسكرية والاقتصادية والسياسية في سورية منذ العام 2011. وأكثر من ذلك، يتطلع حزب الله قدُماً إلى الخروج منتصراً من حرب أهلية دموية يتمرغ فيها الآن. وسوف يستفيد حزب الله وإيران من أفول "داعش"، لكن هذه المكاسب تعمل على توتير إسرائيل.
من وجهة نظر إسرائيل، يجب وقف نفوذ إيران من خلال حزب الله في سورية. وفي حين تتجه بشكل واضح نحو عدم التورط المباشر، أبقت إسرائيل عيناً عن كثب على الحرب الأهلية السورية المتطورة، خاصة فيما يتصل بكيف يمكن أن يسمح الصراع لحزب الله بأن يصبح تهديداً أكبر لإسرائيل. ويشكل الجهاديون السنة الآخرون ("داعش"، والقاعدة ومعظم جماعات الثوار) أعداء خطابيين لإسرائيل، لكن لديهم في الممارسة أهدافاً أكثر ضغطاً وأهمية. ويشكل حزب الله قوة مؤسسية أظهرت قدرة على إيقاف إسرائيل، كما حدث في حرب العام 2006. وهذا هو السبب في أن جيش الدفاع الإسرائيلي نفذ من وقت لآخر غارات جوية في سورية لضمان أن لا يضع حزب الله أيديه على أسلحة أكثر تطوراً، خاصة الصواريخ التي يمكن أن تهدد الهيمنة الجوية الإسرائيلية.
لتحقيق هذه الغاية، نفذت إسرائيل مؤخراً ضربات جوية ضد قافلة تحمل شحنة أسلحة خارج تدمر. وكانت هذه أعمق ضربة إسرائيلة حتى الآن في داخل سورية. ومع ذلك، كان هدف الضربة شحنة أسلحة متجهة إلى معقل حزب الله في لبنان. وفي حين لا تريد إسرائيل أن تملأ فراغ القوة القادم، فإن عليها تدبر أمر التهديدات القادمة من حزب الله المتحالف مع حزب الله. ويحتل حزب الله مسبقاً حيزاً يعتد به في لبنان إلى الشمال من إسرائيل، وقد أثبت مؤخراً أنه قادر على استخدام الفضاء السوري لتسليح نفسه. وسوف تواصل إسرائيل إدارة التهديد من بعيد بينما تتعقب بحذر وجود حزب الله في سورية.
الآن، أصبحت "الدولة الإسلامية" تحت خطر فقدان حيازاتها من الأراضي في سورية والعراق. لكن ذلك لا يعني مع ذلك وضع نهاية للصراع في المنطقة، كما لا يعني وضع نهاية للتطرف الإسلاموية السني. وقد ذكرت تقارير مؤخراً عن التفجيرات التي نفذهتها مجموعة "هيئة تحرير الشام"، التي تشكل التجسد الثالث لتنظيم "جبهة النصرة"، الفرع السوري لتنظيم القاعدة. وتنخرط ميليشيات مختلفة في صراع داخل-سني للظهور كطليعة الجهادية في أعقاب إضعاف "داعش". ومع ذلك، سوف تلعب القوى غير السنية دوراً أكبر في تشكيل النظرة المستقبلية لساحة المعركة السورية. ويشمل هؤلاء الأكراد، والنظام السوري وحزب الله. وسوف تشكل كل هذه القوى بدورها سلوك أصحاب المصلحة الإقليميين الرئيسيين، تركيا وإيران وإسرائيل.
إذن وعندما يتم القضاء على "داعش"، فإن ذلك سينهي الفصل الراهن فقط من الحرب التي تشع من سورية والعراق. وقد ناقشنا بعض الديناميات التي تنشأ من إضعاف "الدولة الإسلامية"، لكن فراغ السلطة المقبلة سوف تملؤه حتماً قوى إقليمية ودولية متعارضة، والتي تسعى إلى السيطرة على شرق أوسط ما بعد الخلافة.
========================
الصحافة البريطانية :
 
«التايمز»: حكوماتنا تكذب.. وتدعم المستبدين لأجل مصالحها
 
https://www.elshabab.net/world/102160/التايمز-حكوماتنا-تكذب-وتدعم-المستبدين-لأجل-مصالحها
 
قالت صحيفة "التايمز" البريطانية في افتتاحيتها، اليوم الأربعاء، إنّ رئيسة وزراء بــريــطـانــيــا تيريزا ماي، قالت في أول زيــــــارة لها إلى الــســعــوديـــة ستكون مثالًا لما يمكن للمرأة إنجازه.
وتُعلِّق الافتتاحية، قائلة: "من السهل التشكيك في هذا الكلام، فالهدف من زيــــــارة ماي هو التجارة والأمن وليس حقوق الإنسان، وقهر النساء في الــســعــوديـــة أكثر منه حتى في ديكتاتوريات الخليج الأخرى، لكن النهوض بحقوق الإنسان يبقى هدفًا دبلوماسيًا شديد الاهميةًا، وليس هناك سبب يدعو للشك في صدق رسالة ماي".
وتشير الصحيفة إلى أن "الحكومات الديمقراطية تكذب على نفسها، إن هي تعاملت مع الدول كلها على أنها متساوية بغض النظر عن القيم التي تمثلها، ويجب على الحكومات أن تتذكر دائمًا بأن هناك طرقًا أبهــى وطرقًا أسوأ للانتصار لحقوق الإنسان، ففي توجيه الإرشادات العلنية مخاطرة بتقويض شراكات استراتيجية مع حكام قد لا نحبهم، لكن هناك مصالح مشتركة".
وبيِّنت الافتتاحية أن "أوضح ما تبدو فيه هذه المعضلة يتمثل في الآمال المحبطة في الربيع العربي، فالثورات في شمال أفريقيا وفي الشرق الأوسط بدأت في تونس سَـــنَــــــة 2010، إلا أن المظاهرات تمكنّت فقط من الإطاحة بالمستبدين الليبراليين، مثل زين العابدين بن علي في تونس، وحسني مبارك في مــصر، أما الطغاة، مثل معمر القذافي في ليبيا وبشار الأسد في سوريا، فقابلوا المظاهرات الشعبية بالقمع الوحشي، وفي الوقت الذي سقط فيه القذافي بسبب تدخل الناتو، بقي الأسد في موقعه".
وقد أضافت ،  "وفي سوريا تشكل بربرية تنظيم الدولة تهديدًا للحضارة، لكن ذلك لا يقلل من مسؤولية الأسد عن تصرفاته المنحرفة، ولا يبرئ الغرب لضعف الرد على ذلك".
وقد نوهت الصحيفة إلى أن "القيام بتنازلات أخلاقية لاحتواء وهزيمة عدو أكبر، لطالما شكّل جزءًا شرعيًا من السياسة الغربية، فكان التحالف مع ستالين ضروريًا لهزيمة ألـمـانـيـا النازية، بالإضافة إلى أن الردع النووي وتحالفات الحرب الباردة مع أنظمة مستبدة كانا ضروريين لهزيمة الشيوعية السوفييتية".
ونوّهت الافتتاحية، بأنّ "أقل الرؤساء الأمريكيين فعالية بعد الحرب هو جيمي كارتر، حيث بدأ بالإعلان أن حقوق الإنسان هي التزام (مطلق) لسياسته الـــخـــارجــيـــة، وانتهى به الأمر بأن سخر منه الحلفاء في الناتو، مثل مستشار ألـمـانـيـا الغربية هيلموت شميدت، والأعداء مثل موسكو وطهران لرئاسته على بلد تراجعت قوتها بشكل كبير".
واختتمت: "ماي محقة في اتخاذها مقاربة حذرة، فالشعارات مهمة في الدبلوماسية في الجــديـد مع المظلوم والظالم، لكن هناك حدودًا للضغط الأخلاقي، والحكومات التي لديها قابلية هي في الغالب حكومات غربية حليفة وليست مناوئة، فلا معنى لإضعاف التحالفات الضرورية بسبب مبادئ مجردة إن كان ذلك سيهدد الاستقرار ويضعف قضية الليبرالية الأوسع".
========================
 
الغارديان: موقف الولايات المتحدة جعل حكومة الأسد لا تخشى العقاب
 
http://www.raialyoum.com/?p=651067
 
لندن ـ نشرت صحيفة الغارديان مقالا افتتاحيا تناولت فيه الهجوم الأخير بالأسلحة الكيميائية في محافظة إدلب السورية.
وتقول الصحيفة إن صور الجرحى والأطفال القتلى أصبحت للأسف واقعيا يوميا في سوريا، ولكن هجوم الثلاثاء على مناطق سيطرة المعارضة في محافظة إدلب أثار ردود فعل دولية.
وتذكر أن الهجوم استهدف، في ما يبدو، بغاز السارين منطقة لجأ إليها آلاف الهاربين من المعارك، ثم منشآت استشفائية قريبة منها، وأن سفير بريطانيا في الأمم المتحدة وصفه بأنه يحمل جميع علامات النظام السوري.
وتضيف الصحيفة أن النظام السوري ينفي ضلوعه في الهجوم، لكن الأدلة المتوفرة حتى الآن تؤكد أنه المسؤول عن الهجوم لأن غاز السارين ليس من السهل إنتاجه.
وتشير إلى أن بشار الأسد وافق في عام 2013 التخلص من مخزون غاز السارين الذي لديه، تحت التهديد بغارات جوية أمريكية، عقب هجوم كيميائي على غوطة دمشق أسفر عن مقتل 1300 شخص.
وتقول الغارديان إن “البعض ربط بين الهجوم بالأسلحة الكيميائية الفتاكة والتحول في السياسة الأمريكية تجاه سوريا”، إذا قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبوع الماضي إن مستقبل الأسد إنما هو مسألة تخص الشعب السوري، كما قال السفير الأمريكي في الأمم المتحدة إن إسقاط الأسد لم يعد أولوية بالنسبة لنا.
وتضيف أن هذه التصريحات عززت يقين النظام بأنه يمكن أن يواصل ارتكاب جرائم الحرب، دون أن يلحقه عقاب، مشيرة إلى أن ترامب قال أثناء حملة الانتخابات الرئاسية إن مستقبل الأسد بالنسبة له يأتي في الأهمية بعد القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.
وتختم الصحيفة بالتأكيد على أنه “إذا لم يتوقف الجناة، فإنه ينبغي بذل الجهود من أجل ضمان أن يحالوا إلى القضاء”. (بي بي سي)
========================
 
التايمز: سوريا تختنق
 
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-39511216
 
طغى الهجوم على بلدة خان شيخون في إدلب على افتتاحيات وموضوعات الصحف البريطانية.
وطالبت التايمز بضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد والتخلص من تنظيم الدولة الإسلامية معا، فيما رأت الديلي تلغراف أن الهجوم اختبار لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتناولت الصحف أيضا مقابلات مع ممرضات وشهود عيان عايشوا الهجوم.
"سوريا تختنق"
وجاءت افتتاحية صحيفة التايمز بعنوان "سوريا تختنق". وقالت الصحيفة إن "الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية يسممان أمة لطالما كانت فخورة بنفسها"، مضيفة أنه "يجب التخلص منهما الاثنين".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الحرب البربرية التي يشنها الرئيس السوري بشار الأسد ضد أبناء شعبه "تؤكد فكرة أن لا مكان للأسد في مستقبل سوريا".
وتابعت بالقول إنه " مجرم حرب ويجب أن يوضع في السجن".
وقالت الصحيفة إن "آخر فظائع الأسد تمثل بإلقائه غاز السارين على المدنيين من بينهم أطفال، الأمر الذي يعتبر انتهاكاً للقانون الدولي وللمعاهدات التي أبرمت بعد الحرب العالمية الأولى".
وأشارت إلى أنه يبدو أن الأسد أخفى نحو 200 طن من الأسلحة الكيماوية عن المراقبين الدوليين التابعين للأمم المتحدة".
وأردفت الصحيفة أن "الرئيس السوري يقوم بين الفينة والأخرى بارتكاب فظائع بحق شعبه وذلك لسبب واحد: تذكير معارضيه السوريين أنه ليس باستطاعتهم الاعتماد على أي مساعدة خارجية".
وختمت الصحيفة بالقول إن الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية يجب أن تضمن خلو سوريا من هذا التنظيم والعمل على التخلص من الأسد وتقديمه للمحاكمة.
========================
 
الديلي تلغراف :اختبار لترامب
 
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-39511216
 
قالت صحيفة الديلي تلغراف الهجوم في افتتاحيتها إن "الهجوم الكيماوي المرعب على شمال سوريا في إدلب الذي راح ضحيته نحو 70 شخصا - من بينهم أطفال -، يضع تحديا أمام الأمم المتحدة يتمثل في كيفية التعامل مع الحرب الأهلية الدائرة في سوريا.
وأضافت أن جميع الأدلة الأولية تثبت أن هذا الهجوم نفذه نظام الرئيس السوري بشار الأسد كجزء من حملته لاستعادة المناطق التي من أيدي المعارضة السورية.
قالت صحيفة الديلي تلغراف إن " الوضع الحالي سيحدد مستقبل إدارة ترامب وعلاقاتها بالجانب الروسي، وربما سيعي البيت الأبيض أخيراً حقيقة إبرام صفقات عمل مع بوتين".
وأردفت الصحيفة أن "تقارير أجنبية استخباراتية أفادت بأن الطيران السوري وحده كان موجودا لدى حدوث الهجوم"، وبأن المادة الكيماوية - التي تشبه إلى حد ما غاز السارين الشبيه بغاز الأعصاب - كانت موجودة في القنابل التي ألقيت من الجو".
وتابعت الصحيفة أن " العديد من الأشخاص سيتسألون لماذا سمح الروس للنظام السوري بتنفيذ ضربات ثانية بالأسلحة الكيماوية، ولفت نظر المجتمع الدولي إليهم على الرغم من أنهم استطاعوا تحقيق جميع أهدافهم في سوريا".
وقالت إن "الفظائع التي ارتكبت في إدلب ستجبر إدارة ترامب على مواجهه مباشرة مع الروس في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث من المرجح أن يستخدم الروس حق الفيتو ضد أي قرار يدين نظام الأسد".
وختمت بالقول إن " الوضع الحالي سيحدد مستقبل إدارة ترامب وعلاقاتها بالجانب الروسي، وربما سيعي البيت الأبيض أخيراً حقيقة إبرام صفقات مع بوتين".
========================
 
الغارديان :"الأطفال يموتون أسرع من الكبار"
 
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-39511216
 
ونقرأ في صحيفة الغارديان مقالاً لمارتن شلوف يتناول الهجوم الكيماوي على إدلب. وقال كاتب التقرير إن "عمال الإغاثة جمعوا عينات من التراب القريب من سقوط القذائف الكيماوية في شمال سوريا وأرسلوها إلى مسؤولين في الاستخبارات الأجنبية التي تحاول معرفة أي نوع من غاز الأعصاب تم استخدامه في هجوم يعتبر الأفظع على مدار 6 سنوات".
وأشار شلوف إلى أن كل من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا يؤكدون أنه خان شيخون قصف بغاز السارين.
ونقل الكاتب عن أحد شهود العيان في موقع الحادث قوله إن "الطيران السوري ألقى القنابل على خان شيخون في الساعة السادسة والنصف صباحا، وبعدها بدأت طوارئ المستشفيات باستقبال أعداد هائلة من المرضى الذين يعانون من الاختناق ويرتجفون من شدة الألم".
وأضاف المقال أن" أطباء بلا حدود" وأطباء في تركيا أكدوا أن أعراض المرضى تؤكد تعرضهم لغاز السارين.
وقال أطباء بلا حدود إنهم عالجوا ستة أشخاص في عيادة بالقرب من الحدود التركية.
ونقل كاتب المقال عن أحد الممرضات في إدلب قولها إن "صوت الانفجار لم يكن قوياً كما اعتدنا عليه، إذ اعتقدنا بأن هذه القنبلة لم تنفجر بسبب الصوت الذي سمعناه منها"، مضيفة أن رائحة الغاز الذي تسرب جزء منه إلى المستشفى كان شبيهاً بالطعام العفن، كما أن الحالات التي بدأت تتوالي على المستشفى كانت مختلفة عن الإصابة بغاز الكلورين، وكان المصابون يتقيؤون من الأنف والفم وكان لون القيء أصفر اللون وأحيانا بني اللون، إضافة إلى شلل كامل في أجهزتهم التنفسية".
وأضافت " كان الأطفال يموتون بشكل أسرع من باقي المصابين، لقد حاولنا حقنهم بالدواء، إلا أن ذلك لم يجد نفعا. وقد كان المصابون غير قادرين على البلع و كانوا فاقدي الوعي ولا يتجابون مع الإسعافات بتاتا".
========================
 
التايمز: لهذه الأسباب قصف الأسد خان شيخون بالكيماوي
 
http://www.almadenahnews.com/article/567324
 
المدينة نيوز :- قالت صحيفة التايمز البريطانية إن النظام السوري رد على ما وصفته الصحيفة بتغير موقف الإدارة الأمريكية بشأن سوريا بالقنابل، وهذه المرة بالغازات السامة، في إشارة إلى القصف الذي استهدف الثلاثاء بلدة خان شيخون بريف إدلب وأسفر عن سقوط أكثر من 100 قتيل نعظمهم من الأطفال والنساء.
ونشرت الصحيفة الأربعاء تحليلا قالت فيه إن الهجوم الكيميائي الذي شنّه النظام السوري على بلدة خان شيخون جاء في أعقاب تغير موقف إدارة ترامب بأن إخراج الأسد من السلطة لم يعد أولوية لها أمام أولوية هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
وتضيف الصحيفة أن دوائر صنع القرار المحيطة بالرئيس السوري بشار الأسد التقطت الموقف الأمريكي الجديد كرسالة اطمئنان للإفلات من العقاب، وعليه اتخذ القرار بشنّ هجوم بغازات سامّة على مناطق المعارضة في ريف إدلب.
وتعتبر الصحيفة أن إدارة أوباما لم تكن أحسن حالا من إدارة ترامب بالتعامل مع استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيميائية، مذكّرة بموقفها إدارة إبّان الهجوم بالغازات السامّة على غوطة دمشق في العام 2013 الذي أدى لسقوط 1300 شخص.
وتوضح الصحيفة أن إدارة أوباما كانت اعتبرت استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيميائية "خطا أحمرا لا يمكن له اجتيازه لكنه (الأسد) اجتازه دون عواقب إلا قليل من العقوبات غير المؤثرة"، كما تعتبر أن إصرار إدارة أوباما على خروج الأسد من السلطة لم يغير من الواقع شيئا.

وتوجه الصحيفة انتقادات إلى إدارة ترامب في تعاملها مع الملف السوري، بالقول إن هذه الإدارة التي تقرّ بارتكاب الأسد لجرائمه وتقترح أن تكون عملية إبعاده عن السلطة من مسؤولية الضحايا المدنيين، لا تنصاع للأمر الواقع فحسب، بل تؤسس لواقع جديد سيكون له نتائج عكسية على الغرب قريبا.
========================
 
الجارديان :بشار يطلق العنان لحملة الرعب
 
http://www.alarab.qa/story/1136754/بشار-يطلق-العنان-لحملة-الرعب#section_75
 
علق رائد الصالح، مدير الدفاع المدني السوري أو «الخوذ البيضاء»، على الهجوم الكيميائي الذي أودى بحياة 72 شخصاً على الأقل، بينهم 20 طفلا، في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب السورية، وقال إنه من أشد الهجمات التي نفذت على مدار 6 سنوات من هذا الصراع الدامي.
وأشار الكاتب، في مقال نشرته صحيفة «جارديان» البريطانية، إلى أنه ما زال هناك أكثر من 300 شخص يعالجون؛ وكثير منهم في حالة حرجة، لافتاً إلى أن أعضاء من فريقه عكفوا على غسل المواد الكيميائية القاتلة من أعين الأطفال المتضررين.
ويضيف كاتب المقال: «إنه بعد ذلك بوقت قصير دمر مركزنا في البلدة، جنباً إلى جنب مع جميع معدات إنقاذ الحياة الخاصة بنا، ثم تعرض مستشفى محلياً للقصف، حيث كان يعالج الضحايا.
وتابع: «في يوم الأحد، تعرض أكبر مستشفى في المنطقة للقصف مرة أخرى بعد معالجة الأطفال المتضررين من هجمات الأسد الكيميائية». وتساءل الكاتب: «أليس هناك خطوط حمراء؟»
ومضى صالح للقول: «لا أحد يريد إعادة بناء سوريا أكثر مما تفعله جماعة الخوذ البيضاء، مضيفاً: «عندما يتحول الكثير من بلادنا إلى ركام، ويجبر نحو نصف مواطنينا على ترك منازلهم، نود بالطبع أن يتم العمل على إعادة بناء المدارس والمستشفيات وبناء السلام في سوريا، لكن كيف يمكن ذلك؟».
ووصف الكاتب رجال نظام الأسد بمهندسي التخريب، مشيراً إلى أنهم يواصلون حملة القصف ضد المدنيين السوريين. وأضاف: «بوصفنا منظمات إنسانية وجماعات من المجتمع المدني، فإننا نتحول إلى أهداف للحملة، وكثيراً ما نصبح ضحايا». واستطرد الكاتب: «في الأيام القليلة الماضية، كان زميلنا الدكتور علي درويش من بين القتلى عندما كان يعالج ضحايا هجوم غير قانوني بالأسلحة الكيماوية في مستشفاه في حماة، كما قتل سمير الجوهوش، المتطوع بفرقة الخوذ البيضاء في الغوطة الشرقية، جراء غارة جوية».
وأشار الكاتب إلى أن أطباء، مثل عمال الإنقاذ المتطوعين من «الخوذ البيضاء»، يطلق عليهم نظام الأسد اسم «إرهابيين»، وتواجه أسرهم أعمالاً انتقامية من النظام للعمل في مناطق خارج سيطرتها.
وأوضح الكاتب أن برامج التعذيب المنهجية وعمليات القتل خارج نطاق القضاء مستمرة داخل شبكة من الأبراج المحصنة السرية التي لا يزال عشرات الآلاف من المواطنين والنساء والأطفال يعانون منها.
وأضاف: «ما زالت المناطق السكنية تتعرض للقصف بالبراميل المتفجرة، وضربات الصواريخ، والهجمات المتكررة على الأسلحة الكيميائية، وتساءل: كيف يمكن لأي شخص الحديث بجدية عن إعادة الإعمار في سوريا في حين أن كل هذا يحدث؟».
وذهب للقول: «لا يمكن أبداً لمرتكبي جرائم الحرب والانتهاكات الصارخة للقوانين الإنسانية الدولية أن يكونوا شركاء موثوقين في عملية التعمير». وأضاف: هؤلاء هم الأشخاص الذين، على الأرجح، أصدروا أوامر بالاستهداف المتعمد لقافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة في أكتوبر، وهم نفس الأشخاص الذين يمنعون حالياً المساعدات الغذائية والطبية من الوصول إلى أكثر من مليون شخص من شعبهم، والذين يجرمون موظفينا في «الخوذات البيضاء» لأنهم تجرأوا على علاج المرضى والجرحى الذين يعيشون في المناطق التي لا يسيطر عليها النظام.;
========================
 
التايمز: التنازل الأخلاقي جزء شرعي من السياسة الغربية
 
http://arabi21.com/story/996216/التايمز-التنازل-الأخلاقي-جزء-شرعي-من-السياسة-الغربية#tag_49219
 
قالت صحيفة "التايمز" في افتتاحيتها إن تيريزا ماي قالت في أول زيارة لها إلى السعودية بصفتها رئيسة للوزراء، إن زيارتها ستكون مثالا لما يمكن للمرأة إنجازه.
وتعلق الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، قائلة: "من السهل التشكيك في هذا الكلام، فالهدف من زيارة ماي هو التجارة والأمن وليس حقوق الإنسان، وقهر النساء في السعودية أكثر منه حتى في ديكتاتوريات الخليج الأخرى، لكن النهوض بحقوق الإنسان يبقى هدفا دبلوماسيا مهما، وليس هناك سبب يدعو للشك في صدق رسالة ماي".
وتشير الصحيفة إلى أن "الحكومات الديمقراطية تكذب على نفسها إن هي تعاملت مع الدول كلها على أنها متساوية بغض النظر عن القيم التي تمثلها، ويجب على الحكومات أن تتذكر دائما بأن هناك طرقا أفضل وطرقا أسوأ للانتصار لحقوق الإنسان، ففي توجيه الإرشادات العلنية مخاطرة بتقويض شراكات استراتيجية مع حكام قد لا نحبهم، لكن هناك مصالح مشتركة".
وتبين الافتتاحية أن "أوضح ما تبدو فيه هذه المعضلة يتمثل في الآمال المحبطة في الربيع العربي، فالثورات في شمال أفريقيا وفي الشرق الأوسط بدأت في تونس عام 2010، إلا أن المظاهرات تمكنت فقط من الإطاحة بالمستبدين الليبراليين، مثل زين العابدين بن علي في تونس، وحسني مبارك في مصر، أما الطغاة، مثل معمر القذافي في ليبيا وبشار الأسد في سوريا، فقابلوا المظاهرات الشعبية بالقمع الوحشي، وفي الوقت الذي سقط فيه القذافي بسبب تدخل الناتو، بقي الأسد في موقعه".
وتذهب الصحيفة إلى أن "الحكومات الغربية تحتاج أن تقرر مع من تعمل ولأي أهداف، ففي الشرق الأوسط هناك استنتاج غير مريح لكن لا مفر منه، وهو أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، هو حليف ضروري بالرغم من الإطاحة برئيس منتخب، واعتقال 40 ألف سجين سياسي، وقتل مئات المتظاهرين، وإن كان الخيار بين التطرف الإسلامي وبين حكم قمعي مستبد لا يسعى للتمدد، فإن على الغرب أن يعمل مع الأخير".
وترى الافتتاحية أنه "يجب أن يكون التعاون مترافقا مع وضوح الرؤية، فلم تكن هناك حاجة لأن يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستقبال السيسي في البيت الأبيض، وأن يكيل له المديح، (للقيام بعمل رائع في وضع صعب للغاية)، وفي سوريا تشكل بربرية تنظيم الدولة تهديدا للحضارة، لكن ذلك لا يقلل من مسؤولية الأسد عن تصرفاته المنحرفة، ولا يبرئ الغرب لضعف الرد على ذلك".
وتلفت الصحيفة إلى أن "القيام بتنازلات اخلاقية لاحتواء وهزيمة عدو أكبر لطالما شكل جزءا شرعيا من السياسة الغربية، فكان التحالف مع ستالين ضروريا لهزيمة ألمانيا النازية، بالإضافة إلى أن الردع النووي وتحالفات الحرب الباردة مع أنظمة مستبدة كانا ضروريين لهزيمة الشيوعية السوفييتية".
وتنوه الافتتاحية أن "أقل الرؤساء الأمريكيين فعالية بعد الحرب هو جيمي كارتر، حيث بدأ بالإعلان أن حقوق الإنسان هي التزام (مطلق) لسياسته الخارجية، وانتهى به الأمر بأن سخر منه الحلفاء في الناتو، مثل مستشار ألمانيا الغربية هيلموت شميدت، والأعداء مثل موسكو وطهران لرئاسته على بلد تراجعت قوتها بشكل كبير". 
وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول: "ماي محقة في اتخاذها مقاربة حذرة، فالشعارات مهمة في الدبلوماسية في الحديث مع المظلوم والظالم، لكن هناك حدودا للضغط الأخلاقي، والحكومات التي لديها قابلية هي في الغالب حكومات غربية حليفة وليست مناوئة، فلا معنى لإضعاف التحالفات الضرورية بسبب مبادئ مجردة إن كان ذلك سيهدد الاستقرار ويضعف قضية الليبرالية الأوسع".
========================
الصحافة العبرية :
 
يديعوت: الأسد جهز سلاح «يوم القيامة» لإسرائيل فاستخدمه ضد شعبه
 
http://www.masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1398498-يديعوت--الأسد-أعد-سلاح--يوم-القيامة--لإسرائيل-فاستخدمه-ضد-شعبه

معتز بالله محمد 05 أبريل 2017 13:39
المشاهد الفظيعة التي نشاهدها اليوم في إدلب جرى التخطيط في الأساس أن تكون هنا في إسرائيل. السلاح الرخيص الفتاك الذي خزنه الجيش السوري على مدى عقود، الجرثومي والكيماوي، كان من المفترض أن يشكل "سلاح يوم القيامة"، حال اندلاع حرب شاملة مع إسرائيل وتعرض النظام للخطر. لكن الظروف تغيرت وجاء التهديد بإسقاط النظام من الداخل، من الشعب السوري".
هذا ما خلص إليه الدكتور "يارون فريدمان" محلل الشئون العربية بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، في مقاله المنشور بالصحيفة الأربعاء 5 أبريل بعنوان "سلاح يوم القيامة الذي احتفظ به الأسد لإسرائيل يوجهه في النهاية ضد مواطنيه"، تطرق فيه لدلالات مجزرة خان شيخون في إدلب التي ارتكبها طيران الأسد أمس مستخدما غاز السارين ضد المدنيين العزل، ما أفضى لمقتل العشرات بينهم أطفال ونساء.
وبخلاف استخدام الأسد السلاح الكيماوي لأول مرة في 21 أغسطس 2013 بمنطقة الغوطة الشرقية، ما تسبب في مقتل ما يقرب من 1400 شخص، وإصابة أكثر من 10 آلاف، يرى "فريدمان"، أنه بعكس تلك المرة التي صدرت التعليمات مباشرة من الأسد نفسه، فإن الروس الآن هم من يصدرون التعليمات ويصدقون على كافة العمليات العسكرية في سوريا.
وأضاف "لم يعد الرئيس السوري يتحكم في الوضع أو يدير أية سياسة منذ وقت طويل"، متسائلا "ما هو سبب تخزين النظام السوري في الماضي كميات كبيرة من السلاح الكيماوي؟ وهل روسيا متورطة، وما هي مصلحتها من الهجوم؟".
 وقال الإسرائيلي "فريدمان" إن ضرب المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة أمس بالكيماوي ناجم عن حدوث تعافي كبير في صفوف المعارضة خلال الأسابيع الأخيرة، من بينها "فتح الشام"، وهو ما تجلى في هجمات استهدفت مواقع في عقر دار النظام بالعاصمة دمشق.
حاول المتمردون السوريون مؤخرا إطلاق قذائف هاون على السفارة الروسية في دمشق، لكنهم لم ينجحوا. الروس محبطون من المستنقع الذي غرقوا به غرب سوريا. ويدركون حقيقة أن الجيش السوري مع كل المساعدات التي يتلقاها من إيران وحزب الله، لا يستطيع الحفاظ على المناطق التي احتلها لوقت طويل دون مساعدة طائراتهم. الهجوم الكيماوي جاء لردع وصدمة المتمردين. لم يعد الجيش السوري يخشى أي رد بعد تجربته السابقة عام 2013، فدائما ما تقوم روسيا بالتغطية ولا ترد الولايات المتحدة في نهاية الأمر”، زاد المحلل الإسرائيلي.
ولم يستبعد "فريدمان" أن يكون الروس أعطوا الضوء الأخضر لطيران الأسد لتنفيذ مذبحة خان شيخون ردا على الهجوم الكبير الذي وقع قبل ذلك بيوم واحد بمدينة سان بوطرسبورج الروسية خلال زيارة الرئيس فلاديمير بوتين للمدينة، إذ فجر انتحاري نفسه في محطة المترو مخلفا أكثر من 10 قتلى و47 مصابا.
فرضية أخرى طرحها محلل "يديعوت" بقوله :”منذ سقوط حلب بيد النظام في ديسمبر 2016 انتقل آلاف المتمردين والمواطنين من المدينة ومحافظات أخرى احتلها النظام إلى إدلب، محافظة كبيرة جنوب حلب، لا تزال واقعة تحت سيطرة تنظيمات المتمردين. تزايدت المخاوف مؤخرا في الإعلام العربي من أن يكون هدف تركيز المتمردين في حلب هو تحويل المحافظة لمعسكر اعتقال كبير وتدمير كل سكانها تدرجيًا، مواطنين ومتمردين على حد سواء، مثلما فعل الروس ونظام الأسد في حلب الشرقية. ألا يثبت القصف الكيماوي صحة هذه الفرضية؟".
 وفي نهاية المقال يؤكد "فريدمان" أن خطر استخدام السلاح الكيماوي ضد إسرائيل لم ينته باستخدام الأسد غاز السارين ضد شعبه، أو بتفكيك الأمم المتحدة كميات محدودة من الترسانة الكيماوية السورية، مشيرا إلى أن لدى الأسد حتى الآن مستودعات كبيرة من تلك الأسلحة، التي تتزايد خطورتها حال وصلت لتنظيم حزب الله الشيعي اللبناني.
========================
 
يديعوت احرونوت :رواية روسية: طائرات سورية هي من قصفت خزانًا كيماويًا للمتمردين
 
http://atls.ps/ar/post/14372/رواية-روسية-طائرات-سورية-هي-من-قصفت-خزانا-كيماويا-للمتمردين
 
من الذي نفذ هجوم الكيماوي في إدلب؟ جواب السؤال مرتبط بمن الذي يسأل: المجتمع الدولي يتهمه بمجزرة الكيماوي، لكن نظام الأسد ينكر أي علاقة بالحادث المروع الذي أدى لمقتل أكثر من 100 شخص، من بينهم أطفال كثر.
ادعت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأربعاء، أن طائرات مقاتلة سورية هي من هاجمت ودمرت مصنع ذخائر وخزانًا كيماويًا للمتمردين في مدينة خان شيخون، ولم يستخدموا بأنفسهم السلاح الكيماوي.
وحسب الوزارة، الأعراض التي ظهرت لدى ضحايا الهجوم في خان شيخون (حوالي 400 شخصًا) تتوافق مع نفس الأعراض التي عانى منها ضحايا هجمات سابقة للمتمردين التي استخدموا بها سلاح كيماوي.
ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن متحدث في الوزارة أن المتمردين اعتادوا على إنتاج وتخزين قذائف تحتوي على غازات سامة.
وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة اتهمت نظام الأسد بالمسؤولية عن الهجوم الكيماوي في خان شيخون، وكذلك دول غرب أخرى من بينها بريطانيا وفرنسا، لكن في روسيا لم يسارعوا - كما يبدو - لتوجيه اتهام ضد حليفهم المقرب في دمشق.
========================
 
هارتس: الهجوم بمصادقة بشار
 
http://okaz.com.sa/article/1538156/السياسة/هارتس-الهجوم-بمصادقة-بشار
 
أفادت صحيفة «هارتس» العبرية، بأن المعلومات المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، تشير إلى أن النظام السوري هو المسؤول عن الهجوم الكيماوي الذي وقع في إدلب. وذكرت الصحيفة في عددها الصادر أمس (الأربعاء) أن «المعلومات المتوفرة لدى المؤسسة الأمنية تؤكد قيام بشار باستخدام غاز السارين في الهجوم، مشيرة إلى أن المستويات العليا في النظام السوري، في إشارة إلى الأسد، صادقت على الهجوم الكيماوي. واستناداً إلى المصادر الأمنية الإسرائيلية، فإن الغاز الذي تم استخدامه، هو من بقايا المخزون القديم الذي ما زال بحوزة النظام.
========================
 
معاريف :مستشرق إسرائيلي: لن نأسف على السوريين فجميعهم أعداؤنا
 
http://www.yehemak.com/news-172121-مستشرق,إسرائيلي,,لن,نأسف,على,السوريين,فجميعهم,أعداؤنا
 
 قال المستشرق الإسرائيلي "جي باخور" إن تعاطف الإسرائيليين مع الأطفال والمدنيين العزل في سوريا الذين سقطوا أمس ضحية لمجزرة الكيماوي التي ارتكبها طيران النظام في خان شيخون بمحافظة إدلب، لا يجب أن ينسيهم أن الطرفين المتصارعين في سوريا أعداؤهم.
وأوضح في حديث لإذاعة FM1033 العبرية، نشرت صحيفة "معاريف" ملخصه :”يجب أن نذكر أن الطرفين أعداء لنا. سواء السنة أو الشيعة، وبعد أن ينتهي كل طرف من الأخر سيتوجهون إلينا. ليس لدينا مصلحة في الدخول هناك والتورط".
وحول مطالبة بعض الإسرائيليين حكومة بنيامين نتنياهو باتخاذ خطوات عملية في سوريا قال "باخور": ليس باستطاعتنا القيام بذلك. بعكس الأكاذيب التي تُروى هنا منذ عشرات السنين بأن صراعنا هو أخطر الصراعات بالشرق الأوسط. نحن دولة صغيرة وهامشية. قصتنا ثانوية مقارنة بـ 1300 عام من الحرب بين السنة والشيعة. ماذا يمكننا أن نفعل؟ سمعت بالأمس أحد الوزراء تحدث عن ضرورة تدخلنا لوقف ما يحدث (في سوريا). في الحقيقة، روسيا غير قادرة، وأين الأوروبيون الذين يهتمون بكل شيء؟".
وفيما يتعلق بالرد المتوقع للولايات المتحدة على مجزرة الكيماوي في سوريا، أوضح "باخور" أن :”ترامب لن يفعل شيئا، لأنه يدرك التبعات، وهي اندلاع حرب عالمية في غضون دقيقة. يعرف بشار الأسد ذلك ولهذا سيواصل استخدام السلاح الكيماوي. ما حدث بالأمس كان تجربة. لاختبار الأجواء. أخرج إصبعه لمعرفة اتجاه هبوب الريح. إذا ظهر من يرد بشكل عملي فسوف يتوقف. وإذا لم يردوا سيستمر، لذلك لا أحدا سيرد ".
لكن ماذا بشأن تعويل العرب على ترامب؟ أجاب المستشرق الإسرائيلي :”لم يعد ترامب بشيء. لا يعنيه الشرق الأوسط. يقول ،،وما دخلي،،، وبالنسبة له فليقتل العرب بعضهم البعض لألف سنة قادمة. فهو ليس أوباما الذي لم يتدخل أيضا لكن كان له طموح أخلاقي. ما يهم ترامب في الشرق الأوسط، شيئان. الأول، القضاء على داعش، والثاني هو أمن إسرائيل".قال المستشرق الإسرائيلي "جي باخور" إن تعاطف الإسرائيليين مع الأطفال والمدنيين العزل في سوريا الذين سقطوا أمس ضحية لمجزرة الكيماوي التي ارتكبها طيران النظام في خان شيخون بمحافظة إدلب، لا يجب أن ينسيهم أن الطرفين المتصارعين في سوريا أعداؤهم.
وأوضح في حديث لإذاعة FM1033 العبرية، نشرت صحيفة "معاريف" ملخصه :”يجب أن نذكر أن الطرفين أعداء لنا. سواء السنة أو الشيعة، وبعد أن ينتهي كل طرف من الأخر سيتوجهون إلينا. ليس لدينا مصلحة في الدخول هناك والتورط".
وحول مطالبة بعض الإسرائيليين حكومة بنيامين نتنياهو باتخاذ خطوات عملية في سوريا قال "باخور": ليس باستطاعتنا القيام بذلك. بعكس الأكاذيب التي تُروى هنا منذ عشرات السنين بأن صراعنا هو أخطر الصراعات بالشرق الأوسط. نحن دولة صغيرة وهامشية. قصتنا ثانوية مقارنة بـ 1300 عام من الحرب بين السنة والشيعة. ماذا يمكننا أن نفعل؟ سمعت بالأمس أحد الوزراء تحدث عن ضرورة تدخلنا لوقف ما يحدث (في سوريا). في الحقيقة، روسيا غير قادرة، وأين الأوروبيون الذين يهتمون بكل شيء؟".
وفيما يتعلق بالرد المتوقع للولايات المتحدة على مجزرة الكيماوي في سوريا، أوضح "باخور" أن :”ترامب لن يفعل شيئا، لأنه يدرك التبعات، وهي اندلاع حرب عالمية في غضون دقيقة. يعرف بشار الأسد ذلك ولهذا سيواصل استخدام السلاح الكيماوي. ما حدث بالأمس كان تجربة. لاختبار الأجواء. أخرج إصبعه لمعرفة اتجاه هبوب الريح. إذا ظهر من يرد بشكل عملي فسوف يتوقف. وإذا لم يردوا سيستمر، لذلك لا أحدا سيرد ".
لكن ماذا بشأن تعويل العرب على ترامب؟ أجاب المستشرق الإسرائيلي :”لم يعد ترامب بشيء. لا يعنيه الشرق الأوسط. يقول ،،وما دخلي،،، وبالنسبة له فليقتل العرب بعضهم البعض لألف سنة قادمة. فهو ليس أوباما الذي لم يتدخل أيضا لكن كان له طموح أخلاقي. ما يهم ترامب في الشرق الأوسط، شيئان. الأول، القضاء على داعش، والثاني هو أمن إسرائيل".
========================
 
معاريف: مذبحة «خان شيخون» تؤكد امتلاك الأسد للكيماوي
 
http://www.vetogate.com/2656511
 
 أكدت مصادر عسكرية تابعة لمخابرات الاحتلال أن نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، لن يجرؤ على استخدام الأسلحة الكيماوية ضد إسرائيل.وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية اليوم الأربعاء، أنه بعد مرور 24 ساعة على حادث استخدام الكيماوي ضد السوريين في خان شيخون، تواصل أجهزة المخابرات الإسرائيلية حتى اللحظة البحث عن مزيد من التفاصيل حول الحادث والوصول إلى استنتاجات بشأنه.
وأوضحت الصيحفة وفقًا للمصادر، أن الأسد لن يجرؤ على استخدام الكيماوي ضد إسرائيل؛ لأنه يعلم أن ذلك سيكون له عواقب وخيمة.
ولفتت إلى أن ما جرى في إدلب يثبت صحة التقرير الإسرائيلية التي تحدثت في عام 2013 بعد اتفاق تفكيك الكيماوي السوري، عن أن سوريا ما زالت بحوزتها أسلحة كيماوية.
========================
 
هآرتس: الموساد لديه معلومات حول حيازة الأسد لغاز السارين السام
 
http://www.elnashra.com/news/show/1092049/هاآرتس-الموساد-لديه-معلومات-حول-حيازة-الأسد-لغاز-ا
 
ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن المعلومات المتوفرة لدى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وعلى رأسها "الموساد" تؤكد إلى حد كبير صحة ما جاء في التقارير الواردة من محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، حول قيام الرئيس السوريبشار الأسدباستخدام غاز "السيرين" السام خلال الهجوم الذي أسفر عن مقتل أكثر من 130 مدنيا وإصابة المئات.
وأشارت الى ان الجهاز الأمنى الإسرائيلي لا يصدق نفىالنظام السوريلمسؤوليته عن استخدام الغاز الكيماوي وادعائه بأنه استخدم ذخيرة اعتيادية في أعمال القصف، فأصيب جراء ذلك مجمع سلاح كيماوي سيطرت عليه قوات المعارضة.
وأشارت هاآرتس إلى أن الأسد وعلى الرغم من تعلقه بالمساعدات العسكرية والاقتصادية من الخارج، احتفظ باستقلالية القرار في كل ما يتعلق بترتيبات وقف اطلاق النار خلال محادثات الاستانة، وكل العمليات العسكرية التى قام بها خلال الحرب.
========================
 
إسرائيل هيوم :حقبة جديدة في الدبلوماسية
 
http://www.alghad.com/articles/1537232-حقبة-جديدة-في-الدبلوماسية
 
إسرائيل هيوم
ابراهام بن تسفي   5/4/2017
رويدا رويدا تتضح الخطوط المميزة للدبلوماسية الأميركية الجديدة، خصوصا في الشرق الاوسط، سواء من ناحية الاسلوب أو من ناحية الجوهر. هناك انطباع أن الرئيس ترامب يتبنى اسلوب الرئيس فرنكلين روزفلت الذي اعتاد على تجاوز وزير خارجيته. العلامات الاولى تدلل على أن ترامب يعتبر المستشار والسفير الحالي، غارد كوشنر، حامل السر والمبعوث الوفي للمهمات السياسية الحساسة. والبرهان على ذلك هو ذهابه إلى بغداد في بداية الاسبوع وتدخله المتواصل في تقدم العملية السياسية في الساحة الفلسطينية. وايضا مشاركته المتوقعة في القمة الأميركية الصينية في هذا الاسبوع في فلوريدا، الأمر الذي يعبر عن دوره كجهة معتدلة في العلاقات الحساسة بين ترامب والقيادة الصينية، وهذا يشير الى قوته المتزايدة. وفي نفس الوقت يقوم كوشنر الشاب المواظب بالتحرك بين القارات باعتباره ممثلا للرئيس. أما وزير الخارجية، ريكس تلرسون، فيسير خلفه بتثاقل وهو مستبعد ومنفصل عن مراكز القرار الاساسية.
حتى هنا بخصوص الاسلوب. أما بالنسبة للجوهر، وخصوصا على مستوى  الشرق الاوسط، الصورة التي تظهر هي سياسة مختلفة بشكل راديكالي عن سياسة اوباما، خاصة جهود ادارة ترامب تجاه انشاء الخط السني المعادي لإيران والذي يعتمد على القاهرة والرياض. في الوقت الذي تركت فيه ادارة اوباما شركائها التقليديين في هذه الجبهة ليلاقوا مصيرهم، وبدل ذلك فعلت من اجل مصالحة طهران، فان البيت الابيض الحالي يقول بشكل حاسم إنه مصمم على فتح صفحة جديدة في العلاقة مع القوى العظمى الاقليمية وتحسين التعاون الاستراتيجي معها من اجل القضاء على الارهاب.
 في الوقت الذي تعاطى فيه اوباما مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بعداء واضح (هذا مقارنة مع الحميمية الزائدة التي عبر عنها تجاه سلفه، رجل الاخوان المسلمين ومؤيد حماس محمد مرسي) فان موقف ترامب يختلف كليا. الزيارة الرسمية للسيسي في واشنطن في هذا الاسبوع اظهرت حميمية استثنائية من قبل الرئيس الاميركي، على أمل شطب الماضي القريب وخاصة شطب سياسة العقاب والتنكر التي استخدمها اوباما ضد السيسي، من وعي المصريين.
 تغيير دراماتيكي آخر هو في العلاقة الأميركية السعودية، حيث زاد مؤخرا التعاون الاستراتيجي، وخاصة في الحرب في الساحة السورية وجبهة الصراع ضد الميليشيات الحوثية في اليمن التي تعمل بدعم وتأييد إيران (وضد قوات القاعدة في هذه الجبهة). هذا بعد الدرك الاسفل الذي وصلت اليه العلاقة على خلفية جهود اوباما لمصالحة نظام آيات الله في ايران، الذي هو عدو السعودية الاكبر. في السياق السوري ترك اوباما في صيف 2013 السكان المدنيين في سورية لمصيرهم، وبقي رغم تصريحاته سلبيا بعد أن تجاوز الاسد الخطوط الحمراء عندما استخدم السلاح الكيميائي ضد أبناء شعبه. أمس قامت قوات الرئيس السوري باستخدام السلاح الكيميائي بشكل واسع في شمال الدولة، الامر الذي تسبب باصابة مواطنين كثيرين. على خلفية التدخل العسكري المتزايد والمصمم لادارة ترامب من اجل مواجهة "محور الشيطان" في هذه الجبهة ايضا، يمكن القول إن رد البيت الابيض على جرائم الحرب هذه سيكون مختلفا.
 وأخيرا، على المستوى الأميركي الإسرائيلي، نلاحظ تأييدا ودعما استثنائيا، الأمر الذي يذكر بالفترة الذهبية للرئيس لندن جونسون (في تلك الفترة ايضا عبرت خطابات السفير الأميركي في الامم المتحدة، آرثور غولدبرغ، عن قوة وحصانة العلاقة الاستثنائية). في الوقت الذي ركزت فيه إدارة اوباما على حل الصراع الذي اعتبر مسألة هامة وجودية واقليمية، فان الادارة الحالية تتبع اسلوبا أكثر راحة وأكثر جوهرية بخصوص هذا الامر. في هذا المجال ايضا يحدث تغير حقيقي في اسلوب وجوهر الدبلوماسية الأميركية في حقبة ترامب.
========================
 
يديعوت أحرونوت :في الغرب لا جديد
 
http://www.alghad.com/articles/1537242-في-الغرب-لا-جديد
 
نداف ايال  5/4/2017
أولئك ممن كتبوا من بيننا في تلك الأيام من ايلول (سبتمبر) 2013 بأن سلوك أوباما في الموضوع السوري هاوٍ، متهور وخطير لاقوا هزة رأس مستنكرة. أخيرا يوجد تعاون بين الولايات المتحدة وروسيا على شيء ما، قال المؤمنون بالاتفاق اياه، فلماذا نخرب بنبوءات الغضب.
ولكن تلك لم تكن نبوءات غضب. فالاتفاق الذي وضعه بوتين أمام اوباما لم يتضمن قرارا ملزما من مجلس الأمن وفقا للمادة السابعة، المادة التي تسمح باستخدام القوة ضد الاسد اذا ما انتهك تعهداته. كما كان واضحا بان الاتفاق يمنح الاسد مظلة حماية، بوليصة تأمين من اسقاطه. كان واضحا في حينه، مثلما هو واضح اليوم، بان الاسد وعائلة الاسد هما المشكلة الاساس للحرب السورية، وبلا القضاء عليهما فان الصراع سيحتدم فقط. كل هذه الأمور كانت صحيحة في حينه مثلما هي صحيحة اليوم، باستثناء أننا الآن بعد نحو 400 ألف قتيل، أزمة لاجئين وبعد صعود زعيم واحد، دونالد ترامب، الذي استخدم صور المهاجرين السوريين في حملاته الإعلامية الانتخابية.
وهذا الصباح نحن بعد فظاعة اخرى. لا فرق بين طفل قتل برصاصة في رأسه وبين طفل سمم بالغاز ونحن نشاهد صور يفرفط، في محاولة لتنفس نفس آخر أخير من الهواء إلى رئتيه اللتين كفتا عن أداء مهامهما. الطفلان قتلا، وبنية سوء تامة قتلا. الاسد مسؤول على الاقل عن 70 في المائة من الضحايا المدنيين في الحرب الاهلية. في الاشهر الاخيرة تقتل حليفته روسيا ناس أكثر في سورية مما يقتل تنظيم داعش. الاسد وبوتين يجسدان للعالم قوة القوة غير الملجومة، الوحشية والمركز على الهدف. لقد كان يفترض بالهيئات الدولية ان تمنع وتشوش استخداما كهذا للقوة، ولكنها مشلولة؛ مشلولة بسبب المبنى الاساس الذي يمنح روسيا حق الفيتو ومشلولة بسبب انعدام التصميم الأميركي.
لقد اتهم البيت الابيض برئاسة ترامب إدارة أوباما بالوضع السوري، وبالطبع هذا اتهام له ما يستند اليه. ولكن أن تتهم سلفك في المنصب هو سحر انتهى مفعوله. فأمس ظهر ترامب بعد بضع ساعات من تسمم مئات المواطنين بالغاز في سورية؛ عمليا، كان له ظهوران علنيان. فقد عني بشكر البنائين وعاملي التكييف وأوضح بان "اميركا اولا" يتضمن الادارة. بكلمات اخرى: أوباما اختار الانعزال عن الازمة السورية، وحصد العاصفة. اما ترامب فيريد الانعزال عن كل العالم وأزماته، وبالطبع عن سورية ايضا. لقد مقت اوباما بوتين ولكنه اعتقد – بخطأ تام، خطأ فظيع – بانه سيكون بوسعه التوقيع معه على اتفاق حول سوريا. اما ترامب فمعجب ببوتين ولا يضغط عليه أبدا لعقد اتفاق حول سورية. فلا حاجة، إذ "فقط مواطنو سورية يمكنهم ان يقرروا مصيرهم"، اذا ما اقتبسنا وزير الخارجية حديث العهد ريكس تيلرسون. جون مكين الجمهور كان مذهولا جدا من الانعطافة البوتينية التي تلقتها إدارة حزبه الذي وصف أقواله بانها "تمثل فصلا معيبا في التاريخ الأميركي".
سورية هي فشل تام لسياسة عدم التدخل الغربية. كما انها فشل روسيا؛ فعلى مدى سنوات يتدخل بوتين حتى الرقبة في الحرب. والنتيجة بالنسبة لروسيا والغرب فظيعة؛ نصف السكان تركوا بيوتهم وهم لاجئون في بلادهم أو خارجها. واحد من كل عشرة قتل أو اصيب. الحرب تشكل مربضا للنمو، للتدريب وللتجنيد للمنظمات الاجرامية في العالم. ولتسوية الأزمة يحتاج العالم الى شرطي عالمي ناجع ولا يوجد سوى واحد كهذا – في واشنطن. لشدة الاسف، هو حاليا يرفض ان يأخذ على عاتقه المهمة. يجدر بنا أن نأمل في أن يتغير هذا.
========================
 
يديعوت أحرونوت :المذبحة في سورية..والعالم سيواصل الشعور بالصدمة
 
http://www.alghad.com/articles/1537282-المذبحة-في-سورية-والعالم-سيواصل-الشعور-بالصدمة
 
سمدار بيري  5/4/2017
بكل الصدق: لنرى كم من الوقت سيبقى الشعور بالصدمة الذي يبديه العالم المتنور حاليا من الصور القاسية التي خرجت أمس من بلدة خان شيخون في شمال غرب سورية. والصور حقا عسيرة على الهضم. وقد عرفت المعارضة كي تختار صور الاطفال، سلسلة طويلة من الوجوه المكشوفة للكاميرا للحظة ما بعد الموت خنقا. رأيناهم مغطون بالبطانيات، والمصور يرفع الرأس المنهار للطفل الميت أجعد الشعر، ابن 9 أو 8 فقط. وتتنقل الكاميرا الى أبناء العائلة الذين اختنقوا كلهم حتى الموت: أبوان، جد وجدة وثلاثة أطفال صغار مغطون بذات البطانية.
حسب الدفتر المفتوح لمعارضيه، فان هذه هي المرة الأربعين التي يسمح لنفسه بشار الاسد (ونذكر انه طبيب في اختصاصه) بان يهاجم بسلاح محظور الاستخدام. يمكن الافتراض بانه هو نفسه يجلس في "قصر الشعب" ويرى الصور دون أن يقشعر بدنه. لقد أخرجت الأمم المتحدة غاز السارين عن القانون قبل أكثر من عشرين سنة، والاسد على حاله، يستخف ويكذب. وأمس بعث بالناطقين بلسانه ليعلنوا أن "لسنا نحن من قصف"، وكذا "ليس لدينا على الاطلاق سلاح للدمار الشامل". العالم استاء في المرات السابقة، الاعلام صدم، الشخصيات العامة قالوا انه "يجب عمل شيء ما ضد مجرم الحرب". وفي نهاية الأمر، الاسد لا يبقى فقط بل يتعزز على حساب حياة الأطفال، النساء والشيوخ.
رئيسان في البيت الابيض وقعا في فخ بشار. اوباما بعث بوزير الخارجية كيري ليصاب بالازمة حيال المذبحة الفظيعة بغاز السارين في حلب وحمص وللتحذير من أنه "يجب ازاحته". وفي الغداة، ندم اوباما. في نهاية الاسبوع أعلنت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة، نيكي هيلي، باسم ترامب، بان اسقاط الاسد ليس في قائمة الاهداف المفضلة لدى البيت الابيض. فداعش ملح له أكثر. صورة جثة البغدادي تخلق عناوين رئيسة. ترامب، مثلما بدا هذا حتى يوم أمس، غير معني بالتورط مع بوتين، حامي الاسد.
القصور يربض على كتفي اوباما – ترامب اعطى له تذكيرا أمس – بانه رفض تبني منظمات الثوار، تسليحها والمبادرة الى خطوة تؤدي الى توحيدها. صحيح أنه توجد مشاكل غير بسيطة مع الثوار ضد بشار، ولكن المسؤولية الكبرى، عشرات آلاف الأطفال الذين قتلوا واصيبوا، ملقاة على ضميره. هذه المسؤولية تنتقل الآن إلى ترامب. 100 قتيل، عددهم قد يرتفع، 400 مصاب بشدة – وانهيار النظرية التي تقول إن للأسد، الذي وقع قبل ثلاث سنوات على اتفاق منع استخدام سلاح الدمار الشامل، لا يوجد غاز ولا توجد سموم. السؤال هو كم من الوقت ستستمر صدمة ترامب وإذا ما قرر انه في هجمة أمس تم اجتياز الخطوط الحمراء. ليس مؤكدا على الاطلاق.
تكشف الحرب الفظيعة في سورية العالم المتنور في حالة مقلقة. وينكشف عمق الصدمة في كل مرة كموضوع مطاط، مؤقت، مع مدى عمر قصير. صدمت، هدأت، نسيت. في الكرملين سارعوا أمس إلى الدفاع عن بشار. كما ان روسيا تدعي بان طائراتها لم تشارك (توجد صور تشهد على أن طائرات الهجوم كانت من انتاج روسيا) في القصف الرهيب. كم فظيعا أن هذه الطائرات واصلت مطاردة سيارات الاسعاف التي نقلت مصابي القصف الى معبر الحدود التركية. واولئك الذين نجوا في بلدة خان شيخون لم ينجوا من المفاجأة السيئة التي كمنت لهم في معبر باب الهوا، في الطريق الى العلاج الطبي.
 والآن لنرى ماذا سيفعل ترامب. فقد علق في وضع مركب: من جهة لا مصلحة له للصدام مع حليفه في موسكو، من جهة اخرى لا يمكن مواصلة اغماض العيون في ضوء مشهد جثث الاطفال. من جهة ثالثة كشف الاسد أمس عن ترسانة السلاح الكيميائي. ومن جهة بشار: اذا واصل العالم الصمت، اذا لم يتدخل العالم، اذا سمح ترامب لهذا الأمر الفظيع ان يمر، فانه سيواصل ذبح ابناء شعبه.
========================
 
الصحافة الفرنسية والتركية والالمانية :
 
من الصحافة الفرنسية :هل من انتفاضة ديبلوماسية بعد مجزرة خان شيخون؟
 
http://www.mc-doualiya.com/chronicles/world-press-mcd/20170406-سوريا-هجوم-كيمياوي-سارين-خان-شيخون-مجلس-الأمن-قرار

نجوى أبو الحسن 
ماذا بعد هجوم خان شيخون وهل تنبئ التصاريح الأمريكية الأخيرة بانتفاضة ديبلوماسية؟ هذا جزء من تساؤلات طرحتها الصحف الفرنسية الصحف الفرنسية الصادرة اليوم وقد أفردت صفحاتها الأولى للملف السوري.
ما هو أسوأ من صورة أطفال خان شيخون
"ليبراسيون" اختارت لغلافها "صورة أطفال الأسد" كما عنونت. صورة ينفطر لها القلب لأطفال أزهقت أرواحهم وعيونهم مفتوحة. ولكن "الأسوأ ليس هذه الصورة" كتبت "ليبراسيون" في افتتاحيتها. "الأسوأ هو أنها تتطابق مع صور أخرى التقطت منذ أربع سنوات، عام 2013، حين قام النظام السوري باستعمال السلاح الكيميائي، لأول مرة، ضد شعبه". والأسوأ أيضا أضافت كاتبة المقال "الكسندرا شوارتزبرود" هو أن "هذه الصور لن تكون على الأرجح الأخيرة من نوعها".
هل من انتفاضة ديبلوماسية ممكنة بعد مأساة خان شيخون؟
ف"بشار الأسد فقد عقله وموسكو ترفض التخلي عنه بحجة أنه أهون الشرّيْن" قالت أيضا "شوارتزبرود" وقد اعتبرت أن "الأمريكيين بدورهم يحكمهم مجنون" كما قالت "مجنون لا نعلم ما إذا كان يستحسن تدخّله في سوريا أم لا". ولكن "هل من انتفاضة ديبلوماسية ممكنة بعد مأساة خان شيخون؟" تساءلت أيضا "ليبراسيون" في مقال خصّصته للاجتماع الطارئ لمجلس الأمن حول سوريا وقد رأت أن تغييرا حقيقيا في الاستراتيجية الأمريكية يمكنه وحده أن يقلب المعادلة.
"ليبراسيون": شهادات تكذب الرواية الروسية عن خان شيخون
"ليبراسيون" نشرت شهادات تكذّب الرواية الروسية القائلة بأن الغاز القاتل لم يقذفه الطيران بل إنه انبعث من مستودع للمعارضة أصيب بالقصف الجوي على خان شيخون. ارتكزت "ليبراسيون" على أقوال المسعفين السوريين على الأرض وعلى تحليلات "رافائيل بيتي" وهو طبيب فرنسي غالبا ما شارك بعمليات الاسعاف في سوريا وقد أشار إلى أن غاز السارين فيما لو سلمنا جدلا بوجود مستودع له في خان شيخون، هذا الغاز يحفظ على شكل سائل يلزمه حرارة تفوق 147 درجة كي ينبعث. ما يعني اندلاع حريق وهو ما لم يحصل او انفجار حاويات الغاز وحينها كانت الأضرار ستفوق بكثير ما شهدناه في خان شيخون" بحسب "ليبراسيون".
روسيا المحرجة
"لوبينيون" خصّصت المانشيت للإحراج الذي تسبب به استعمال السلاح الكيميائي لروسيا. الإحراج مرده إلى أن روسيا هي الضامن لتخلّص النظام السوري من ترسانته الكيميائية. "فلاديمير بوتين بات رهينة بشار الأسد" كتبت "لوبينيون" التي نقلت عن "فابريس بالانش" المختصّ بالشأن السوري لدى "معهد واشنطن" أن "بشار الأسد ليس مستعدّا لتقبّل أيّ شيء من حاميه الروسي وأنه يرى أن الوضع العسكري لم يبلغ حتى الآن مستوى يناسبه بالقدر الكافي وأن الهجوم بغاز السارين هدفه تجميد جهود السلام.
غاز الموت في سوريا
"غاز الموت في سوريا" عنوان افتتاحية "لوموند". "الهدف" كتبت "لوموند" "كان كما عام 2013 لدى الهجوم بالأسلحة الكيميائية على الغوطة: مفاجأة الناس وهم نيام كي يقتل أكبر عدد منهم". "لوموند" اعتبرت أن لا شك بأن الطيران السوري هو المسؤول عن قصف خان شيخون وأشارت إلى أن الهجوم يضع الرئيس الأمريكي في موقع حرج بعد أن كان انتهج الواقعية السياسية في سوريا.
تواطئ الأسد والجهاديين في دوامة الفظاعات الإجرامية
"ها هو ترامب تماما كما باراك أوباما وأيضا فلاديمير بوتين يجد نفسه أمام واقع أن النظام السوري كما الجهاديين متواطئان ضمنيا في دوامة فظاعات إجرامية تجعل من المستحيل إقامة أي حوار بين السوريين. "لذا فأن الهجوم على خان شيخون ليس إلاّ محطة في مسيرة مأساة تتجدّد من دون انقطاع إلاّ إذا صمم الأمريكيون والروس معالجة مسألة الأسد بين هلالين ومسألة الجهاد الإسلامي في آن واحد" كما قالت "لوموند".
========================
 
صحيفة أكشام  :كم مرة ماتت الإنسانية في سوريا؟
 
http://www.turkpress.co/node/32849
 
ماركار إسيان - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
يوم أسود جديد شهده العالم الثلاثاء الماضي مع قصف قوات النظام السوري بلدة خان شيخون بغازي السارين والكلور، وهو ما أسفر عن سقوط 100 قتيل بطريقة مفجعة، جزء كبير منهم أطفال. أصيب 300 آخرون في الهجوم، ما يعني أن عدد القتلى مرشح للارتفاع...
هذه المجزرة، التي لم تتحمل قلوبنا حتى النظر إلى صور ضحاياها من الأطفال الأبرياء، يعيشها الشعب السوري حقيقة مرعبة على نحو يومي. نقول إن "الإنسانية لا يمكنها أن تتحمل هذه المأساة أكثر من ذلك"، لكنها تتحمل فعلًا. نحن نواجه حقًّا امتحانًا صعبًا.
أقدم الأسد على هجوم مشابه في 21 أغسطس/ آب 2013، في الغوطة الشرقية، قضى على إثره 1300 مدني بشكل رهيب، وكان قسم كبير منهم أيضًا من الأطفال. وعلى الرغم من أن أوباما أعلن استخدام السلاح الكيميائي خطًّا أحمرًا، إلا أنه لم يقدم على أي خطوة. القوات التي توجهت لاحتلال العراق بذريعة أسلحة كيميائية لا وجود لها، لم تفعل أي شيء إزاء المجزرة الحقيقية المنفذة بالسلاح الكيميائي في سوريا.
تلزم المؤسسات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، الصمت في مواجهة الظلم المستمر في سوريا وبقاع العالم الأخرى. وبينما يحتضن العالم المتمدن ويحمي نظام الأسد، الواجب محاكمته في لاهاي، يبذل كل ما في وسعه من أجل إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ديكتاتورًا.
لم يشهد التاريخ في أي من مراحله هذا التوزيع غير العادل للدخل، فأكثر من نصف دخل العالم تملكه 78 أسرة. تكونت عصابة عالمية من أصحاب رؤوس الأموال تفرض نفوذها على الدول والمؤسسات الدولية، وتحتل أي منطقة ترى فيها منافسًا لها. وتستخدم في ذلك نفوذ جماعات ضغط تابعة لها على الدول.
ولا يقتصر تأثير هذا الوضع على المناطق المظلومة في العالم فحسب، فهو يضر بشرائح واسعة أصابها الفقر ولا تستطيع أن تسمع صوتها إلى حكامها في البلدان الغربية أيضًا. ولأن أحزاب الوسط فقدت احترامها نتيجة استسلامها أمام هذا النظام، فهي توجه إلى الشرائح المستاءة خطابًا سياسيًّا واجتماعيًّا هامشيًّا، وهو ما نجم عنه تصاعد الحركات اليمينية المتطرفة. يوحي خطاب الأحزاب المذكورة بأن سبب الفقر في البلدان الغربية هو اللاجئين والمهاجرين، وهي بذلك تقدم خدمة للنظام القائم.
بلغ عدد اللاجئين الفارين من بلدانهم حاليًّا 60 مليون، وهذا يعني عدد سكان بلد متوسط الحجم في الأمم المتحدة.
تفتح تركيا ذراعيها للاجئين بحسب قدرتها من جهة، وتسعى إلى تأسيس منتدى أو حركة من أجل نظام عالمي إنساني جديد من جهة أخرى. وخلال قيامها بذلك تعمل أيضًا على حماية وحدة ترابها وسلامها الاجتماعي.
ربما لن يكون العالم حديقة ورود خالية من الأشواك، لكنه ليس مجبرًا على أن يكون جحيمًا كما هو حاله الآن. النظام الإمبريالي/ الاستعماري المنفلت من عقاله والمفروض على أنه لا بديل له، يدمر العالم.
وبينما يعيش العالم حربًا عالمية ثالثة غير معلنة، يتوجب أن يحل السلام في الشرق الأوسط وأن تعود سوريا والعراق للنهوض في ظل مبدأ وحدة التراب، من أجل منع النيران من التهام الأخضر واليابس. ما لم نتمكن من توضيحه للعالم هو أن هذا النظام العالمي استنفذ أسباب وجوده، وهو على وشك الانفجار.
نأمل أن تكون مجزرة إدلب آخر مجزرة، وأن تستعيد الإنسانية عافيتها. هذا ما ندعو من أجله. ويبدو أننا لا نملك إلا الدعاء، ونحن نبذل ما في وسعنا من أجل تحقيق السلام.
========================
 
بيلد: نحو 268 ألف لاجئ سوري في ألمانيا لديهم حق في لم شمل أسرهم
 
http://www.raialyoum.com/?p=651047
 
برلين ـ (د ب أ)- ذكرت صحيفة “بيلد” الألمانية أن نحو 268 ألف لاجئ سوري في ألمانيا لديهم الحق حاليا في لم شمل أسرهم.
وذكرت الصحيفة أن هذا العدد مدون في مذكرة داخلية للحكومة الألمانية، مضيفة أن المذكرة تتعلق بتقييم تبعات تدفق اللاجئين.
وجاء في تقرير الصحيفة أن تعليق لم شمل الأسر لمدة عامين لا مجال لتطبيقه على عدد اللاجئين المذكور وفقا لقانون الإقامة الألماني، ما يعني أنه يجوز لهؤلاء اللاجئين جلب أسرهم إلى ألمانيا.
يذكر أن مفوض الحكومة الألمانية لحقوق الإنسان بربل كوفلر طالب منتصف الشهر الماضي بمناسبة الذكرى السنوية السادسة لاندلاع الانتفاضة السورية بالسماح بلم شمل اللاجئين السوريين في ألمانيا بعائلاتهم.
وقال كوفلر في تصريحات إعلامية: “أرى أن إتاحة الإمكانية للاجئين السوريين لجلب أطفالهم القصر وأزواجهم إلى ألمانيا ضرورة إنسانية”، مضيفا أنه من الأفضل إلغاء القيود المفروضة على لم شمل الأسر بالكامل.
========================
 
الصحافة الروسية :
 
مركز الدراسات والمعلومات الروسي: العلاقة الروسية – الإيرانية البرغماتية
 
http://idraksy.net/iran-russia-relation/
 
نشر “مركز الدراسات والمعلومات السياسية والدبلوماسية المتعلقة بالشرق الأوسط وشؤون إيران السياسية” دراسة تحدث فيها عن العلاقات الروسية الإيرانية التي تتسم بالبراغماتية.
تلك الدراسة ذكرت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد ناقش مع نظيره الإيراني حسن روحاني، في المحادثات الأخيرة التي جرت في موسكو، العديد من القضايا الدولية الحساسة والمهمة، المتعلقة بالشؤون الداخلية لكلا البلدين، وشؤون الشرق الأوسط ككل، ومن أهم القضايا المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، قضية محاربة الإرهاب كأحد أولويات الثنائي الإيراني الروسي.
علاوة على ذلك، تطرق الزعيمان إلى آفاق توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية. كما أكد بوتين وروحاني دعمهما لتشكيل منطقة تجارة حرة بين إيران والمجموعة الاقتصادية الأوراسية، بالإضافة إلى عزم الدولتين مواصلة العمل لتنفيذ مشروع ممر النقل الدولي “شمال-جنوب”.
إضافة إلى ذلك، وفي نطاق تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، أكد الجانب الروسي اهتمامه بانضمام إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون. وقد أشار الخبير في “معهد الدراسات الشرقية”، ستانيسلايف برتشين، إلى مراقبة فلاديمير بوتين وحسن روحاني للمنحى السلبي الذي تتخذه العلاقات الإيرانية الأمريكية منذ تولي دونالد ترامب للحكم، وتأثير ذلك على مكانة إيران في الشرق الأوسط، وعلى العلاقات الثنائية بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، نظرا لعلاقات الصداقة والتعاون الوثيقة بين روسيا وإيران.
والجدير بالذكر، أن العداوة التي عبّر عنها دونالد ترامب، منذ توليه الحكم، تجاه إيران، لها علاقة وثيقة بشركائه الرئيسيين في منطقة الشرق الأوسط، على غرار المملكة العربية السعودية وإسرائيل. وكما نعلم، فإن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران تتسم بالتنافس على الدور الإقليمي الريادي في المنطقة منذ عدة عقود. علاوة على ذلك، تصف إسرائيل إيران بالإرهاب، وتتهمها بدعم الجماعات الإرهابية.
في هذا السياق، لعبت العديد من العوامل والظروف على الساحة الإقليمية والدولية دورا في ترجيح كفة هذا الطرف أو ذاك، وسعى كل منهما إلى تكوين علاقات مع دول المنطقة لتعزيز نفوذه. إذ تحالفت السعودية مع العراق في فترة ما، ومع مصر في فترة أخرى، من أجل كبح صعود الدور الإيراني، فيما اتجهت طهران إلى إقامة علاقات مع سوريا وحزب الله، وظهر دورها الريادي في المنطقة خلال الحرب السورية.
بالإضافة إلى ذلك، يؤثر التدخل الروسي في سوريا على دور إيران، التي تبدو واثقة من تحالفها مع موسكو. في المقابل، من غير الواضح من هم الحلفاء الرئيسيون الحاليون للمملكة العربية السعودية، إلا أن قرار ترامب المتمثل في إلغاء الاتفاق النووي، الذي أبرمه أوباما مع إيران في فترة حكمه، يخدم المصالح السعودية.
وعلى الرغم من كل ما سبق، فمن غير المرجح أن تساهم قرارات ترامب الجديدة في إنقاذ الشرق الأوسط من الوضع المتوتر، المنتشر من اليمن إلى سوريا، مرورا بالعراق وفلسطين والبحرين. ولهذا، فإنه رغم العقوبات التي تتعرض لها إيران، ورغم العداوة التي تواجهها من عدة أطراف في المنطقة، لا زال بإمكانها الحفاظ على قدر لا بأس به من النفوذ في الشرق الأوسط.
وعلى صعيد الحوار الإيراني الروسي، فيبقى حوارا براغماتيا بالدرجة الأولى، يمتلك مسارات رئيسية، تتمثل أولا وقبل كل شيء في التسوية السورية، وثانيا، في التعاون بمنطقة بحر قزوين. والجدير بالذكر أن إيران بالنسبة لروسيا جزء من المشاريع الكبرى في المنطقة، ومن المحتمل أن يتم تطوير التبادل التجاري بين البلدين، خاصة أن إيران تمتلك إمكانيات اقتصادية كبيرة جدا، وفقا للخبراء والمحللين.
وبالعودة إلى مجريات اللقاء، فقد تم توقيع 10 اتفاقيات مهمة، وخطة طريق لتعزيز العلاقات بين البلدين. إحدى الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين تعلقت بالتجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، الذي يضم روسيا وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزستان وبيلاروسيا، وتعلقت اتفاقية أخرى بالاتفاق الإيراني الروسي حول إلغاء تأشيرات الدخول للمجموعات السياحية، كمقدمة لإجراء محادثات حول إلغاء التأشيرات بين البلدين نهائيا.
بالإضافة إلى ذلك، ناقش الرئيسان إمكانية إنشاء ائتلاف دولي واسع النطاق لمحاربة الإرهاب. إلا أنه وفقا لما أكده الخبراء، من الصعب إنشاء ائتلاف شامل، لأن الارهاب -للأسف- جزء من السياسة الخارجية لبعض البلدان، تستخدمه في المنطقة، منها المملكة العربية السعودية، حسب رأي الخبراء أنفسهم. ولعل ذلك يفضي إلى القول بأن الائتلاف الشامل في نطاق محاربة الارهاب بشكل فعال، غير ممكن من حيث المبدأ.
ومن وجهة نظر أحد الباحثين في “معهد الدراسات الشرقية”، تتفق وجهات النظر الروسية والإيرانية في مجال محاربة الإرهاب؛ إذ من الضروري لروسيا محاربة “الوهابية” و”الإسلام الراديكالي”، مما يجعل إيران حليفا طبيعيا لها. أما فيما يتعلق بحصول إيران على العضوية في منظمة شنغهاي للتعاون، فتعد المسألة معقدة إلى حد ما، نظرا لعدم ارتباط العضوية بقرارات روسيا.
بناء على ذلك، فإن العلاقات الروسية الإيرانية، رغم أنها ضاربة في القدم، ولها تاريخ واسع من التفاعل الذي تطور منذ انطلاق الصراع السوري، الذي مثّل مساحة سانحة لمزيد من التفاعل بينهما، لا تخلو من البراغماتية. إذ أن كلا الطرفين يحاول الاستفادة من الآخر، وخدمة مصالحه الداخلية على المستوى الاقتصادي والسياسي والعسكري. فبينما تحاول روسيا استخدام إيران لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط، تبذل إيران قصارى جهدها للحصول على دعم روسيا في المجال الاقتصادي.
========================
 
بيلينجكات: الحقائق خلف ادعاءات روسيا حول قصف مستودع مواد كيميائية في خان شيخون
 
http://idraksy.net/the-chemical-realities-of-russias-khan-sheikhoun-chemical-warehouse-attack-claims/
 
في ردها على الادعاءات بوقوع هجوم كيميائي في خان شيخون يوم 4 نيسان \ ابريل 2017، أدلت وزارة الدفاع الروسية ببيان قالت فيه أن مستودعاً يحتوي على مواد كيميائية في نفس المدينة تعرض لهجوم وفق ما ورد من تقارير:
وأضاف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أن القوات الجوية الروسية “قوات النظام” تمكنت من تدمير مستودع في محافظة ادلب، حيث كانت تتم هناك عمليات انتاج أسلحة كيميائية وتخزينها قبل أن تشحن إلى العراق.
وتابع المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية “ايجور كوناشينكوف” في البيان الذي نشر، ان الضربة الجوية التي بدأت في منتصف النهار استهدف مستودع كبير للذخيرة شرق مدينة خان شيخون.
وأضاف كوناشينكوف أن المستودع كان يستخدم في انتاج وتخزين القذائف المحتوية على غاز سام. مشيراً إلى  أن القذائف المصنعة هناك وصلت إلى العراق وجرى استخدامها بشكل متكرر مشيراً إلى ان العراق والمنظمات الدولية أكدت استخدام المسلحين لهذه الاسلحة.
ووفق علوم الأسلحة الكيميائية، يبدو أن السرد الروسي المتعلق بالمستودع او المخزن غير معقول كسبب يمكن اعتباره وراء ما شوهد آثار تعرض لمواد كيميائية في يوم 4 ابريل الجاري. وحتى الآن، فإن جميع المواد العصبية السامة المستخدمة في الصراع السوري جاءت كلها تحت تصنيف عوامل الحرب الكيميائية الثنائية – عن طريق التفاعل والخلط. وسميت بذلك لأنها تكون ممزوجة من عدة مكونات مختلفة وجرى تحضيرها قبل فترة وجيزة من الاستخدام. فعلى سبيل المثال، يتم انتاج ثنائي السارين عن طريق الجمع بين ” كحول أيزوبروبيل مع ميثيل فوسفونيل ديفلوريد” -isopropyl alcohol with methylphosphonyl difluoride- وعادة يتم معالجة المواد الناتجة مع أحماض مختلفة للوصول إلى المادة المطلوبة. ويمكن انتاج المركب الغازي “سومان” أيضاً من خلال عملية تفاعل ثنائية. ويمكن أيضاً انتاج المركب الكيميائي “VX” عبر عملية ثنائية مماثلة على الرغم من صعوبة وتعقيد الإنتاج.
وفي الواقع فإن هناك العديد من الأسباب التي تدفع النظام السوري لاستخدام الغازات ثنائية التركيب. وسبق للجيش الأمريكي أن طور غازات الأعصاب الثنائية هذه من أجل تحسبين سلامة التخزين والتعامل، بحيث لا تضطر سلسلة الأعمال اللوجستية إلى التعامل مع غازات الأعصاب في الواقع. وقد طورت الولايات المتحدة بعض أنظمة الأسلحة التي تعتمد  على خلط هذه المواد بعد إطلاق النار من الطائرات.
وتحديداً طورت الولايات المتحدة أنظمة الأسلحة من نوع مدفعية  M687 155mm  – قذيفة سارين ثنائية- و XM736 8 inch – قذيفة VX ثنائية-  وقذيفة بيجي VX الثنائية. وجاءت جميعها كنتاج لجهود بحث وتطوير مطولة، ولم يستخدم أي منها في الممارسة العملية بشكل جدي حتى الآن. ولا يوجد أي دليل على قيام نظام الأسد سابقاً بإطلاق أسلحة ثنائية “مدمجة في الطيران” وقد كشفت عمليات التفتيش التي قامت بها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بعد انضمام سوريا إلى اتفاقية الاسلحة الكيميائية في عام 2013 عن مجموعة متنوعة من أجهزة الخلط الثابتة والمتنقلة المستخدمة لصنع مركبات الأعصاب الثنائية.
السبب الرئيسي وراء وجود السارين الثنائي يكمن في أن عدداً قليلاً من الدول تمكنت من الوصول إلى تقنية صناعة “أحادي” السارين بحيث تمتلك عمراً افتراضياً مفيداً. فالتفاعل الكيميائي الذي ينتج عنه السارين يخلق جزيء واحد من فلوريد الهيدروجين (HF) وهو حمض قوي وخطير لكل جزيء من السارين. هذا الفلوريد يدمر أي شيء تم تخزين السارين فيه ويعمل على تآكل السارين بسرعة.
وقد كرست الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي جهداً كبيراً من أجل إيجاد مخرج لهذه المشكلة. ووجدوا طرقاً مختلفة لتصفية فلوريد الهيدروجين من السارين باستخدام تقنيات الهندسية الكيميائية الثقيلة والثقيلة جدا والتي لأسباب واضحة هي الأفضل حتى الآن.
ويبدو أن النظام السوري لم يلجأ إلى تطوير هذه التقنية أو قرر أن الخيار الأول “اخلط حين تحتاج” هو خيار أكثر أماناً وأرخص ثمناً عدا عن كونه خيار اسهل لتخزين المكونات الثنائية من هذه المادة. ومن ثم فإن معدات الخلط المتنقلة والثابتة التي وجدتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية استخدمت في هذه المعالجة. وبطبيعة الحال ينطبق الأمر على نظام صدام حسين في العراق، الذي واجه مشكلة كبيرة في قصر عمر السارين ولم يتمكن من حلها.
وحتى على افتراض أن هناك كميات كبيرة من سلائف السارين موجودة في جهة واحدة من نفس المخزن (وهي ممارسة تبدو غريبة بحد ذاتها) فإن الضربة الجوية لن تؤدي إلى انتاج كميات كبيرة من السارين. وفي الواقع، إن اسقاط قنبلة على المكونات الثنائية لن يوفر في الواقع الآلية الصحيحة التي تدفع إلى انتاج مركبات الاعصاب هذه. انها حجة طفولية بصدق، فواحد من اهم العناصر الموجودة هناك سيكون كحول “الآيزوبروبيل” والتي ستشتعل النار بها بشكل كبير جداً وهو ما لم تشهده المنطقة أبداً.
وثمة نقطة أخرى، وهي أن النظام السوري إن كان يعتقد حقاً أن هناك مخزناً يحتوي على مركبات كيميائية، فإن ضربه بشكل متعمد يعد من أعمال الحرب الكيميائية بالوكالة.
وأخيراً، نعود إلى مسألة القدرة الصناعية. فإن الأمر يحتاج إلى قرابة 9 كغم للحصول على مواد وسلائف السارين من أجل توليد الخطوات اللازمة لتوليد غاز السارين. وهي نسبة مماثلة لمثيلاتها من غازات الاعصاب. ووجود كمية من العوامل العصبية يعتمد على سلسلة توريد متطورة من السلائف الغريبة والقواعد الصناعية. هل نظن نحن أن اياً من فصائل المتمردين قد انفق مبالغ مالية ضخمة لتطوير هذه القاعدة الصناعية على نحو يجعلها بمأمن من الهجمات حتى الآن ؟ انها سلسلة طويلة من الاحداث المعقدة التي لا يمكن الاتكال على تفسير بسيط وخاطئ كهذا لتفسيرها.
========================
 
صحيفة روسية:موسكو تشعر بصعوبة الوثوق بأنقرة شريكا بمسار التسوية السورية
 
http://www.elnashra.com/news/show/1092054/صحيفة-روسية-موسكو-تشعربصعوبة-الوثوق-بأنقرة-شريكا-ب
 
أفادت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية أن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقد صدقيته أمام الكرملين"، مشيرة إلى "صعوبة الوثوق بأنقرة شريكا في مسار التسوية السورية، بل في مجال التعاون الثنائي".
وأوضحت الصحيفة أن "في نهاية شهر آذار الماضي، استدعت الخارجية التركية القائم بالأعمال الروسي في أنقرة سيرغي بانوف، للإعراب عن قلق الحكومة التركية البالغ على خلفية مقتل جندي تركي في أثناء مناوبته في محيط نقطة ريحانلي على الحدود التركية–السورية وزعم الجانب التركي أنه قتل على يد قناص أطلق عليه النار من الأراضي السورية المجاورة، التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية وانطلاقا من هذه الرواية طلبت السلطات التركية من الحكومة الروسية وعلى الفور إغلاق ممثلية "حزب الاتحاد الديمقراطي" فيموسكو"، مشيرةً إلى أنه "من المعروف أن ممثلية الأكراد السوريين مسجلة حقا وتعمل في موسكو، ولكن على مستوى منظمة اجتماعية غير حكومية، ولا تملك أي دولة أجنبية حق المطالبة بإغلاقها".
ولفتت إلى أن "ممثلية كردستانالعراقتعمل فيروسيا وبفضل ذلك، تستطيع السلطات الروسية والمجتمع الروسي تلقي معلومات مباشرة عن حقيقة الوضع في المناطق الكردية فيسورياوالعراق، وتزويدها بالمساعدات الإنسانية الضرورية وغير ذلك"، مشيرةً إلى أنه "يبدو أن أردوغان، الذي يلعب مؤخرا بنشاط دور ضحية الولايات المتحدة والغرب، قد اعتقد ان مقتل الجندي التركي هو فرصة مناسبة للضغط على موسكو، بهدف الحصول على امتيازات ومكاسب إضافية سواء في المسار السوري أو في مجال العلاقات الثنائية، ولا سيما أن الحكومة الروسية قد تسامحت كثيرا مع هذا "الصديق" الحديث العهد، والذي بالغ كثيرا في تقمصه سمات نابليون أحيانا، وسلطان السلاطين في أحيان أخرى".
وأشارت إلى أن "عملية الغزو البري–التركي للأراضي السورية التي جرت من دون موافقة دمشق  بقيت خلف الأضواء، حيث أقام الجيش التركي رأس جسر في الشمال السوري بين مدينتي جرابلس واعزاز بعرض 100 كم وعمق 60 كم. كما غضت موسكو الطرف عن حقيقة أن العملية العسكرية-التركية في شمال سوريا، أو ما يسمى "درع الفرات" لم تكبد الجماعات الإرهابية الإسلاموية المتطرفة أضرارا وخسائر بقدر ما ألحقت وأكثر بكثير أضرارا وخسائر بالقوى المناهضة للإرهابيين، والمعنيون هنا – الكرد السوريون وكانت النتيجة أن تحولت هذه العملية-العسكرية سريعا إلى عملية–قمعية وعقابية، وتم قطع الاتصال بين الكانتونين الكرديين عفرين وكوبان، فضلا عن القصف الجوي والمدفعي التركيين، اللذين تعرضت لهما الوحدات والتجمعات السكانية الكردية".
وأضافت الصحيفة أن "كل هذا لم يكن كافيا لأردوغان، الذي بقي غير راض لأن روسيا لم "تبعه" الكرد، ولم تسمح له بالإجهاز على الحركة القومية الكردية في سوريا، لهذا لجأ أردوغان إلى ابتزاز موسكو، تماما كما ابتز سابقا كلا من بروكسل، برلين، باريس، واشنطن وعواصم أخرى"، مشيرةً إلى أن "تركيا ألغت خدمة العبَّارات إلى شبه جزيرة القرم، وحظرت على جميع السفن الروسية، التي تنطلق من سيفاستوبل، كيرتش، يالطا، فيودوسيا ويفباتوريا، الدخول إلى الموانئ التركية. وتعالت الأصوات مجددا في أنقرة، معربة عن إدانة السياسة الروسية، بسبب عملية ضم القرم غير القانونية بزعمهم وقمع شعب التتار في القرم كما يزعمون".
وتابعت ان "أردوغان أجهض  واقعيا جولة جديدة من محادثات السلام حول سوريا في أستانا، كما أغلق أبواب أسواق بلاده أمام استيراد القمح الروسي عبر فرضه رسما إضافيا خاصا عليه"، مشيرةً إلى أنه "كما كان متوقعا، تبين أن تركيا شريك لا يمكن الوثوق به، أو الاعتماد عليه. وليس فقط في مسألة تسوية الوضع في سوريا، بل في القضايا الأخرى من التعاون الثنائي ومتعدد الجهات"، معتبرةً أنه "من الصعب القول إلى أي مدى سوف يذهب الزعيم التركي في ابتزازه السلطات الروسية. بيد أن كل شيء يعتمد على موقف موسكو، التي لا تسمح لأحد بالحديث معها بلغة الوعيد والابتزاز".
وأفادت أنه "إذا أخذنا بالحسبان ذلك الفاصل الزمني–الدبلوماسي الذي طال، فمن الممكن التكهن أن الكرملين نسي تماما صدقية أردوغان، وأن هذا يعني أن أردوغان فقد صدقيته في أعين موسكو إلى زمن طويل هذه المرة"
========================